يواصل الفيليبينيون لملمة اثار الاعصار المدمر هايان الذي ضرب البلاد قبل ستة ايام، اذ من المقرر ان يتم نقل عدد كبير من الجثث التي لم يتم التعرف على هويات الكثير من اصحابها، الخميس الى مدافن جماعية في مهمة شاقة لا بد منها في مدينة فيليبينية دمرت بشكل شبه كامل ويشكو الناجون فيها من نقص المساعدات. وبعد ستة ايام على مرور الاعصار هايان الذي خلف الاف الضحايا، كان قرابة 200 كيس للجثث موضوعة صباح الخميس ارضا خارج مقر بلدية تاكلوبان عاصمة جزيرة لييتي التي تضررت بشكل كبير جراء الاعصار. وقال رئيس البلدية الفرد روموالديز "لا يزال هناك الكثير من الجثث في اماكن كثيرة. هذا امر مخيف"، في وقت لا تزال روائح الجثث المتحللة المنتشرة على الطرقات تنتشر في الهواء، ما يثير مخاوف صحية. واضاف روموالديز "عندما نتلقى طلبا من قرية لجمع خمس او عشر جثث، عندما نصل، يكون هناك 40". وتقدر البلدية عدد الجثث التي سحبتها بحوالى 2000، في حين لا يزال تحديد الحصيلة النهائية لضحايا الاعصار عملية صعبة. وتحدثت الامم المتحدة عن امكان مقتل 10 الاف شخص في مدينة تاكلوبان. الا ان الرئيس الفيليبيني بينينيو اكينو اعتبر ان هذا الرقم "مرتفع للغاية"، متحدثا عن سقوط "2000 الى 2500 قتيل". اما اخر حصيلة رسمية موقتة فاشارت الى تسجيل مصرع 2357 شخصا واعتبار 77 اخرين في عداد المفقودين. وفي تاكلوبان، تنتظم عمليات سحب الجثث تدريجيا لكن السلطات المحلية بحاجة للمساعدة، وفق روموالديز الذي طالب "بمزيد من العناصر والمعدات" خصوصا في مجال النقل. وتابع روموالديز "لا استطيع استخدام شاحنة لجمع لجمع الجثث صباح اليوم واستخدامها لتوزيع المساعدات بعد الظهر". واقر امين عام الحكومة رينيه الميندراس الاربعاء بان اعداد الضحايا تفوق طاقة السلطات على التحرك. وقال ان "السبب الذي توقف من اجله جمع الجثث هو اننا وجدنا انفسنا امام نقص في اكياس الجثث"، مضيفا "لكن لدينا حاليا 4 الاف كيس. نعمل على ان يكون لدينا عدد من هذه الاكياس اكبر من المطلوب". ومن المقرر دفن عشرات الجثث لضحايا الاعصار الخميس في مقبرتين جماعيتين خارج تاكلوبان، واحدة للجثث المتعرف اليها، والثانية لتلك التي لم يتم التعرف الى اصحابها والتي تم رفع البصمات عنها في محاولة للتعرف الى اصحابها في وقت لاحق. لكن الاربعاء، تم ارجاء محاولة لاجراء دفن جماعي، بعد ان اضطر موكب الى ان يعود ادراجه بسبب اطلاق نار في المنطقة التي شهدت ازديادا في عمليات النهب واعمال عنف اخرى. وقتل ثمانية اشخاص الثلاثاء دهسا خلال انهيار جدار مستودع للارز خلال نهبه من جانب ناجين في مدينة قريبة من تاكلوبان، حيث انتشرت الشرطة والجيش لاعادة الوضع الى طبيعته. وبعد ستة ايام من مرور احد اكبر الاعاصير في تاريخ الارض مصحوبا برياح بلغت سرعتها اكثر من 300 كلم في الساعة وامواج بارتفاع 5 امتار، تتزايد الانتقادات بشأن البطء في ايصال المساعدات الى المناطق المنكوبة التي يتخبط الناجون فيها بين الغضب واليأس. وفي هذا الاطار وصفت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري اموس الوضع بانه "مفجع"، وذلك غداة عودتها من تاكلوبان. وقالت اموس "الناس بحاجة ماسة للمساعدة. يجب ان نقدم لهم المساعدة الان. باتوا يقولون انها تأخذ وقتا طويلا للوصول. اولويتنا الفورية (...) التأكد من سرعة توزيعها". ويتهافت الالاف من سكان تاكلوبان المحرومين من المياه والمواد الغذائية يوميا الى مطار تاكلوبان المدمر املين في الحصول على مقاعد في الرحلات الجوية النادرة المغادرة منه. وروى المسؤول في الطيران المدني ايفرين ناغارما ان "اناسا مشوا لايام عدة من دون مأكل للوصول الى هنا وانتظار ساعات او ايام" حتى تحت المطر. واضاف "الناس يتم دفعهم الى نقطة اللاعودة. انهم يرون طائرات مساعدات لكنهم لا يستطيعون الحصول على عذاء او المغادرة. انها فوضى". واعلنت دول ومنظمات غير حكومية ووكالات اغاثة دولية ارسال كميات كبيرة من المساعدات المالية والعينية. وغادرت حاملة الطائرات الاميركية جورج واشنطن وسفن اخرى تابعة لقوات المارينز الاميركية هونغ كونغ الثلاثاء وعلى متنها 7 الاف عنصر للتوجه باسرع وقت الى الفيليبين. كذلك اعلنت الولايات المتحدة التي سبق ان ارسلت طائرات مساعدات الى البلاد، ارسال سفينتين اضافيتين مزودتين خصوصا بقدرة على تحلية مياه البحر وحوالى 12 طائرة ومروحية اخرى. وفي وقت تطالب الامم المتحدة بجمع 301 مليون دولار لمواجهة الوضع الطارئ في الفيليبين، اطلق الرئيس الاميركي باراك اوباما من جهته الاربعاء نداء لمواطنيه للتبرع لصالح ضحايا الاعصار هايان. وقال "مع هذا العدد الكبير من العائلات والمناطق التي تحتاج مساعدة طارئة من الاغذية، الماء، الملجأ والادوية، حتى اصغر مساهمة يمكن ان تصنع فرقا وتساعد على انقاذ ارواح".