حكم قاض اميركي على خبير سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة بعد اعترافه بانه سرب معلومات سرية عن افشال خطة تفجير لوكالة الانباء الاميركية اسوشييتد برس. وكان دونالد ساكتليبن، خبير المتفجرات السابق في الاف بي اي الذي اعتقل في انديانا (شمال) في اطار قضية مواد اباحية مرتبطة باستغلال اطفال جنسيا، اقر في ايلول/سبتمبر بالقيام "طوعا وعن سابق ادراك بكشف معلومة تتعلق بالامن القومي الى صحافي في مؤسسة اعلامية وطنية ليس مسموحا له الاطلاع عليها". كما اعترف بالتهم الموجهة اليه في قضية استغلال الاطفال. وحكم على ساكتليبن (55 عاما) بالسجن 140 شهرا (اكثر من 11 عاما) في القضيتين -- 97 شهرا في قضية استغلال الاطفال جنسيا ثم 43 شهرا في قضية الامن القومي. وواجهت ادارة الرئيس باراك اوباما انتقادات حادة من اعضاء الكونغرس والمجموعات المدافعة عن حقوق الصحافيين لاجرائها هذا التحقيق في تسريب المعلومات بعدما صادر المحققون تسجيلات لاتصالات هاتفية لصحافيين في وكالة الانباء الاميركية.  لكن المدعين رأوا ان القضية تؤكد تصميم الحكومة على محاسبة الذين يسربون معلومات سرية. وادين ساكتليبن بعدما عثر المحققون في حاسوبه الشخصي المحمول على 30 صورة وتسجيل فيديو جنسية تتضمن كلها اطفالا تحت سن الثانية عشرة. وقال المدعون ان ساكتليبن "نشط في مجال الاباحة التي تتعلق بالاطفال" واستخدم حساباته الالكترونية لتوزيع الملفات على 12 شخصا آخرين في العالم بين ايلول/سبتمبر 2011 وتوقيفه في ايار/مايو 2012. اما بشأن المعلومات التي سربت الى اسوشييتد برس فتتعلق بخبر نشرته الوكالة ومفاده ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) احبطت مخططا لتنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب لتفجير طائرة تابعة لشركة طيران اميركية وصادرت القنبلة التي كانت ستستخدم في تنفيذه. وكان ساكتليبن سرب هذه المعلومات الى الوكالة قبل تسعة ايام تماما من توقيفه في كارميل في ولاية انديانا. وقالت المحكمة في تشرين الاول/اكتوبر ان "دونالد جون ساكتليبن خان شعبه واضعف الاعضاء في مجتمعه". وعمل ساكتليبن لمكتب التحقيقات الفدرالي من 1983 الى 2008 كخبير متفجرات، ثم كمتعاقد للامن بعد تقاعده. وقال محامو الدفاع ان السلطات حصلت خلال التحقيق على تسجيلات لشهرين لصحافيين ومحررين في عدد من مكاتب الاسوشييتد برس، تشمل عشرين خطا هاتفيا. واثارت هذه القضية في ايار/مايو الماضي فضيحة في الولايات المتحدة بعدما أعلنت وكالة اسوشييتد برس ان السلطات وضعت يدها، بناء على طلب من النيابة العامة الفدرالية، على سجلات عشرين خطا هاتفيا في مكاتب الوكالة في كل من نيويورك وواشنطن. ففي 2012 عمدت وزارة العدل، بدون اطلاع اسوشييتد برس، الى الحصول على بيانات المكالمات الهاتفية التي اجراها على مدى شهرين نحو مئة من صحافيي الوكالة. ولم توجه اتهامات الى اي صحافي في قضية ساكتليبن لتسريب المعلومات او قضية اخرى مماثلة تتعلق بتسريبات حول كوريا الشمالية. لكن منظمات حقوقية ووسائل اعلام انتقدت الوسائل التكتيكية التي اتبعها المحققون وحذرت ادارة اوباما من ان التشدد يمكن ان يكون له تأثير سيىء على الصحافة الاستقصائية. وعلى الرغم من الانفتاح الذي وعد به الرئيس باراك اوباما عند توليه مهامه، قامت الادارة بملاحقة لا سابق لها لموظفي الحكومة الذين يسربون معلومات بموجب قانون مكافحة التجسس. وحكم على الجندي برادلي مانينغ  الذي غير اسمه الى تشلسي في ايار/مايو الماضي، بالسجن 35 عاما في اكبر قضية تسريب وثائق سرية في تاريخ الولايات المتحدة، سلمها الى موقع ويكيليكس. واتهم جون كيرياكو الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية بتسريب اسرار بعدما اجرى مقابلة مع محطة اي بي سي التلفزيونية وصف فيها جلسات استجواب المتهمين بالارهاب في عهد الرئيس السابق جورج بوش بما في ذلك تقنية الايهام بالغرق. وقد اعترف في 2012 بانه كشف اسم  عميل سري للسي آي ايه وحكم عليه بالسجن سنتين ونصف السنة. ويأتي هذا الحكم بينما تواجه الولايات المتحدة اتهامات بالتجسس على حلفائها بعد تسريب مستشار سابق في الاستخبارات الاميركية معلومات في هذا الشأن. وادوارد سنودن الذي تتهمه الولايات المتحدة بالتجسس، يقف وراء تسريبات عدة حول عمليات تنصت وكالة الامن القومي الاميركية. واثارت هذه التسريبات ردود فعل قوية في اوروبا ولا سيما في المانيا حيث اثارت المعلومات حول التجسس المفترض على الهاتف المحمول للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل صدمة. وقد حصل سنودن في الاول من اب/اغسطس على اللجوء الموقت الى روسيا لمدة سنة بعد ان قضى اكثر من شهر في منطقة الترانزيت في مطار تشيريمييفو بموسكو التي وصل اليها في 23 حزيران/يونيو قادما من هونغ كونغ.