اعلن كل من المرشحين اللذين جاءا في الطليعة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في هندوراس فوزه في هذا الاقتراع، ما يثير مخاوف من صدامات بعد التصويت في احدى اكثر الدول عنفا في العالم. فقد اعلن مرشح الحزب الوطني اليميني الحاكم خوان اورلاندو ارنانديز اولا فوزه. وقال بعد فرز 34 بالمئة فقط من الاصوات كشف تقدمه بحوالى ست نقاط فقط على منافسته، "ساكون الرئيس المقبل لهندوراس". وفي الوقت نفسه تقريبا، اعلنت منافسته اليسارية خيومارا كاسترو "انا رئيسة هندوراس". وبعد ساعات وبينما اشار فرز اكثر من نصف الاصوات الى تقدم ارنانديز اكثر من خمس نقاط، وحصوله على 34 بالمئة من الاصوات مقابل 29 بالمئة لكاسترو، اتهم زوج المرشحة الرئيس السابق مانويل سيلايا السلطات بانها تريد "سرقة" الفوز من زوجته. وقال سيلايا في مؤتمر صحافي ان "خيومارا فازت بالرئاسة. لا يمكنهم ان يفعلوا ذلك بنا. انهم يقومون بسرقة الانتخابات". واعلن عن "اجتماع عاجل" لتقرير التحرك التي يجب القيام بها لرفض النتائج الرسمية للانتخابات. وبعد فرز 54,5 بالمئة من الاصوات، اعلنت المحكمة الانتخابية العليا ان ارنانديز حصل على 34,3% من الاصوات مقابل 28,7% لمرشحة اليسار. وقال سيلايا ان "ما تفعله المحكمة واضح. لا نقبل بهذه النتيجة". وكان سيلايا انتخب باسم الحزب الليبرالي (يمين الوسط) ثم طرد من السلطة في 2009 في انقلاب عسكري بعدما رأى اليمين والجيش انه يبالغ في ميله الى اليسار. وشكلت الانتخابات الرئاسية الاحد في نظر الناخبين فرصة لالتئام الجراح التي خلفها الانقلاب وفرصة تاريخية للتناوب السياسي في بلد يقوده حزبان يمينيان (الحزب الليبرالي والحزب القومي) منذ اكثر من قرن. وعبر رئيس المحكمة الانتخابية عن ارتياحه "لهذا العيد التاريخي والمدني الذي جرى بهدوء"، مشيرا الى المشاركة الكبيرة للناخبين التي بلغت رسميا 61 بالمئة في بلد لا تتعدى فيه نسبة التصويت عادة الخمسين بالمئة. وفي خطوة سارة اخرى، جرى الاقتراع يدون حوادث تذكر في بلد تسجل فيها نسبة جرائم قياسية (85,5 جريمة قتل لكل 100 الف ساكن خلال 2012 اي حوالى عشرين جريمة يوميا). وانتشر 25 الف شرطي وعسكري لضمان امن الناخبين الذين صوتوا في اجواء مشمسة لتعيين خليفة الرئيس بورفيريو لوبو (الحزب الوطني) الذي انتخب في 2009 في سياق الانقلاب، في اقتراع قاطعته المعارضة اليسارية. ومن رهانات هذا الاقتراع في جولة واحدة، تسوية تبعات ذلك الانقلاب العسكري الذي دعمه اليمين واوساط الاعمال. وقالت ايلفيا وهي ربة بيت (48 سنة) بعد التصويت في تيغوسيغالبا ان "عائلتي ما زالت مقسمة وما ان نتحدث في السياسة حتى نتخاصم". وبعد الاقتراع اعرب محللون عن خشيتهم من ان يكون الفارق ضئيلا بين الفائز والثاني وان يؤدي ذلك الى احتجاجات واعمال عنف، وانتشر نحو 800 مراقب اجنبي لضمان شفافية الاقتراع. وقد قاد ارنانديز رئيس الكونغرس حاليا وهو رجل اعمال (45 سنة) وكان من انصار انقلاب 2009 ووصف احيانا بانه متسلط، حملة انتخابية ركزت على موضوع الامن واعدا بمكافحة الجريمة بقبضة من حديد وبدعم الجيش. ويبدو ان الناخبين استجابوا لرسالته وقال الاقتصادي المتقاعد (72 سنة) بدرو غاراي بعد التصويت ان "المشكلة الاخطر هي العنف، الناجمة عن البطالة، لقد تعود الناس على كسب المال بالقتل". من جانبها اقترحت المرشحة كاسترو "اشتراكية ديمقراطية" و"اعادة تاسيس" بلد مقسم بين موالين ومناهضين لسيلايا زوجها الذي ترشح الى مقعد في البرلمان وشارك بنشاط في الحملة الانتخابية. واعرب العديد من سكان العاصمة الاحد عن فرحتهم وخرجوا في سيارات يرفعون اعلام حزبهم واستعملوا منبهات الصوت وتسببوا في تعطيل حركة السير في محيط مراكز الاقتراع التي تشكلت امامها طوابير انتظار طويلة. وشارك ثمانية مرشحين في اقتراع الاحد في احد البلدان الاكثر فقرا في القارة الاميركية، ودعي الناخبون ايضا الى اختيار 128 نائبا في البرلمان و229 رئيس بلدية.