السيدة نورا حسين

لم تعد نورا حسين، 19 عامًا، من السودان، تواجه عقوبة الإعدام؛ لقتلها زوجها الذي أغتصبها، وذلك بعد إلغاء المحكمة حكم الإعدام الصادر بحقها، حيث أعلن محامو السيدة حسين، هذا الخبر، بعد ظهر يوم الثلاثاء، كما ألغت المحكمة تهمة القتل مع سبق الإصرار. ووجدت محكمة الاستئناف في الخرطوم، أن الفتاة ليست مذنبة، وحكمت عليها بالسجن خمس سنوات، بتهمة القتل الخطأ، وبعد إعلان الحكم، بدأت الاحتفالات في سجن أم درمان. وعلى الرغم من تخفيف الحكم، قال أنصارها، الذين نظموا في عريضة نيابة عنهم، إنهم محبطون من القرار.

وكانت السيدة حسين، التي أُرُغمت على الزواج في سن السادسة عشرة، قد حُكم عليه بالإعدام شنقاً، وأصبحت بعدها محور حملة عالمية تتخللها سلسلة من الالتماسات لدعمها، لتصل إلى مليون توقيع. وانضمت شخصيات رفيعة المستوى إلى الحملة لإلغاء الحكم، من بينها عارضة الأزياء نعومي كامبل، والممثلات ميرا سورفينو، وإيما واتسون، وروز ماكغوان، ورئيسة وزراء استراليا السابقة، جوليا جيلارد.

قتلت زوجها بعد اغتصبها :

وأبرزت قصتها قضية الزواج القسري، بما في ذلك للقاصرات، وحقوق المرأة في نظام المحاكم السودانية. وذكرت شبكة"سي إن إن" أن عائلتها أمرت بدفع مبلغ 337 ألف جنيه سوداني "18.700 دولار" إلى أقارب ضحيتها، ووفقاً لمؤيديها، فإن حسين كانت مع زوجها لمدة ستة أيام عندما اغتصبها بمساعدة أخيه، وأحد أقاربه، والشاهد الذي أوقفها، وعندما حاول اغتصابها مرة أخرى في اليوم التالي، طعنته قبل أن تفر إلى منزل والديها، اللذان سلمها إلى الشرطة. وفي بيان، قالت حسين إنها أخذت السكين لقتل نفسها، وبموجب القانون السوداني، لم تكن الاعتداءات الجنسية من قبل زوجها تعتبر اغتصابًا لأن حسين كانت زوجته.

انتقادات للحكم الصادر بحقها

وقال أحد محاميها، عامر سيبير، إن الزواج القسري يمثل مشكلة في السودان، مضيفًا "زواج الفتيات والنساء دون موافقتهن أمر شائع في السودان، ويسبب الكثير من المشاكل، إنهم يتزوجون من فتاة طفلة ودون موافقتها، والكثير منهن يفقدن فرصهن في التعليم ". وقالت حسين، من سجن أم درمان في الشهر الماضي، إنها إذا تم العفو عنها، تخطط للدراسة، مضيفة "عندما أخرج من هنا، أريد أن أدرس القانون للدفاع عن الآخرين المضطهدين".

وأوضح نشطاء إن فريق حسين القانوني تعرض للمضايقات من قبل السلطات، وتم إيقاف محاميها من عقد مؤتمر صحافي من قبل أمن الدولة الأسبوع الماضي. وقالت جودي غيتاو، محامية في مجال حقوق الإنسان عن جماعة المساواة الآن، في نيروبي "سعداء للغاية لأن نورا كسبت الاستئناف الذي أصدرته المحكمة ضد حكم الإعدام الصادر ضدها، ونحتفل به كخطوة إيجابية بالنسبة لها، والنساء والفتيات عموما في السودان، ومع ذلك، فإن الحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات والغرامة على الدفاع عن نفسها ضد مغتصبها لا يزال غير مقبول، وننظر في الخطوات التالية لدعمها. "