العّم عبدالجبار

في موقف الخرطوم يجلسُ العّم عبدالجبار  على  بنبر صغير وانت تنظر اليه من بعيد تحسبه جالسًا على الأرض، تتراص فناجين الجبنة ليس في شماله فحسب بل في كل الاتجاهات وتحيط به أحاطت الخاتم  بالمعصم  ، يقابلك بابتسامة تبشرك بفك الخرمة التي تلاعبت برأسك مثل مايلعب الاطفال بالكورة  ،وبعد الترحيب يطالبك بجلوس في تلك  البنابر أوالمقاعد  التي  تعتبر أكثر الأشياء التي تميزه من منافسيه  في بيع الجبنة في سوق الخرطوم والعم  عبدالجبار جاعلًا من ذلك الدكان البسيط مكانًا لارتشاف الجبنة او كما يحلو هناك تسميتها بـ"جبنيت"  امبراطورية لـ"الكيف" يعمل  بها من سنين عديدة وهذا ما جعله أقدم بائع جبنة في الخرطوم
البداية من "كانون"..

يحكي عبدالجبار  عن بداياته قائلًا " أنا أعمل في بيع الجبنة في سوق الخرطوم منذ عام  ، 1970كنت أول مرة أعمل فيها في بيع الجبنة وحينها كنت أبيع الجبنة متوجلًا في بداياتي وبعد فترة ليست بالطويلة عملت في هذا الدكان ومن تلك الفترة صرت أملك مجموعة  من الزبائن ويضيف " طبعًا الجبنة في الخرطوم ليس لديها مواعيد محددة فهي تشرب هنا في كل الأوقات والسودانيين يعشقون الجبنة عشق خرافي لذلك انا قررت أن أعمل بهذه المهنة لأنها أكثر الأشياء  المضمونة وتكسبك قروشًا كتيرة وطبعا هذا على حسب يدك

وعن سبب تراجع الإقبال على الجبنة يقول العم عبدالجبار،في الفترة الأخيرة زادت أسعار الفحم والبن وزمان الفحم بـجنيه بشغلني يوم كامل ولكن الآن الفحم أصبح غاليًا وإيجار الدكان كذلك ارتفع اما البن دا حكايتوا حكاية وأصبح في السماء يعني غالي عديل كدا وطبعا الاسعار بعد ما ترتفع نحنا بنزيد سعر الجبنة والزيادة بتخلي كثير من الناس يتخلي عنها او يشرب الجبنة في المنزل

ويواصل عبدالجبار قائلًا "رغم وجود الأجنبيات في عمل الجبنة في الخرطوم لم يؤثر في عملي وكثير من الناس ما بشربوا جبنة منهم لكن الناس البجوا من مدن السودان الاخرى بشربوا الجبنة من الاجنبيات لكن الكيف بالجد بجوني انا والجبنة الصاح بـالفنجان وليس بـالكبابي ولكن  رغم انتشار الاجنبيات بكثرة لم يؤثر في زبائني"