التطعيم بالصدف

أعوام طوال قضاها الحرفي يحيى ناعمة، في تعلُّم وممارسة مهنة التطعيم بالصدف، فأصبح عمله علامة فارقة وغدا متجرُه الصغير في سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية في دمشق، مقصدًا لكل زائر يهوى الجمال والإبداع وانتقاء التحف الشرقية النادرة.

ويحكي ناعمة إلى " العرب اليوم " قصته مع هذا الفن العريق، حيث بدأ تعلّم هذه المهنة من أبيه الذي كان من حرفيي دمشق الكبار في هذا المجال، مشيرًا إلى أنَّه خطا خطى أبيه في عشقه لمهنة التطعيم بالصدف، فكان يقضي الساعات الطوال في تعلم تفاصيل هذه الحرفة وخفاياها حتى أصبح متقنًا لها على أكمل وجه وبدأ عمله الخاص.

وعن مراحل العمل على القطعة الصدفية، يتحدَّث ناعمة قائلًا "نعتمد في صناعة الصدف على خشب الجوز حيث نعمل أولا  على تقطيع الخشب وتجفيفه حتى يصبح صالحًا للعمل، ثم تأتي مرحلة تصميم الهيكل الخشبي للقطعة سواء أكان صندوق أو أثاث منزلي أو مرآة أو غير ذلك ويكون ذلك بالاعتماد على طبعات فنية مختلفة ثم مرحلة التشكيل بالصدف حيث يتم لصق الصدف وذلك يتطلب من العامل الدقة والحس الفني العالي والمرحلة الثالثة هي مرحلة تلميع الصدف لتكون القطعة في شكلها النهائي وتكون المرحلة النهائية هي التنجيد.

وأدخل الحرفي ناعمة، تطورات كبيرة على مستوى نوعية القطع الخشبية المعمول بها والشكل الفني لطريقة التطعيم بالصدف، موضحًا "لقد تطوَّرت

هذه الحرفة عبر الزمن بعدما كانت محصورة بجهاز و صندوق العروس لكنَّها توسَّعت حتى شملت الصناديق الصغيرة التي تقدَّم إلى السياح و ديكور القصور الكبرى وقاعات المتاحف والمساجد والمنازل الفخمة التي يطلب أصحابها أن تزيّن جدرانها بهذا النوع من الفن العريق.

ويؤكد ناعمة على أهمية دعم هذه المهنة لضمان استمرارها وذلك بالدعاية والإعلان عنها و التسويق لها داخل وخارج سورية وتحسين الوضع العام للحرفيين بتسهيل الحصول على المواد الأولية لها خصوصًا وأنَّ الحصول عليها أصبح أصعب بسبب الحرب.