المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

ظهر على وجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مشاعر الإحباط، أثناء حضورها جلسة البرلمان في برلين يوم الثلاثاء، ويأتي هذا بعد أيام من انهيار المحادثات بشأن تكوين حكومة ائتلافية، حيث بدى انزعاجها بوضوح بعد أن دعا رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ شويبله القادة السياسيين إلى إبداء المزيد من الاستعداد للتوصل إلى حل وسط، وقد أكد أن البلاد تواجه "اختبارا وليس أزمة".

وقد انهارت أربعة أسابيع من المحادثات بشأن تشكيل ائتلاف بين المحافظين بقيادة ميركل وحزبين صغيرين يوم الأحد، بعد أن رفضت الأحزاب الانضمام إلى إدارتها، إذ يرفض شركاءها في الحكومة المنتهية، من الحزب الديمقراطي الاشتراكي الوسطي، الانضمام إليها في إدارة جديدة، مما يجعل إجراء انتخابات جديدة هو النتيجة الأكثر احتمالا، على الرغم من أنه يوجد أيضا إمكانية لتكوين حكومة أقلية.

ومن جانبه، دعا الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، يوم الاثنين، القادة السياسيين إلى إعادة التفكير في مواقفهم، ومن المقرر أن يعقد اجتماعا مع زعماء حزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار، وهما الطرفان اللذان شاركا في المفاوضات مع السيدة ميركل.

وأضاف رئيس البرلمان شويبله، وهو أقدم مشرّع في ألمانيا ومن المخضرمين في العديد من الحكومات الائتلافية، مناشدته الخاصة، خلال جلسة "البوندستاغ" في برلين: "يمكننا أن نختلف في الرأي حول الكيفية التي تدار بها الحكومة، ولكن من الواضح انه يجب أن تدار الحكومة"، وتابع أنه قد تقرر الأحزاب، بعد تفكير طويل، أنها لن تنضم إلى ائتلاف، "ولكن يجب تفسير ذلك منطقيا حتى لا ينشأ الانطباع أنهم يريدون التهرب من المسؤولية، حيث أن الديمقراطية تتطلب تحقيق الأغلبية، ورغبتنا في إنشاء نظام مستقر تتطلب أغلبية مستدامة"، كما قال أن "الوصول لاتفاق من خلال إعطاء المساحات لبعضنا البعض يحتاج إلى شجاعة".

وسيتعين على شتاينماير أن يقرر ما إذا كان سيمهد الطريق لحكومة أقلية أو إجراء انتخابات جديدة، لأن دستور ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لا يسمح للبرلمان بحل نفسه، في حين حذر شويبله، 75 عاما، من تضخيم حجم المشكلات السياسية في ألمانيا، وقال: "هذا اختبار، ولكنه ليس أزمة للدولة"، وأضاف: "المهمة كبيرة، ولكن يمكن معالجتها."

وقد أدى انهيار المحادثات بين كتلة ميركل المحافظة، والديمقراطيين الأحرار، وحزب الخضر البيئي، إلى وضع ألمانيا في حالة من عدم اليقين السياسي وزيادة احتمالات إجراء انتخابات جديدة، كما أثار بعض الشكوك بشأن ما إذا كانت ميركل، أقوى زعيمة سياسية في أوروبا بعد شغل منصبها لمدة 12 عاما، ستخدم فترة ولاية رابعة بعد فوز المحافظين بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات 24 سبتمبر/أيلول.