بكين ـ مازن الأسدي   بعد وصول الطائرة إلى مطار بودنغ الصيني الذي يبعد عن وسط المدينة الصينية الأسطورية شنغهاي مسافة 30 كيلو متر فقط، تبدأ الإثارة والمتعة وتستمر 48 ساعة، إذ يستقبلك قطار ماغليف السريع الذي يقل السائحين إلى شنغهاي من المطار في رحلة لا تستغرق سوى 7 دقائق، إذ لا يتوقف هذا الوحش الهادر على القضبان سوى في محطة طريق لونغيانغ، ولتبسيط الأمور على السائحين وزوار شنغهاي، يمكن النزول إلى لونغيانغ والتجول، ثم استكمال الرحلة فيما بعد بالتذكرة نفسها التي تصلح أيضًا لاستقلال المترو والحافلات.
كما تتوافر حافلات من مطار بودنغ إلى المدينة الصينية ذات الشهرة العالمية ومركز المال والأعمال الأول في آسيا. تستغرق الرحلة بالحافلة من المطار إلى شنغهاي من 15 إلى 25 دقيقة حسب الحالة المرورية. كما تحمل الحافلات الأمتعة في أماكن تخزين مخصصة لذلك، ولا تتوقف الحافلة إلا في وسط المدينة في ميدان الشعب.
ويقسم شنغهاي من المنتصف نهر هونغبو، إذ تقع بوكسي على جانب من النهر، بينما تقع بودنغ على الجانب الآخر. وتتميز المدينة بناطحات السحاب المنتشرة في كل مكان يتوسطها برج اللؤلؤة الشرق الذي يعلو مبنى التلفزيون. ولا يقتصر تقسيم المدينة على جزئين على جانبي النهر على كونه انقسامًا ماديًا محسوسًا فقط، إذ ينطوي على اختلافات ثقافية وحضارية بين الجزئين المكونين لشنغهاي، إذ ما زلت بوكسي تحتفظ بالرونق الخاص جدًا بها وتستقبل الزائرين بعبق التاريخ والحضارة الصينية العريقة، بينما تقف بودنغ على الجانب الآخر من النهر شاهدة على النهضة الحديثة في الصين، إذ الشركات ومقار المال والأعمال الأول في آسيا كلها.
أما الجزء الأكثر جمالًا في المدينة، فهوو فرنش كوسيشن الذي تأسس العام في الثلاثينات من القرن العشرين، وهو الحي الذي يحمل بين جنباته سحرًا خاصًا للغاية، ويحتفظ بالطابع الفرنسي نفسه الذي روعي في تصميمه منذ عشرات السنوات. وينزل السائحون في  فندق بولي المزود بمركز خاص للسباحة والذي يطلق على نفسه وفقًا للتعريفات الموجودة على مواقع الإنترنت أنه منتجع حضري. وفي الفندق يجد السائحون كل ما يحتاجون إليه من حمامات سباحة وبار للمشروبات ومطعم، إضافة إلى الإطلالة المميزة للفندق على متنزه حافل باللون الأخضر الذي يمكن الهروب إليه من عناء يوم طويل من الصفقات والاجتماعات وغيرها من الأعمال.
ويطل الفندق الأشهر على الإطلاق في شنغهاي على متنزه فاكسنغ العام الذي يتمتع بأكبر كمية متنوعة من النباتات، مما يضفي على وسط المدينة قدرًا إضافيًا من السحر، إلا أنه سحر تستمده المدينة هذه المرة من الطبيعة. وأثناء التجول في شنغهاي بعد نيل قسط من الراحة البدنية في فندق بولي والراحة النفسية بعد الاستمتاع بالخضرة الكثيفة في منتجع فاكسنغ أن يتوجه إلى طريق سينان، إذ المتحف الذي يجسد مرحلة مهمة من مراحل تطور الصين والذي كان مقرًا لإقامة مؤسس جمهورية الصين الشعبية صن يات سين.   
وعن الطعام، تتوافر عدة مطاعم في شنغهاي، منها ما هو بسيط يقدم الوجبات الخفيفة والسريعة مثل تيانزيفانغ، إذ يمكن تناول الغداء ومنها ما يتسم بقدر كبير من الفخامة والذي يصلح لتناول العشاء الرومانسي، إضافة إلى المطاعم الشعبية التي تنتشر في أرجاء المدينة والتي يمكن تناول فيها وجبات شهية أثناء الاستمتاع بالجلوس مع السكان المحليين.