القاهرة ـ محمد الشناوي   إنها جزء لا يتجزأ من جبل المقطم، وتبدو وكأنها نُحتت بين أحضانه، إنها قلعة صلاح الدين التي بٌنيت في منطقة المقطم على يد صلاح الدين أبن شقيق السلطان نور الدين محمود، وهو القائد الذي هزم الصليبيين وأسس للأسرة الأيوبية الحاكمة في القاهرة عام 1169، بنى صلاح الدين قلعته العسكرية لتكون مقرًا للحكم وقيادة الجيوش.



واختار صلاح الدين موقعًا استراتيجيًا لبناء القلعة فوق تلال المقطم لتكشف القاهرة والفسطاط كاملتين للقيادة المركزية للجيوش وهي مقسمة إلى قطاعين رئيسين هما القطاع الشمالي والقطاع الجنوبي، يتميز القطاع الشمالي بأبراجه نصف الدائرية وأسواره العازلة.



في 1207، أظهر السلطان العادل اهتمامًا بالغًا بالقلعة وقام بتعزيزها ببناء برجين إضافيين هما برج الرملة وبرج الحداد.
وفي عهد السلطان الكامل، أبن شقيق صلاح الدين الذي حكم مصر 20 سنة، اتخذها السلطان مقرًا لإقامته وحمه وأنشأ بها بعض البنايات والمرافق التي استلزمتها إقامته هناك منها الأسطبل الملكي، المتنزه والسوق.



ولم تلبث هذه البنايات والقلعة كلها أن تعرضت للدمار بالكامل في عهد السلطان محمد الناصر بما في ذلك المسجد، المكتبة، قاعة الزوار وغيرها من المباني والمنشآت المكونة لقلعة صلاح الدين.
وفي عهد المماليك، تعرض المبنى بتجديد وترميم شامل على يد السلطان بيبرس الذي بنى باب القلعة ليربط بين قطاعيها الشمالي والجنوبي،  كما كان لمحمد علي نصيبًا من تاريخ القلعة، فقام بتجديدها وبنى فيها مسجد يحمل اسمه،  وعقب التجديد الأخير للقلعة عام 1983، أُدرجت القلعة الشامخة إلى سجل الآثار المصرية.