نيويورك ـ مادلين سعادة   عندما تم افتتاح فندق هيلتون نيويورك في 26 حزيران/يونيو عام 1963 في مركز روكفللر الشهير، قال المسؤولون عن الفندق إنه أكبر فنادق المدينة وأكثرها عصرية. ولكن ذلك لم يكن الشعور الطاغي على الناقدة المتخصصة في الشؤون المعمارية في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية آدا لويس هوكستيبول.
 التي قالت في ذكرى مرور 50 عاماً على إنشائه إن ....
وقد يكون صحيحا القول بأن المبنى الذي يحمل الآن اسم نيويورك هيلتون ميدتاون المكون من 46 طابقا والذي يضم 1980 غرفة لا يمكن مقارنته بفنادق والدورف أو بلازا أو بيير ، إلا ان افتتاحه قبل خمسين عاما كان يمثل نقطة تحول ضخمة في عالم الضيافة .
وكان مدير فندق ريتز في باريس، تشارلز ريتز، قال عام 1965 عندما نزل ضيفا على الفندق "إن هيلتون إنما هو بناء من أجل المستقبل".
أما مارك يونغ الناشط والمؤرخ بكلية كونراد هيلتون لإدارة الفنادق والمطاعم في جامعة هيوستين يقول إنه وعلى الرغم من اعتزاز كونراد هيلتون بفندق والدورف إلا أنه دائما ما كان يريد فندقا آخر في نيويورك يحمل أفضل المزايا آنذاك. وقال أيضا إن الفندق بلا شك يمثل بصمة له.
  وأقام الفندق احتفالا مساء الأربعاء الماضي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائه وكان الحفل يضم قائمة بالمشروبات التي كان يشيع تقديمها في الفندق في أزمنة سابقة.
ويرى الخبراء أن الفندق بآلياته كلها وفعالية أنظمة تكييف الهواء فيه ومظهره الشاهق المدمج آنذاك كان يتناسب وينسجم تماما مع ذلك العصر.
والفندق كان من تصميم المهندس المعماري ويليام تابلر، وتقول عنه آنابيل جين وارتون البروفيسور في جامعة دوك ومؤلفة كتاب بعنوان "فنادق هيلتون الدولية والهندسية المعمارية الحديثة" "إن هذا الفندق كان بمثابة نقلة على الأقل في الولايات المتحدة من طابع الرقة والأناقة والرفاهية إلى طابع الفعالية الوظيفية بكل معنى الكلمة من خلال استغلال المساحة".
   ولم يبخل أصحاب الفندق على الجماليات آنذاك فقد حفلت الغرف بقرابة ثمانية آلاف لوحة فنية من بينها لوحات لكل من روبرت راوشينبرغ ولي كرازنر وجاسبر جونز وروبرت ماذرويل.
وعلى الرغم من أن البروفيسور آنابيل وارتون لم تكن من عشاق المبنى في حد ذاته إلا أنها امتدحت التشطيبات الانسيابية بالدهاليز لما كانت تحتويه من الطابع المعاصر.
   وبصرف النظر عن المبنى في حد ذاته فإن المبنى شارك بنصيبه في التاريخ، وحظي بإقامة كل رئيس أميركي بداية من الرئيس الراحل جون كيندي، كما شهد أيضاً عرض إيد سوليفان لفرقة البيتلز عام 1964. وبعدها بسبعة أعوام كتب جون لينون أبيات غنائية لفرقة إماجين في الهيلتون على ورقة من مطبوعات الفندق.
   كما كان الهيلتون أيضا المكان الذي شهد أول مكالمة بهاتف محمول باليد وكان ذلك في 3 نيسان/أبريل عام 1973 على يد المهندس الرائد في عالم الاتصالات في شركة موتورولا مارتين كوبر وكان وزن الهاتف آنذاك رطلين ونصف ويحمل اسم دايناتاك ووقف كوبر خارج الفندق يهاتف رئيس قسم الأبحاث في معمل بيل لابس جويل أنجيل وقال له "جويل ، أنا مارتي أتحدث إليك من هاتف خلوي محمول باليد" ثم أقام كوبر بعد ذلك مؤتمرا صحافيا داخل الفندق.
ومع ذلك فإن الفندق لم يقع أسيراً للماضي فلم يعد هناك أجنحة الضيافة الخمسة عشر التي كانت تحمل أسماء مشاهير كتاب نيويورك وصورهم ونماذج من كتاباتهم. ومع نهاية شهر آب/أغسطس لن يكون هناك خدمة تقديم الغذاء والشراب داخل الغرف في إطار خفض النفقات. وهو قرار لفت الانتباه في عالم الضيافة باعتباره توجهاً جديداً في هذا المجال.
ومع ذلك فإن خدمة الغرف كانت أمرا غاية في الأهمية ولا غني عنه عام 1971 وذلك عندما أقام فريق من صحيفة نيويورك تايمز سرا في تسع غرف في الطابقين الحادي عشر والثالث عشر للتعامل مع وثائق خاصة بالبنتاغون.