اختتمت في موسكو، الأحد، أعمال المؤتمر الـ15 اليوبيلي للحزب الشيوعي الروسي بانتخاب أعضاء لجنته المركزية البالغ عددهم 180 شخصا وإعادة انتخاب غينادي زيوغانوف على رأس الحزب بصفة رئيس هيئة رئاسة اللجنة المركزية. وكان زيوغانوف (68 سنة) ترأس الحزب الشيوعي الروسي لأول مرة قبل 20 سنة في شباط/فبراير 1993، عندما عاود الحزب نشاطه العلني، ومنذ ذلك الحين يحتفظ الرجل بهذا المنصب بلا منازع دون أن يهدد مواقعه أي منافس آخر مسن أو شاب من أعضاء القيادة.    هذا وقد بدأ المؤتمر الـ15 اليوبيلي للحزب الشيوعي الروسي أعماله في موسكو يوم أمس السبت بمشاركة 317 مندوبا وحضور أكثر من 700 ضيف، ومنهم 95 وفدا عن الأحزاب الشيوعية والعمالية واليسارية الأجنبية.   وفي بداية المؤتمر تلا أوليغ موروزوف، مدير دائرة السياسة الداخلية في ديوان الرئاسة الروسية، رسالة وجهها رئيس الدولة فلاديمير بوتين إلى المشاركين في مؤتمر الشيوعيين، داعيا إياهم إلى طرح أفكار ومقترحات بناءة قابلة للتطبيق في مصلحة الدولة الروسية ومواطنيها. وأشاد بوتين بدور الحزب الشيوعي الروسي في الحياة السياسية في البلاد وفي الدفاع عن حقوق المواطنين الاجتماعية ودعم الزراعة والتعليم والعلوم والصناعة وتعزيز القوات المسلحة وكذلك عمليات التكامل بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. ثم قدم غينادي زيوغانوف، رئيس اللجنة المركزية للحزب، تقريرا إلى المؤتمر الـ15 عن نشاط الحزب في الفترة التي أعقبت مؤتمره الـ14 السابق المنعقد عام 2011. وأشار زيوغانوف إلى تنامي صفوف الحزب في السنتين الماضيتين حتى بلغ عدد أعضائه 158 ألفا. ويشكل الحزب الشيوعي الروسي، على حد وصف زيوغانوف، القوة الأساسية الرائدة للمعارضة الروسية. كما ذكر في تقريره أن الحركة الشيوعية العالمية تجاوزت أزمتها وان العالم يقف أمام التحول نحو اليسار، لافتا إلى أن "القاعدة الاجتماعية للرأسمالية تتقلص" وأن "أية وسائل قمع لا يمكن أن توقف تحول الملايين إلى الاشتراكية". وأشار زيوغانوف إلى أن "الصراع المبدئي بين الرأسمالية والإشتراكية لم ينته بعد وأن أزمة الرأسمالية دخلت مرحلة حادة"، مضيفا أن "الإيديولوجيا اليسارية تصبح مطلوبة أكثر" وأن "الحزب الشيوعي الروسي يملك فرصا جيدة لتنفيذ برنامجه وهدفه الراهن المتمثل في إرساء أسس للتحولات الإشتراكية في البلاد". وانتقد زيوغانوف وضع قدرات روسيا الدفاعية على خلفية تفاقم الوضع الأمني العالمي وزيادة قوات الناتو على الحدود مع روسيا. هذا ودعا زيوغانوف أنصاره إلى الاستعداد لمفاجآت سياسية، ولم يستبعد حتى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في البلاد. وفي ختام المؤتمر الدوري الـ15 للحزب أشار إلى أن "الأزمة العالمية والأوضاع الخطيرة داخل البلاد تتطلب منا مزيدا من التركيز والعمل". وقال: "لا أستبعد إجراء انتخابات مبكرة لمجلس الدوما ومفاجآت أخرى". كما شدد زيوغانوف على أهمية إطلاع المواطنين الروس على نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي الروسي. وتجدر الإشارة إلى أن غينادي زيوغانوف يترأس أيضا كتلة الحزب الشيوعي الروسي (92 نائبا) في مجلس الدوما (450 نائبا) للبرلمان الفيدرالي الروسي.