كييف ـ سلوى ضاهر   اكتشف علماء الآثار كنزا مدفونا تحت الأرض في مدينة القرم في أرتيزيا المعروفة حاليًا بأوكرانيا، يُعتقد أنه كان لأشخاص عانوا من حصار الجيوش الرومانية منذ الفي عام. ولفتوا إلى أن غالبية القطع الأثرية المكتشفة عملات ومجوهرات برونزية. ويرجح الباحثون أن الكنز كان لعائلة ثرية قامت بدفنه على عجل قبل أن يقع في أيدي القوات الرومانية التي كانت على وشك الوصول إليها، وهي القوات التي كانت تابعة لأحد الجانبين أثناء الحرب الأهلية التي شهدتها الإمبراطورية الرومانية.

ويؤكد الباحثون ان القلعة كانت تحت الحصار حيث لجأت إليها العائلات الثرية للتحصن بها من الجند الرومانيين وفقًا لنيكولاي نوكوروف الأستاذ في جامعة موسكو للعلوم التربوية، واصر الاهالي على إخفاء ممتلكاتهم الثمينة عن الجنود للعودة إليها حال نجاتهم من الموت، وهو ما لم يحدث لتبقى الكنوز مدفونة تحت التراب حتى عصرنا هذا.

وتقع القلعة في 45AD بأرتيزيا حيث كانت جزءا من مملكة البوسفور التي تنازع على السلطة فيها شقيقان أدى النزاع بينهما إلى حرب أهلية عمت جميع أنحاء المملكة. وكان ميثريدايتس الثامن قد نجح في الاستقلال عن الإمبراطورية الرومانية، إلا أنه واجه تحد آخر عندما قاومه شقيقه كوتيز الذي أراد الحفاظ على البوسفور ولاية رومانية.
وبالفعل أرسلت الإمبراطورية الرومانية قواتها لدعم كوتيز الذي طالب بالعرش وتُوج ملكًا على الولاية بعد أن دمر المستعمرات القريبة من مملكته بما فيها أرتيزيا.
واستعان الفريق البحثي بقيادة نوكوروف بعدد من المتطوعين من أهل المستوطنة الحاليين منذ عام 1989 لدراسة تاريخ المنطقة والمساعدة في الكشف عن الآثار الموجودة بالمنطقة التي تبلغ مساحتها 3.2 آكر بما فيها المقبرة الكبيرة.

ومن خلال الدراسة، اكتشف الباحثون أن سكان المستوطنة كانوا يعيشون في الإمبراطورية الرومانية، إلا أن ثقافتهم وما خلفوه من آثار يؤكد أنهم كانوا متأثرين إلى حدٍ كبير بالحضارة اليونانية، وهو ما اتضح في مبانيهم ومدارسهم وطريقة بناء الحصون والمباني الدفاعية. وأشارت النتائج أيضًا إلى أن السكان في هذا العصر كانوا يمليون إلى طبيعة الحضارة الهلينستية أي أنهم كانوا هلينستيين ثقافةُ، ولكنهم لا ينتمون إلى هذه الحضارة انتماء الدم.