رائحة الفم الكريهة

كشف الخبراء أهم الأسباب البارزة التي تكمن وراء صدور رائحة الفم الكريهة، ولعل من أغربها كانت معاجين الأسنان نفسها.
وأوضح الطبيب الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي، هارولد كاتز، أن الحالة الصحية للسان تعكس رائحة الفم، وكلما تخلل الغشاء الذي يغلف سطح اللسان المزيد من الشقوق، كلما زاد عدد الجراثيم التي يخفيها و تفاقم الرائحة الكريهة للفم.

وأوضح مؤسس عيادات أمراض الجهاز التنفسي في كاليفورنيا، في أحدث كتبه "Bad Breath Bible"، ما قد يخبره اللسان عن الصحة، فضلاً عن شرح مفصل للأسباب الأخرى وراء رائحة الفم الكريهة، بدءا من معاجين الأسنان التي تحتوي على مواد منظفة، وحتى الحميات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين.

وتنتج رائحة الفم الكريهة من تراكم مليارات من البكتيريا السيئة التي ترتبط برائحة التنفس الكريهة، التي تفرز الفضلات التي تحتوي على الكبريت، نتيجة التغذية على البروتين.
ويعتبر الفم بيئة حيوية لتكاثر الكائنات الحية مثل البكتريا التي تعيش وتتطور في الأجواء الدافئة والمظلمة، وقد تكون بعض هذه البكتيريا مفيدة، التي تساعد الجسم على مقاومة الأمراض وهضم البروتينات، وقد تكون هناك بكتيريا أخرى ضارة، تتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض مثل التهاب الحلق أو التهاب في الأذن.

وتعيش البكتيريا وتتكاثر في الفم، تحت سطح اللسان، في الجزء الخلفي من الحلق واللوزتين، وتتكاثر بالمليارات التي تتغذى على الطعام وتفرز فضلات التي تسفر في النهاية عن إنتاج مواد ذات رائحة كريهة.
وتفرز بعض أنواع البكتريا رائحة فضلات كريهة تتألف من مركبات الكبريت، وتشمل هذه المركبات كبريتيد الهيدروجين التي تنبعث منها رائحة البيض الفاسد، ومركب الميثيل التي تنبعث منها رائحة الملفوف الفاسد، ومركب بوتريسين وكادافيرين الذي ينتج رائحة مثل التسوس، والعديد غيرها من الروائح الكريهة.

وتتواجد هذه المركبات التي تفرز رائحة قوية، في غدد حيوان الظربان، وبالتالي فإن الروائح النفاذة تأتي من فضلات هذه البكتريا، وذلك في إشارة إلى رائحة الفم الكريهة.
ويحتوي اللسان على تضاريس مثل الخريطة، وتؤثر الاختلافات في هذه التضاريس على احتمال ودرجة رائحة الفم الكريهة، وكلما ازدادت خشونة السطح الخارجي للسان،  تفاقمت مشكلة رائحة الفم الكريهة .
ويؤدي وجود الشقوق في اللسان إلى ظهور رائحة الفم الكريهة، لأنها توفر بيئة مثالية لتكاثر البكتريا، كما ينتج الطلاء أصفر أو الأبيض على اللسان، من تراكم الفضلات التي تفرزها البكتريا التي ترتبط بالرائحة الكريهة.

وتحتوي بعض الألسنة على الحليمات، وهي ألياف على السطح العلوي للسان، وقد تكون أطول قليلا من المعتاد، مما ينتج ما يعرف باسم "اللسان المشعر".
وكلما زاد طول الحليمات كلما أصبح سطح اللسان أكثر خشونة، وتزداد الشقوق التي تختبئ بها البكتريا المتعلقة برائحة الفم الكريهة، ولذلك يشجع العديد من أطباء الأسنان الناس على استخدام مكشطة اللسان لتخليص اللسان من البكتيريا المسببة للرائحة السيئة.

وتحتوي بعض معاجين الأسنان على مادة كبريتات لوريل الصوديوم، والعديد من المنظفات الصابونية التي تخلق رغوة، لكنها لاتجدي نفعاً في تنظيف الأسنان، وربطتها الأبحاث مؤخراً بحدوث آثار جانبية خطيرة بما في ذلك آفة القروح أو تقرحات الفم، ولذلك فمن الضروري قراءة التعليمات المرفقة بالملصق على معجون الأسنان وتجنب كبريتات لوريل الصوديوم.

تساعد أيضًا بعد الأغذية الغنية بالبروتين على تغذية البكتيريا في الفم، مما يعني أنها تخلق المزيد من النفايات كريهة الرائحة، كما تعتبر السكريات اليت تحتوي على السكروز والجلوكوز والفركتوز، من أكثر المواد المغذية لجميع أنواع البكتيريا، بدءاً من البكتيريا التي تتسبب في رائحة الفم الكريهة، وحتى البكتريا المسئولة عن أمراض اللثة وتلطيخ الأسنان.
وتوفر العصائر الحمضية البيئة المناسبة للبكتيريا التي تتسبب في رائحة الفم الكريهة، لأن قدرتها على إنتاج الفضلات ترتفع في البيئات الحمضية