هلسنكي ـ ربيع قزي   أعلنت شركة "نوكيا"، الخميس، من مقرها في فنلندا أن مبيعاتها شهدت انخفاضًا بنسبة 24 في المائة خلال الربع الثاني من هذا العام، ووصلت إلى مبلغ 5.7 مليار يورو، وذلك على الرغم نجاحها في تضييق حجم خسائرها في الربع الثاني إلى 227 مليون يورو، مقارنة بخسائره خلال العام الماضي عن الفترة نفسها، والتي بلغت 1.4 مليار يورو.
وعلى الرغم من أن هذه الخسائر كانت أقلَّ من تلك التي توقعها الخبراء والمحللون إلا أن هذه هي المرة الثامنة على مدى عشرة فصول سنوية التي تشهد فيها "نوكيا" خسائر.
واستشعرت الشركة بصيصًا من الأمل عند تضاعف مبيعات الهاتف الذكي "لوميا"، إلا أن "نوكيا" التي كانت يومًا ما أكبر شركة لصناعة الهواتف المحمولة هبط ترتيبها إلى المركز الثالث بعد "سامسونغ" و"آبل"، كما تواجه منافسة شديدة من الأجهزة الرخيصة التي تنتجها الأسواق الناشئة مثل الصين والهند.
ويقول الرئيس التنفيذي لـ"نوكيا" ستيفن إليوب: "نحن نواجه صعوبات، ولكن هناك العديد من الأشياء الإيجابية تحدث حولنا".
إلا أن المستثمرين لا يرون ذلك الأمر الذي أثّر على سعر سهم الشركة، والذي انخفض بنسبة 2.7 في المائة في البورصات الأوروبية، الخميس.
وعلى الرغم من أن "نوكيا" لا تزال واحدة من أكبر شركات صناعة الهواتف المحمولة إلا أنها تعتمد الآن بصورة ضخمة على موديلاتها الرخيصة، والتي عادة ما تُباع في الدول النامية.  
وتُمثل هذه الموديلات ما يقرب من نسبة 88 في المائة من مجموعة الهواتف التي باعتها "نوكيا" خلال الربع الثاني من هذا العام، التي بلغت 61.1 مليون جهاز.
ويتبقّى أن الهواتف الذكية عادة ما تكون أرباحها أكثر، والواقع أن "نوكيا" تواجه منافسة شديدة في الأسواق الناشئة التي تستخدم نظام "أندرويد"، الأمر الذي يؤثّر بشدّة على مبيعاتها وأرباحها.
وفي الصين حيث تتنامى الطبقة المتوسطة التي تتطلع إلى شراء الهواتف المحمولة شهدت مبيعات "نوكيا" انخفاضًا بنسبة 50 في المائة تقريبا مقارنة بمبيعاتها خلال الربع الثاني من العام الماضي.
وتحاول "نوكيا" أن تزيد من مبيعات هواتفها الذكية في الأسواق من خلال الشراكة مع شركة "مايكروسوفت" لكن الخبراء يقولون إنه من الصعب تحقيق ذلك نظرًا إلى أن أجهزة المحمول التي تستخدم نظام "ويندوز" لا تزيد نسبتها في السوق على 4 في المائة مقارنة بنسبة 74 في المائة التي تستخدم نظام "أندرويد".
وعلى الرغم من ترحيب الخبراء بارتفاع مبيعات موديل "لوميا" إلا أنهم يتخوفون من هبوط متوسط أسعار هواتف "نوكيا" الذكية بنسبة 18 في المائة أي إلى 157 يورو خلال الربع الثاني من هذا العام، الأمر الذي يؤثّر على صورتها.
ويُعْزَى السبب الرئيسي في خفض السعر إلى تفضيل المستهلك منتجات الشركة الأقل مزايا عن تلك التي تتمتع بمزايا أعلى في الهواتف الذكية.
وتتوقع "نوكيا" أن يشهد الربع الثالث ارتفاعًا في مبيعاتها، مقارنة بالربع الثاني الذي انتهى أخيرًا.