صدام حسن

أعلن الصحافي الناشط الإنساني اليمني صدام حسن أن أبرز المعوقات التي تقف أمام عمل الجمعيات الإنسانية في اليمن، عدم توافر قاعدة بيانات بأعداد الاشخاص المحتاجين للمعونات وماهي حاجتهم الضرورية بالإضافة إلى الوضع الأمني الذي يعيق عملية إيصال المعونات الإنسانية إلى المناطق التي تشهد توترًا وعمليات عسكرية.

وأضاف في حديث خاص إلى "العرب اليوم" أن غياب التنسيق مع الجهات المختصة بالعمل الإغاثي والإنساني في اليمن والعشوائية والارتجال التي ترافق عملية الصرف والتوزيع كان له أثر بالغ في إيصال المساعدات إلى مستحقيها الفعليين 

وأكد صدام حسن أن الفقر المدقع الذي تعيشه البلاد له أسباب كثيرة منها توقف تسليم الرواتب وتوقف الأنشطة الاستثمارية والشلل الحاصل في الأعمال، وأشار إلى أن الحرب  المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات هي السبب الرئيسي والتي ألقت بظلالها على مناحي الحياة في اليمن، وتابع حسن أن عملية إغلاق المطارات والمنافذ البرية والجوبة والبحرية أثرت بشكل كبير في الوضع الإنساني وفاقمت من معاناة اليمنيين وبخاصة  المرضى، وأضاف الناشط الإنساني أن المرضى أضحوا في حالة يرثى لها نتيجة الشح في كميات الأدوية التي يحتاجونها موضحًا " وهنا أتحدث عن أصحاب الأمراض المزمنة ناهيك عن حدوث الكثير من الوفيات بسبب عدم قدرتها على السفر خارج البلاد" وتابع أن تشير الإحصاءات إلى وفاة أكثر من مائه ألف حالة لأنها لم تتمكن من السفر خارج اليمن. 

وأضاف صدام حسن أن عدم قدرة منظمات الأمم المتحدة على احتواء الأسر المحتاجة في اليمن كافة، هو العشوائية والارتجال وعدم توافر الإرادة الحقيقة في مساعدة الناس وعدم توافر الرغبة الكاملة في إيجاد الحلول الناجحة لمعالجة مشكلة الفقر والجوع، وأضاف أن الأمم المتحدة تتحدث عن مليارات وتضع الخطط الإنسانية ولكنها تظل حبرًا على ورق، وتابع أن أوجه الفساد التي تصرف فيها تلك المبالغ والتي تصرف على ورش ودورات تدريبية ومسوح واستمارات مسح ميداني واستئجار سيارات وغيرها من المصاريف غير الضرورية .

وقال الناشط الإنساني صدام حسن إن الوضع الإنساني في اليمن وصل إلى حالة من السوء والتعقيد التي تبعث على الألم والحسرة مضيفًا أن هناك أناس يموتون من الجوع وأطفال تفترسهم الأمراض والأوبئة ومرضى يموتون وهم يبحثون عن دواء وآلاف الأسر تعاني الفاقة والعوز في "الحديدة" و"المحويت" و"تعز" و"حجه" وغيرها من المدن اليمنية، وأكد صدام أن الوضع سيكون كارثيًا بكل ما تعنيه كلمة كارثي إذا ما استمرت الحرب وقال إنه لابد من حلول ومن حوار يصنع السلام ويضع حدًا للنزيف اليمني وتابع أن الوضع في اليمن فاق كل التصورات وتجاوز حدود الوجع. 

وأكدَّ حسن أن قرار التحالف العربي بمنع دخول المواد الزراعية والمبيدات الحشرية له آثار كارثية على القطاع الزراعي المرتبط بتوافر الأمن الغذائي، مضيفًا إن الكارثة ستكون أكبر في حال توقف النشاط الزراعي في اليمن بسبب منع دخول المواد الزراعية وهو ما حذرت منه النقابة العامة لتجار المواد الزراعية و ما هدفت إليه من خلال ورشة العمل التي أقامتها قبل أيام في العاصمة اليمنية صنعاء، وتناولت خلالها التحديات التي تواجه الأمن الغذائي ودور المنظمات المحلية والدولية في تحقيقه.

 وثمَّن حسن جهود النقابة العامة اليمنية لتجار المواد الزراعية وعلى رأسهم صالح القوسي وعلي القوسي رئيس النقابة وكل أعضاء النقابة، الذين أسهموا في إقامة الورشة التي خرجت بجملة من الأهداف التي ستسهم في رفع معاناة اليمنيين.