الدكتور جمال محيسن

دعا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الدكتور جمال محيسن، حركة "حماس" إلى خلع عباءة جماعة "الإخوان المسلمين" عنها، وارتداء ثوب المقاومة الفلسطينية فقط، الذي ميزها في تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي كان أحد أهدافه ضرب الوحدة الوطنية، وعرقلة المصالحة الفلسطينية، التي بدأت بتشكيل حكومة المستقلين، برئاسة الدكتور رامي الحمد الله.

وأضاف محيسن، في حديث إلى "العرب اليوم"، "نحن نطالب الإخوة في حماس بأن يميزوا أنفسهم عن حركة الإخوان المسلمين، وممكن لهم أن يعلقوا عضويتهم في الجماعة، أمام الموقف العدائي للإخوان المسلمين في المنطقة العربية، سيّما وأنَّ كل يوم يتكشف أنَّ القيادة العالمية للإخوان المسلمين كانت داخلة في الخط مع الأميركيين، بموضوع التآمر على المنطقة العربية".

وأشار محيسن إلى أنَّ "حماس تتميز عن الإخوان المسلمين بأنها جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة مقاومة، وبالتالي عليها أن تخلع عباءة الإخوان المسلمين وتلبس ثوب المقاومة الفلسطينية فقط كحركة تحرير وطني".

وتابع "نحن نطالب حماس بخلع ثوب الإخوان المسلمين الذي ترتديه وارتداء ثوب المقاومة الفلسطينية فقط كونها حركة متميزة عن بقية أحزاب الإخوان المسلمين في العالم، ولذلك يجب عليها أن تكون في إطار الصف، والبرنامج الوطني الفلسطيني، حتى ننجو من مشاكل المحيط".

وأبرز أنَّ "حركة الإخوان المسلمين، ومن خلفها الشعوب العربية، لم يكن موقفها بالمستوى المطلوب تجاه المجازر التي ارتكبت في قطاع غزة، في حين خرجت مسيرات التنديد بالعدوان الإسرائيلي في كل العواصم الغربية"، على حد قوله.

وأردف "التحرك العربي لم يكن بالمستوى المطلوب، وكان التحرك في الدول الأجنبية، ومن بينها الولايات المتحدة، وأوروبا، ودول أميركا اللاتينيّة، أفضل بكثير من التحرك في الدول العربية".

ورأى محيسن أنّ "على الأخوة في حماس أن يلتزموا بالبرنامج الوطني الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الوطنية"، مشيرًا إلى أنَّ "العدوان على قطاع غزّة كان أحد أهدافه ضرب الوحدة الوطنية، التي تحققت من خلال الشروع بتنفيذ بنود المصالحة، وتشكيل حكومة وفاق وطني".

ولفت محيسن إلى أنَّ "تشكيل وفد فلسطيني موحد للتفاوض في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار على غزة، بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عزّز من مظاهر الوحدة الوطنية"، مشدّدًا على أنَّ "الدم الفلسطيني توحد وتعانق في مواجهة العدوان الإسرائيلي، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، الذي يعترض لمذبحة إسرائيلية".

وأشاد محيسن بـ"صمود المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي على غزة، وإفشال مخططات الاحتلال، الذي يحاول تكريس الانقسام وضرب الوحدة الوطنية الفلسطينيّة"، مبرزًا أنَّ "الخسائر البشرية في الجانب الإسرائيلي كانت غير متوقعة من طرف الاحتلال".

وشدّد محيسن على "ضرورة تراكم الصمود الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودحره"، وفق أقواله.

وعن ما حقّقته المقاومة الفلسطينية في صمودها بمواجهة العدوان الإسرائيلي من تحسين موقع المفاوض الفلسطيني عند الجلوس على طاولة المفاوضات مستقبلاً، اعتبر محيسن أنَّ "ما تم إنجازه في ساحة المعركة يجب أن يتم ربطه بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وهذا يتطلب أن نذهب  لعقد مؤتمر دولي جديد للسلام، بعيدًا عن الرعاية الأميركية، التي لم تكن في يوم من الأيام نزيهة، بل منحازة دائمًا لصالح الاحتلال الإسرائيلي".

واستطرد "أميركا لم تكن في يوم من الأيام وسيطًا نزيهًا، لذلك يجب أن نذهب لمؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لاسيما أنه فلسطين باتت عضوًا في الأمم المتحدة بصفة مراقب، لنبحث سبل إنهاء الاحتلال، وليس تحسين شروط بقاء الاحتلال".

وحذّر محيسن من "الانسياق وراء المخططات الإسرائيلية التي تسعى لفصل غزة عن الوطن الفلسطيني"، موضحًا أنَّ "المطلوب اليوم أن نذهب لمؤتمر دولي للسلام لإنهاء الاحتلال عن أرض الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو لعام 1967، والمعترف بها في الأمم المتحدة".