ظاهرة خسوف القمر

صنعت ظاهرة خسوف القمر ليلة أمس الجمعة بالتنس (ولاية الشلف) في الجزائر أجواء خاصة امتزجت فيها من خلال هذا الحدث الفلكي, عظمة الخالق مع فضول المواطنين لرصده والتعرف أكثر عليه في ظل امكانية مشاهدته بالعينالمجرّدة أو عبر منظار خاص.

وجذبت هذه الظاهرة الفلكية التي تعد أطول خسوف في القرن 21 (103 دقائق) أنظارعديد هواة علم الفلك والمواطنين على غرار الطيب أحد أعضاء جمعية الراصد للعلوم و الفلك الذي قام بعملية رصد جماعي من وسط حي المعلّمين بمدينة تنس الساحلية (55 كم شمال الشلف).

وفضّل الطيّب التعريف بهذه الظاهرة الفلكية التي تحدث عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفا كليا) أو تقريبي (فيكون خسوفا جزئيا) لدى أفراد حيّه وأصدقائه في بادرة يسعى من خلالها "لترسيخ ثقافة الاهتمام بالظواهر الفلكية التي تدعوك دائما للتأمل والبحث في أسرار الكون", كما قال.

ورغم أن الظاهرة يمكن رصدها بالعين المجرّدة أصّر الطيب على اقتناء منظار محترف لتتبع جميع مراحل الخسوف (خسوف شبه الظل, الجزئي والكلي) وكذا رصد الكواكب المنتشرة في الفضاء الخارجي حيث يقول: "كانت ليلة مشوقة حيث تسنى لكل المحظوظين برؤية خسوف القمر في هذا اليومي مشاهدة كل من كواكب المريخ, المشتري و زحلي وكذلك مجرّة درب التبانةي والتي ظهرت على يسار القمر".

كما لفت المتحدّث إلى أن حجم كوكب المريخ كان أكبر من المعتاد وأكثر سطوعا و ذلك لأنه اقترب من الأرض بشكل كبيري وهي حادثة فلكية لم تحدث منذ 15 عاما.

وقال معمّر (من أبناء الحي) أن مشاهدة الظاهرة الفلكية ورصدها جماعيا من حي المعلّمين لأول مرة أعطى الحدث "نكهة خاصة" ومكّن من التعريف بهذه الظاهرة لدى قاطني الحي الذين عادة ما يمرون مرور الكرام على هكذا حوادث فلكية تقتضي الوقوف عندها واكتشاف أسرارها.

وفضّل ياسين القدوم من مدينة البليدة لاستكشاف الظاهرة برفقة صديقه الطيب من أعالي مدينة تنس في تجربة يصفها ب "الفريدة من نوعها" و "المختلفة تماما عن رؤية الظاهرة في التلفزيون أو عبر الانترنيت" مشيرا إلى "ضرورة اهتمام الشباب بعلم الفلك والاطلاع عليه نظرا لمجاله الواسع وأسرار الكون التي يرصدها".

ولوحظ عبر شواطئ تنس وضواحي ولاية الشلف اهتماما ملفتا للمصطافين والمارة بتفاصيل ومراحل ظاهرة "الخسوف الدموي" التي حدث على مدار ساعة وثلاث وأربعين دقيقة.