يجتمع المسؤولون عن البيئة في دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد لمراجعة خطط الطوارئ ومواجهة التسربات المحتملة من المفاعلات النووية نتيجة الزلزال الذي ضرب إيران مؤخرًا. ويخصص المسؤولون الاجتماع الطارئ لبحث إمكانات الدول الخليجية الست في التصدي لكارثة بيئية محتملة قد تنشأ من أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر النووي، كما سيبحث تنفيذ خطط الطوارئ الوطنية لدى دول المجلس. وأكد  الأمين العام المساعد لشؤون الإنسان والبيئة في مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد الله الهاشم، الاستعداد التام للتصدي لأي كارثة نووية إيرانية وفق خطة الطوارئ الخليجية بالاستعانة بمركز الطوارئ البحرية في البحرين "ميماك"، ومنظمة الحماية البحرية في الكويت التي تضم مع دول الخليج والعراق وإيران دول الـ"6+2" من أجل أن تأخذ طابعًا عالميًا وعلميًا. وأسند مؤخرًا تأسيس المركز الخليجي لقياس الإشعاعات النووية إلى بيوت خبرة من أجل أن يعمل وفق أحدث التطورات، على أن يكون مقره في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن يبدأ المركز الذي يضم مختبرات علمية أعماله قبل القمة الخليجية المقبلة في الكويت، وتعمل لجنة الأرصاد على معرفة أحوال الماء والهواء والغذاء المستورد والمصدر في المناطق الجمركية ومدى تلوثها بالمواد المشعة. وانطلقت فكرة تأسيس المركز الخليجي لقياس الإشعاعات النووية على خلفية قرار خصص للرصد الإشعاعي الموجود في آيرلندا التي تشبه ظروفها منطقة الخليج، حيث توجد في منطقة يفصل بينها وبين المفاعلات النووية البريطانية ممر مائي، واستطاع الآيرلنديون أن يجندوا خبراءهم وعلماءهم لدراسة الحالة الإشعاعية وآثارها وامتدادها على مدار الـ24 ساعة، ومن ذلك دراسة علاقة الإشعاع بالحياة الفطرية والماء والأمراض وغيرها من الثنائيات ذات العلاقة. وقالت مصادر خليجية إن "زلزال الثلاثاء كان بعيدًا نسبيًا عن مفاعل بوشهر، ولكنه قد يمتد إلى منطقة المفاعل الذي يشكل منذ سنوات تهديدًا حقيقيًا لدول الخليج على جميع الأصعدة". وأضافت أن أمانة مجلس التعاون فتحت خطًا مباشرًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتباحث حول زلزال الثلاثاء ومدى تأثر مفاعل بوشهر الإيراني منه. وقالت مصادر دبلوماسية لصحيفة "الوطن" إن اجتماع الأحد سيبحث خطط الطوارئ الوطنية لدى دول المجلس، مؤكدة أن مفاعل بوشهر النووي يشكل هاجسًا كبيرًا، لما يمثله من تهديد مباشر على دول الخليج. يشار إلى أن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب إيران، الثلاثاء الماضي، وتبعه عشرات الهزات الارتدادية، يبعد نحو 90 كيلومترًا عن مفاعل بوشهر النووي، وأسفرت قوته عن مقتل نحو 40 شخصًا وتدمير 12 قرية بالكامل و800 منزل، وتشرد على إثره نحو 200 أسرة من قاطنيها.