بعد ثلاثة وعشرين عاماً على تأسيسه، يستمرّ الكريملين باليه في عروضه بين كلاسكيات الباليه العالمي وعروض لمؤلفين معاصرين، وبينما لا يزال هذا المسرح يستقطب في مركزه في موسكو الجمهور من أنحاء العالم، يواصل جولاته التي تحصد نجاحات مبهرة كان آخرها في  عدد من بلدان العالم مثل الصين وفرنسا وإسبانيا وإنكلترا واليونان والبرتغال. أما حظّ الجمهور اللبناني فكبير إذ تقدّم شركة "ألفتريادس" فرقة "الكريملين باليه" على مسرح "بلاتيا" جونية في الثامن والتاسع من شباط الجاري (وماتينيه عند الحادية عشرة صباح الثامن من شباط) في عرض بعنوان "ألف ليلة وليلة" المأخوذ عن الكتاب التراثي العربي الذي يحمل الإسم نفسه، والذي تقدمه فرقة الكريملين باليه بدعم من وزارة الثقافة والسياحة في أذربيجان. "ألف ليلة وليلة" كانت عرضت أيضاً في كانون الثاني/ يناير 2010 على  مسرح قصر الكريملين في موسكو في الذكرى العشرين لتأسيس فرقة "الكريملين باليه" على يد فنان الشعب الروسي أندريه بتروف الذي أطلقها عام 1990 وتوالى عليها أبرز الفنانين ونجوم الباليه الروسي من مسرح البولشوي، كما تعاونت الفرقة مع  أبرز مصممي الكوريغراف والموسيقيين عبر العالم وآخرهم كان مصمم الرقص البريطاني فيين إغلينغ والموسيقار اليوناني فانجيليس في عرض "الجميلة والوحش" الذي قدم  أخيرا في موسكو. لكن يبدو أن "الكريملين باليه" اختار "ألف ليلة وليلة" ليعرض في لبنان بدلا من "الجميلة والوحش" أو من عروض أخرى كلاسيكية ومتنوعة مثل "روسلان ولودميلا" لغلينكا أو "كسّارة البندق" لتشايكوفسكي أو"فيغارو" لموزار أو "مكبث" أو "نابليون بونابرت" وغيرها الكثير من برامج هذا المسرح، فلكأنّ الكريملين باليه كان منجذباً لتحويل "ألف ليلة وليلة"، هذا العمل التراثي الأسطوري العربي، إلى تصوّر فني خلاق ليتوجّه بمعنى ما إلى هذا الشرق الغارق في الأزمات، إذ يشير صنّاع العمل مثل مخرجه الفني والكوريغراف العالمي أندريه بتروف إلى فكرة التحوّل الذي أحدثته شهرزاد بحكمتها وحكاياتها التي لا تقاوم، منهية بذلك الإعدام اليومي الذي كان يقوم به شهريار بحق فتيات البلاد انتقاماً من زوجته الخائنة، وأعادت الحبّ إلى قلبه.