حذر رضا يايسي، رئيس فيدرالية المهنيين والحرفيين الجزائريين، من زوال الحرف والصناعات التقليدية، إذا لم يتم التجند والعمل لإعادة بعث كل أنواع الحرف خاصة التقليدية منها، مؤكدا أن مآل هذه الأخيرة هو الزوال في غضون الخمس سنوات القادمة كأقصى حد، خاصة مع غياب التأطير والإدماج العلمي من جهة، وعدم وجود فضاءات خاصة لعرض مجمل المنتجات التي من شأنها أن تساعد على غرس الثقافة الحرفية التقليدية التي تعد من مكونات الشخصية الوطنية. قال الناطق الرسمي للحرفيين، في حديث خص به “الفجر”، إن الواقع الحالي للحرف يعيش حالة من الاحتضار رغم المجهودات المكثفة التي تم تسطيرها مؤخرا بالتنسيق مع الوزارة الوصية، حيث أن خطر الزوال لايزال يهدد الكثير من الحرف. وقال إن ذلك يرتبط بالعديد من الأسباب، في مقدمتها غياب الثقافة التقليدية الحرفية لدى المواطنين، نقص فضاءات ومساحات العرض، إضافة إلى نقص الإدماج المهني والتأطير الجيد والمتواصل للحرفيين بمراكز التكوين التي تعاني نقصا في برامج الأعمال التطبيقية وبرمجة فترات تربص تحت المعاينة الشخصية لأساتذة ذات كفاءات وخبرات ميدانية. وعن أهم الحرف المهددة بالزوال هذه الأيام، أضاف المتحدث أن حرفة النحاس باتت النوع الأول المهدد بالغياب بعد أقل من 3 سنوات، فحرفيو هذه المهنة بالعاصمة لا يتجاوز عددهم ثلاث أشخاص، بالإضافة إلى خياطة “الحايك” الذي بدأ يسجل غيابا كبيرا في الأوساط الجزائرية، بعد استغناء الكثيرات عن هذا النوع من اللباس التقليدي. وفي سياق آخر، برر رئيس فيدرالية الحرفيين تراجع المنتوج التقليدي الجزائري خلال السنوات القليلة الأخيرة، بغزو المنتوجات الأجنبية السوق المحلية خاصة الصينية منها، رغم افتقارها تماما للنوعية والجودة عكس المنتوجات المحلية. كما نفى في نفس الوقت وجود أي نوع من البيروقراطية في تقديم القروض المصغرة لإدارة مشاريع حرفية، مؤكدا أن الأمر يتم بصفة عادلة ووفق الأولويات.