بغداد – العرب اليوم
نفى مسؤول بارز في الحكومة العراقية أن يكون رئيس الوزراء حيدر العبادي يخطط لزيارة إيران قبل السعودية، مؤكدا أن الرياض ستكون المحطة الأولى للعبادي في جولة إقليمية تشمل أيضا الكويت ثم طهران.
وردا على معلومات تداولتها أوساط مقربة من إيران في بغداد، تتحدث عن نية العبادي زيارة طهران قبل التوجه إلى الرياض، قال مسؤول العراقي لـ”العرب اليوم” إنها “شائعات، فزيارة الرياض هي البند الأول في جدول جولة العبادي الإقليمية”.
وبحسب مصادر ، فإن العبادي سيزور السعودية الاثنين أو الثلاثاء، فيما يتجه نحو الكويت الأربعاء، وأخيرا يزور إيران.
وتقول المصادر إن “السبيل الوحيد لتخفيف آثار زيارة العبادي إلى الرياض على حلفاء إيران في بغداد هو وضع طهران على جدول الجولة الإقليمية”. وليس هناك ما يمكن أن يبحثه العبادي في طهران، وفقا لهذه المصادر، لا سيما في ظل فتور العلاقة بين الطرفين.
ومثّل غياب العبادي عن حفل للاحتفاء بتأسيس الحشد الشعبي، حضره السفير الإيراني في بغداد، الأسبوع الماضي، إشارة واضحة على الجفاء بين رئيس الوزراء العراقي وإيران وحلفائها في العراق.
وعلل فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، غياب العبادي عن الحفل، الذي كرست معظم كلمات المتحدثين فيه للإشادة بدور إيران، بـ”ظروف”.
وخلال الحفل، عقد عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، مقارنة بين موقفي إيران وواشنطن من العراق، خلال مرحلة الحرب المستمرة على داعش. وقال الحكيم إن واشنطن منعت السلاح عن العراق، بينما فتحت طهران مخازنها أمام العراقيين.
ويحاول العبادي تجنّب أيّ تصادم محتمل مع قيادات الحشد الشعبي أو الأطراف السياسية التي تدعمها، في مسعى لتأجيل معركة على الزعامة في الأوساط الشيعية، حتى ينتهي من معارك طرد داعش، ويتاح له إعادة نشر القوات المسلحة العراقية.
وهذا ما يفسر تأجيل العبادي زيارة إلى الرياض كان يفترض أن يجريها الأسبوع الماضي، تجنبا لإرسال إشارات بوقوفه إلى جانب محور على حساب آخر في خضم “أزمة قطر”، التي تلعب إيران دورا محركا فيها.
ويقول النائب في لجنة العلاقات الخارجية، في البرلمان العراقي، محمد عبدربه إن زيارة العبادي إلى السعودية لن تدخل في باب ترجيح كفة على أخرى، مضيفا أن “هناك قوى دولية يمكن أن تخدم العراق وتقدم له دعماً أكبر من قوى دولية الأخرى”.
وتابع “لا مانع من التعامل بما يخدم مصالح العراق مع الحفاظ على الحياد تجاه ما يحصل في المنطقة”، مشيرا إلى أن “العراق بعيد عن الضغوط ويتعامل حسب مصالحه”.