روح مصر
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

روح مصر!

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - روح مصر!

محمد سلماوي

كان عنوان المؤتمر الفكرى الذى أقامه مركز الهند الدولى IIC فى نيودلهى هو «التراث الثقافى فى الحاضر والمستقبل»، أما موضوع كلمتى فيه، والتى افتتح بها جلساته فكان «التراث الثقافى والصراع من أجل روح مصر». قلت للمشاركين فى المؤتمر والذين أتوا من 24 دولة من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، إن التراث الثقافى فى مصر هو نتاج آلاف السنين من الحضارة التى ترسخت فى الوجدان الجمعى، فصارت هى المعبر عن روح الشعب، بعد أن تحددت معالمها واستقرت عبر التاريخ، وشرحت كيف استعصت تلك الهوية الثقافية على كل محاولات طمسها من جانب الغزاة على مر العصور، حيث كان الغازى هو الذى ينساق إلى ثقافة الشعب المصرى ولا ينجح فى فرض ثقافته عليه، وضربت أمثلة لذلك من العصور الغابرة بغزوة الإسكندر الأكبر الذى ارتدى زى الفراعنة، وتوحد مع التراث والحضارة المصرية، وطلب فى وصيته أن يدفن جثمانه بعد وفاته فى أرض مصر التى وجد فيها هويته كما أشار المؤرخون. أما المثل الثانى من العصر الحديث فكان نابليون بونابرت الذى افتتن هو ومن أتى معه من جنود وعلماء بالتراث الثقافى المصرى، وعادوا إلى بلادهم وقد حملوا معهم ذلك «الولع بمصر» الذى مازال يشكل سمة أساسية فى فرنسا حتى الآن، والذى جعل بعض المؤرخين يقولون إن مصر بذلك هى التى غزت فرنسا وليس العكس. من هذا المنطلق الثقافى شرحت تطورات السياسة المصرية منذ 30 يونيو الماضى، وقلت إن التهديد الأكبر الذى كان يمثله حكم الإخوان الذى سقط هو أنه كان يستهدف تلك الهوية الشعبية، فبدأت تنتشر دعاوى بتحريم الفنون والآداب، وسمعنا لأول مرة من يطالب بهدم الأهرامات وأبوالهول باعتبارها أوثاناً، ومن «يفتى» بأن فن الباليه يؤدى إلى «الفحشاء» (!!)، ووجد المواطن البسيط أن احتفاله بزفاف أولاده أو بسبوع أحفاده «حرام»، فنهض يدافع عن هويته التى ورثها عن أجداده فى مواجهة من كانوا يسعون لمحوها، لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن يكون المثقفون فى طليعة من تصدوا لحكم الإخوان، فكان الكتاب والأدباء أول من سحب الثقة من الرئيس محمد مرسى فى جمعية عمومية لاتحاد الكتاب، وكان المثقفون أول من حرر مقر وزارة الثقافة من قبضة الإخوان. لذلك فالصراع مع الإخوان لم يكن مجرد صراع سياسى بين قوتين دينية ومدنية، كما يتصوره الغرب، وإنما كان صراعاً على روح مصر ذاتها التى شعر الشعب بأن هناك من يحاول استلابها بطمس المعالم الثقافية التى تجسدها، وكما انتصرت الهوية الثقافية الأصيلة على الغزاة الذين أتوا لمصر من الخارج فى مختلف العصور، انتصرت أيضاً على من استهدفوها فى الداخل، مؤكدة أن التراث الثقافى المصرى العريق سيظل هو العامل المحرك للحاضر والمستقبل.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح مصر روح مصر



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 23:21 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

كلام جميل من شعر العرب ونثرهم - ١

GMT 14:15 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يخطط لتعزيز هجومه من نادي إيفرتون

GMT 16:06 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة الثانية : البرتغال- اسبانيا - المغرب - ايران

GMT 07:30 2013 الخميس ,18 إبريل / نيسان

أيرلندا بالدوين بفستان عاري خلال عرض إيطالي

GMT 13:26 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سميرة سعيد تحقق رقمًا قياسيًا بـ"هوا هوا" بعد عامين على طرحها

GMT 13:53 2014 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 2 في انهيار منازل أيلة للسقوط في المغرب

GMT 16:09 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

صدور "ميراث الشمس" للكاتب عبدالسلام إبراهيم

GMT 08:07 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

الحكومة التركية تغلق 5 محطات طاقة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab