تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

تفسير الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - تفسير الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"

"ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"
القاهرة - العرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف، معني الإسراف، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين"{الأعراف: آية 31}.

الإسراف هو مطلق المجاوزة للحدّ، والنهي القرآني عن السرف، يصحبهُ هذا التّحذير للمسلم من أن ينطبق عليه وصف فئام من الخلق لا يحبّهم الله، لهو من أوسع المعاني، وأعمها خيرًا، وأعودها فائدةً على الفرد والجماعة، وفيه صونٌ لحقوق الرّوح والجسد، إنّ كلا طرفي الأمور ذميم، والوسط هو المحببُ والمرضيّ عند الله؛ لأجل ذلك مدحَ هذه الأمة بقوله: "وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطا" {البقرة: 143}، وفي الحديث الشّريف :"كلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ".

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ –رضي الله عنه -: "كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ"، إن الوسط مفهوم يتّسع كما أوردنا آنفًا ليشمل حقوق الروح والجسد، والفرد والجماعة، وهو فضيلةٌ بين رذيلتين، فقد حاد عن الوسط ومال إلى الشطط من تجاوز الحدود التي حدّها الشارع بالعصيان والبغي، كذا من خالف سنن الفطرة، وحمل نفسه على مشقةٍ وعنتٍ ما أنزل الله بهما من سلطان، حاد عن الوسط من تجبّر على خلق الله وتكبر عليهم، سواءً بسواءٍ من أذلّ أنفه وأرغمها ضعةً، ولم يحفظ وسط النّفس هنا من الكرامة، حاد عن الوسط من أسرف في مشربه ومأكله، وبالغ في الشبع، وعرض نفسه للتخمة، وكذا من واصل الصيام، وحرّم على نفسه الطيبات التي أحلها الله، ومثل ما نهى الشارع عن مجاوزة الحدّ إسرافًا أو تقتيرًا في حقّ النفس، فقال سبحانه: "وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا"{ الإسراء: آية 29}.

نهى كذلك عن الأمر ذاته في أبواب النفقة والبذل على الآخر، فقال سبحانه: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" {الفرقان: آية 67} وعلى الجملة؛ فإنّ عاقبة السرف وخيمة المآل، تُذلّ بعد عزّ، وتفقر بعد غنى، وتهوي بصاحبها في المهلكة والعياذ بالله، إنْ هوَ أسرفَ في العصيان، وكم أفضى التّوسع في المباحات إلى طرق باب المحرمات، ثم إلفها، وصعوبة الانفكاكِ عنها، ومن أوتي القصد في أمره كلّه فقد أوتي من فقه النّفس أوفر النّصيب.

نقلًا عن  "بوابة الأهرام"

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين



GMT 11:09 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حكم تشغيل " القرآن " والانشغال عن الإنصات له

GMT 11:06 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على المحرومين من عفو الله

GMT 10:54 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

موعد شهر رمضان "فلكيًا" لعام 2021

GMT 16:28 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

7 آيات منجيات.. تجلب الخير وتدفع كل سوء بإذن الله

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:13 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأطواق الضيقة تسيطر على عالم موضة 2017

GMT 16:14 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

محمد صلاح يوقع عقود انتقاله إلى "ليفربول" الإنجليزي

GMT 00:32 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل وإصابة خمسة أشخاص في سقوط شجرة ماهوجني بماليزيا

GMT 19:22 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

ثعبان الـ"مامبا" السام يُثير ذعر سكان لندن

GMT 07:15 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان نسرين طافش الأبيض يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 23:20 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

عوض خميس نصراوي لـ 3 سنوات رسميًأ

GMT 00:22 2017 الإثنين ,08 أيار / مايو

حسام حسن يؤكد رفضه لـ7 عروض من أجل الجماهير

GMT 02:36 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

نادٍ أردني يُحقق حلم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة

GMT 04:55 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ملايين النساء يعانين من تراجع الرغبة الجنسية بعد سن الـ50
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab