تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

تفسير قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - تفسير قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"

"ولقد كرمنا بني آدم"
القاهرة - العرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف اليوم معني الكرامة، من خلال قول الحق سبحانه "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" { الإسراء : آية 70}.

الكرامةُ مقوّم أصيلٌ من مقومات الإنسانيّة، ومن دعائم القدرة على السواء في التّعامل، ولقد تعاهد الله الإنسان منذ خلقه بالتّكريم، فخلقه بيده، وأمر الملائكة بالسجود له، إمعانًا في إظهار كرامته على مولاه، قال سبحانه:

"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ" {الأعراف: آية11} وإتمامًا للكرامةِ فقد خلقه في أحسن صورة، قال تعالى: "وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ" {غافر: 64} ومن إكرامِ ابن آدم أن حباهُ الله العقل والفهم، والنّطق، والقدرةَ على الإبانة، والتمييز، وتدبير أمر المعاش والمعاد، وأن جعله متصرفًا في طيّبات الأرض، كلّها مسخّرةٌ له، ومن أعظم صور التكريم المخاطبة بالشرائع، وحصر التوجه بالعبوديّة إلى الله وحده، وتحرير الإنسانية من أغلال الوثنية، وعبوديّة الفكر، ومن ذلك جعل التّقوى هي المعيار الأساسيّ الّذي يتفاضلُ به البشر، وليس الجنس، أو اللون، أو الصورة، يقول الله تعالى في سورة الحجرات: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ" { الحجرات : آية 13} الأمر الذي جهر به النّبي – صلى الله عليه وسلم – مذكرًا في حجّة الوادع: "أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى" فمن أراد الكرامةَ حقّ الكرامة، فليتّق الله، ومن كرامة الإنسان على الله كذلك أن عقد له الخلافة في الأرض، ووكل إليه إعمارها، وحمّله أمانة ومسئولية القيام بذلك على أوفق الوجوه، وربط له ذلك بأهداف عليا محررًا إرادته، ومطلقًا لها العنان في أنْ تشرّق وتغرّب، ما دامت تسيرُ على منهاج الله، إنّ حفظ كرامة الإنسان هو ما تصلح معه المطالبة بالتبعة، وتتحقق به المسئولية، والقرآن الكريم مشحون بالآيات التي تنهى عن ظلم الإنسان، بأي صورة من صور الظلم بما في ذلك النّيل من كرامته، إن النفوس الكريمة تستشرف للمهام الكريمة، وتقهر الصعاب، أمّا ذلك الّذي يرغم الأنفس تحت صنوف المذلة والمهانة فلا أرضًا قطعَ، ولا ظهرًا أبقى.

نقلًا عن بوابة الأهرام

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم



GMT 11:09 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حكم تشغيل " القرآن " والانشغال عن الإنصات له

GMT 11:06 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على المحرومين من عفو الله

GMT 10:54 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

موعد شهر رمضان "فلكيًا" لعام 2021

GMT 16:28 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

7 آيات منجيات.. تجلب الخير وتدفع كل سوء بإذن الله

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 21:43 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

"الإعلاميين" تنعى الاذاعية فوزية المولد

GMT 10:28 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

"بي إم دبليو" تطلق سيارات جديدة في روسيا

GMT 11:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مهاجمان من الدوري الإسباني على رادار "برشلونة"

GMT 22:00 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

لعبة Clash Royale تحقق أرباح 2 مليار دولار

GMT 01:52 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

جولف GTI خارقة تحمل محركين وقود بقوة 1600 حصان

GMT 04:26 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية

GMT 00:02 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دبي تطلق أضخم مشروع لمعالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة

GMT 09:08 2013 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

التجارب الحياتية تصقل الإنسان وتجعله أقوى نفسيًا

GMT 23:40 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

إطلالة مميزة بالجدائل الملونة لمظهر متجدد دائمًا

GMT 07:34 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تختنق بالضباب الدخاني ومواطنوها يهربون إلى الخارج

GMT 22:24 2013 الخميس ,07 آذار/ مارس

الاسم: خليل الزبن

GMT 04:06 2020 الأحد ,23 شباط / فبراير

اتيكيت مقابله العريس للمرة الأولى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab