داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

داليا مجدى عبد الغنى تكتب" الثأر الشرعى"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - داليا مجدى عبد الغنى تكتب" الثأر الشرعى"

الثأر الشرعى
القاهرة - العرب اليوم


من أصعب المشاعر التى تواجه الإنسان فى حياته هى الاضطهاد، فهذا الشعور إذا تَوَلَّدَ بداخل إنسان ونال منه، يجعله يرفض كل من حوله، لاسيما لو شعر بعجزه عن استرداد حقوقه، والاقتصاص لنفسه، فيظل هذا الشعور راسخًا فى وجدانه، ومُتعمقًا داخل عقله الباطن، وللأسف، كلما كَبُرَ الإنسان فى السن، كلما ازداد هذا الشعور بداخله، لدرجة أنه يكون شديد الحساسية تجاه الآخرين، وربما يفهم الكثير من تصرفاتهم بصورة خاطئة، ويُترجم سُلوكياتهم، بما لا يتماشى مع أغراضهم الحقيقية؛ والسبب فى ذلك، هو أنه عندما تعرض للاضطهاد فى بداية حياته، لم يَثْأرْ لنفسه، أو حتى يعترض؛ بسبب ضعف موقفه حينذاك، ولكى نتجنب هذه المشاعر السلبية، ولا نجعلها تترسخ بداخلنا، علينا أن نُفرغ الطاقة السلبية فورًا؛ حتى لا تتراكم بداخلنا مع مرور الوقت، وتصبح جُزءً لا يتجزأ منا، ويمكن أن يحدث ذلك لو تعلمنا كيف نرد الإهانة بما لا ينال منا أو يُحْسَب علينا.

ومن لا يعرف "نيلسون مانديلا"، الذى شغل منصب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، منذ عام 1994 حتى 1999م، فحين كان يدرس الحُقوق فى الجامعة، كان أحد الأساتذة العنصريون، ويُدْعى "بيتر"، وقد كان أبيض البشرة، وكان يكره "مانديلا" بشدة، وفى أحد الأيام، كان الأستاذ "بيتر" يتناول الغذاء فى مطعم الجامعة، فاقترب من "نيلسون مانديلا" حاملاً طعامه، وجلس بجواره، فقال له الأستاذ "بيتر": "يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسون معًا ليتناولا الطعام"، فنظر إليه "مانديلا"، وقال بهدوء: "لا تقلق يا استاذ، فسأطير بعيدًا عنك"، ثم ذهب وجلس على طاولة أخرى، فلم يتحمل الأستاذ جواب "مانديلا"، فقرر الانتقام منه، وفى اليوم التالى، طرح الأستاذ "بيتر" فى المُحاضرة سؤلاً على "مانديلا"، قائلاً: "سيد مانديلا، إذا كنت تمشى فى الطريق، ووجدت صُندوقًا، وداخل هذا الصُّندوق كيسين، الكيس الأول فيه المال، والكيس الثانى فيه الحكمة، أى كيس تختار؟"، ومن دون تردد أجابه "مانديلا": "طبعًا، سأختار كيس المال"، ابتسم الأستاذ، وقال ساخرًا منه: "لو كنت مكانك لاخترت كيس الحكمة"، بكل بُرود، أجابه "مانديلا": "كل واحد يأخذ ما يحتاجه".
 

وفى هذه الأثناء، كان الأستاذ "بيتر" يستشيط غضبًا وحقدًا، لدرجة أنه كتب على ورقة الامتحان الخاصة بـ"مانديلا" "غبي"، وأعطاها له، أخذ "مانديلا" ورقة الامتحان، وحاول الاحتفاظ بهدوئه، وبعد بضعة دقائق، وقف "مانديلا"، واتجه نحو الأستاذ، وقال له بنبرة مُهذبة: "أستاذ بيتر، لقد وَقعتْ الورقة، ولكنك لم تضع لى أى علامة"، فلا شك أن كل مُحاولات "مانديلا" فى الحصول على حقة، والثأر لنفسه فى ذات اللحظة، هى التى جعلته شخصية مُتوازنة، لدرجة أنه أصبح من أهم السياسيين الثوريين، حتى أصبح رئيس جنوب إفريقيا؛ وذلك لأنه لم يدع لمشاعر الاضطهاد أن تتراكم بداخله، وتسلُبه ثقته فى نفسه وفى الآخرين، فكان دائمًا ما يُفرغ تلك الطاقة السلبية، بمجرد مُهاجمتها له، فإذا كانت فكرة الثأر فى حد ذاتها مرفوضة، ولكن فى بعض الأحيان، تكون هى الحل الأمثل، لاسيما لو كانت للحفاظ على الكرامة، ولو كانت بالأسلوب اللائق الذى لا يتسبب فى المزيد من الخسائر، فهذا حقًا هو الثأر الشرعى.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى داليا مجدى عبد الغنى تكتب الثأر الشرعى



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 16:41 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

بيترز وفيشر يتنافسان على "أبوظبي إتش إس بي سي" للغولف

GMT 21:32 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

35 ألف شخص يشاركون في سباق دلهي رغم التلوث الصحي

GMT 04:48 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح معرض جديد في سومرست هاوس يضم أزياء لكبار المصممين

GMT 16:54 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إنستغرام تدعم الرد على التعليقات على غرار فيسبوك

GMT 03:56 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العالول يُؤكّد أنّ الانتخابات تحتاج إلى موافقة من الفصائل

GMT 10:58 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

صدور الإعلان الدعائي لفيلم "الفلوس" للفنان تامر حسني

GMT 00:42 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

الاحتلال يغلق جمعية برج اللقلق ويعتقل مديرها

GMT 08:12 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

الرئيس الأميركي ترامب يصل فيتنام الثلاثاء

GMT 09:50 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

رصاصة "أقوى بندقية في العالم" تُعادل قذيفة دبابة

GMT 15:35 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

زنان يؤكد اتخاذ إجراء ضد ملعب الجامعة

GMT 15:28 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فولكس واجن توشقنا للجيل الثامن من "جولف"

GMT 19:38 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

باير ليفركوزن يجدد عقد مدافعه جيدفاج حتى عام 2023

GMT 06:00 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

النصائح التي يجب إتباعها قبل صبغ الشعر وتلوينه

GMT 21:59 2018 الأحد ,22 تموز / يوليو

مميزات وعيوب "شيفرولية لانوس" موديل 2018

GMT 02:29 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab