سيدني - السعودية اليوم
مع اقتراب نهاية عام 2025، تستعد دول العالم لاستقبال العام الجديد 2026، وكل دولة تحتفل بطرقها وتقاليدها الخاصة. في حين يعتمد معظم العالم على الأول من يناير كبداية رسمية للسنة وفق التقويم الميلادي، تحتفل بعض الشعوب ببداية العام الجديد في تواريخ مختلفة وفق تقاويمها المحلية أو الدورات القمرية والشمسية، بالإضافة إلى الطقوس والعادات الثقافية والدينية.
في منطقة المحيط الهادئ، ستكون أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا، أول مدينة رئيسية تحتفل بالعام الجديد بإقامة عروض الألعاب النارية وتجمعات احتفالية مميزة. وسيتم عرض صور فوتوغرافية لـ "لحظات مميزة" التقطها المواطنون خلال عام 2025 على برج سكاي تاور، وهو أعلى برج في نصف الكرة الجنوبي. كما سيقام على جسر ميناء أوكلاند عرض "صوت وضوء" مع العد التنازلي قبل انطلاق الألعاب النارية عند منتصف الليل. وستقدم العاصمة الأخرى، ولنغتون، عروضاً مماثلة للألعاب النارية والموسيقى.
بعدها تستعد مدينة سيدني الأسترالية لاستقبال العام الجديد، حيث سيشارك أكثر من مليون شخص في مشاهدة عرض ضخم للألعاب النارية على ميناء المدينة، مع إطلاق أكثر من تسعة أطنان من الألعاب النارية. وستسلط الفعاليات الضوء على اللحظات الرمزية من التأمل والوحدة، بما في ذلك عرض حمامة وكلمة "السلام" على أعمدة جسر الميناء، مع دقيقة صمت. وستقام عروض أخرى للألعاب النارية في مدن أسترالية رئيسية مثل ملبورن وبريسبان وأديلايد.
من بين الجزر التي تستقبل العام الجديد، تأتي كيريتيماتي في كيريباتي كأول جزيرة مأهولة تبدأ السنة الجديدة، بينما ستكون جزيرة ساموا الأمريكية آخر منطقة في المحيط الهادئ تحتفل بقدوم عام 2026.
على الصعيد العالمي، تختلف الاحتفالات بحسب الثقافات والتقاويم المحلية. ففي الصين، تبدأ السنة الجديدة وفق التقويم القمري الشمسي بين أواخر يناير ومنتصف فبراير، ويستمر الاحتفال لمدة خمسة عشر يوماً، مع مهرجان الفوانيس في اليوم الأخير. ويركز الاحتفال على لم شمل الأسرة وتمنّي الحظ الجيد، ويعود أصله إلى المجتمعات الزراعية القديمة وطقوس تكريم الأسلاف.
وفي كوريا الجنوبية، تحتفل المجتمعات ببدء السنة القمرية الجديدة "سيؤلال" في نفس الفترة تقريباً، ويولي الكوريون أهمية ثقافية واجتماعية كبيرة لهذه المناسبة رغم اعتماد البلاد على الأول من يناير كبداية رسمية للسنة.
أما المسلمون، فيعتمدون التقويم الهجري لتحديد بداية السنة الجديدة في شهر محرم، الذي يختلف سنوياً بالنسبة للتقويم الميلادي بسبب قصر السنة القمرية مقارنة بالسنة الشمسية. ويحتفل المسلمون ببداية العام الهجري بطرق متنوعة تشمل الصلاة واللقاءات الأسرية وتنظيم مواكب ومسيرات مشاعل تعكس البعد الديني والاجتماعي للحدث.
في اليهودية، يبدأ رأس السنة الجديدة المعروف بـ "روش هاشناه" في أيلول أو أكتوبر حسب التقويم العبري القمري الشمسي، ويتميز بالطقوس الدينية مثل الصلاة في المعابد ودق قرع البوق، إضافة إلى لقاءات عائلية وتبادل الأطعمة التقليدية مثل التفاح بالعسل.
كما تحتفل شعوب فارس وآسيا الوسطى بعيد النوروز في 20 أو 21 مارس، مع حلول الاعتدال الربيعي وبداية الربيع وتجدد الطبيعة، فيما يحتفل الأمازيغ في شمال إفريقيا برأس السنة "يناير" في منتصف يناير، احتفالاً ببداية الموسم الفلاحي، ويتميز الاحتفال بالطقوس الثقافية والفلكية القديمة.
في إثيوبيا وإريتريا، يوافق رأس السنة الإثيوبية "إنكوتاتاش" شهر سبتمبر، ويصادف نهاية موسم الأمطار وبداية الربيع المحلي، مع طقوس شعبية تشمل الأغاني والرقصات التقليدية وزينة الأزهار الصفراء التي ترمز للتجدد والأمل.
وبهذه الطريقة، تعكس احتفالات رأس السنة حول العالم تنوع التجارب الإنسانية في تنظيم الزمن والاحتفال ببداية العام الجديد، سواء عبر الألعاب النارية، أو الطقوس الدينية، أو التقاليد الموسمية والثقافية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك