بريطانيا وفرنسا تخاطران بتصعيد مدمر وكارثي للصراع في سورية
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على رفع حظر تسليح المقاومة

بريطانيا وفرنسا تخاطران بتصعيد مدمر وكارثي للصراع في سورية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - بريطانيا وفرنسا تخاطران بتصعيد مدمر وكارثي للصراع في سورية

ويليام هيغ يدافع عن قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية

لندن - سليم كرم اعتبر محللون سياسيون القرار الذي اضطر الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذه برفع حظر تسليح المقاومة السورية، والذي مارست كل من بريطانيا وفرنسا ضغوطًا قوية من أجله على حساب الوحدة الأوروبية، بمثابة مقامرة دبلوماسية ضخمة يمكن أن ترغم النظام الحاكم السوري على الدخول في مفاوضات جادة بشأن المرحلة الانتقالية السياسية في سورية، وحتى الآن تبدو فرص نجاح هذه المقامرة ضعيفة.
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية "إن البيان الصادر عن روسيا، الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد ومصدره الرئيسي للسلاح، كشف عن مدى خطورة هذه الخطوة، حيث أعلنت اعتزامها تسليم صورايخ إس 300 المتقدمة المضادة للطائرات، وذلك على الرغم من المخاوف التي أبدتها في هذا الشأن إسرائيل وغيرها من الدول الغربية".
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن الصواريخ الروسية تعد بمثابة عامل استقرار يمكن أن "يثني المتهورين" عن التهور وتأجيج الصراع.
وحذر ريابكوف من أن "قرار الاتحاد الأوروبي يمكن أن يضر صراحة محادثات السلام المزمع أجراؤها في جنيف الشهر المقبل".
لكن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ قال "إن التهديد بأن الاتحاد الأوروبي قد يمد الجيش السوري الحر، عن طريق الائتلاف الوطني السوري المعارض، إنما هو تهديد قوي ووسيلة لا غنى عنها، إلى جانب العقوبات الأخرى المفروضة منذ حين، بهدف إخضاع الأسد".
وأضاف هيغ في اعقاب اجتماعات بروكسل، الأحد "إنه من المهم لأوروبا أن تبعث برسالة واضحة إلى نظام الأسد، أن عليه أن يدخل في مفاوضات جادة، كما أن الخيارات كافة ما زالت مطروحة في حال رفض النظام الانصياع لذلك".
وتابع "إن دول الاتحاد الأوروبي أعلنت ذلك بوضوح، لا سيما وأن أرواح الآلاف في خطر في سورية، وأن التركيز يظل على الجهود الرامية لضمان الخروج بنتائج مثمرة من مؤتمر جنيف المقبل، والقيام بمرحلة انتقالية سياسية يمكن أن تنهي الصراع، وتسمح بعود اللاجئين إلى بيوتهم، وتحول دون مزيد من التطرف والراديكالية في سورية".
وقالت صحيفة "غارديان" "إن هناك علامة استفهام خطيرة بشأن ما إذا كان الأسد سوف ينصاع للمسعى البريطاني الفرنسي (يذكر أنه من غير المرجح أن تتورط أي دولة أخرى من بين دول الاتحاد الأوروبي في المستنقع السوري)، ووفقًا لما اتفق عليه الاتحاد الأوروبي فإنه لن يكون هناك أي توريد للأسلحة إلى المقاومة السورية قبل الخريف المقبل، وينبغي على كل من بريطانيا وفرنسا قبول الإجراءات الوقائية كافة الخاصة بالاتفاق، والتي تشمل ضمان عدم استخدام تلك الأسلحة إلا لحماية المدنيين، وهو شرط يكاد يكون تحقيقه مستحيلاً".
وفي ما يتعلق بمسألة جدول أعمال مؤتمر "جنيف 2" المقبل وتشكيله، فإنها ما زالت معلقة ولم تُحَلّ بعدُ، ومن غير الواضح بعدُ ما إذا كان النظام والمعارضة سوف يكون لهم ممثلون في المؤتمر وعلى أي نحو.
ولا يزال الأسد يرفض بقوة المطالب التي تدعوه إلى التنحي عن الحكم، فهو يدرك أن استبداله كرئيس شرط مسبق غير قابل للتفاوض في أي تسوية بالنسبة إلى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكذلك المقاومة السورية، وفي الوقت الذي تزايد فيه الدعم الروسي له، فإنه ليس أمامه مكان كي يلجأ إليه.
وربما يشعر الأسد بالقلق إذا ما أقدمت الإدارة الأميركية على خطوة مماثلة لخطوة الاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن أعضاء الكونغرس الجمهوريين أمثال السيناتور جون ماكين يرغبون في ذلك.
ويعتقد بعض المراقبين أن بريطانيا تصرفت كواجهة للولايات المتحدة أثناء المحادثات الأوروبية على سبيل التمويه من أجل تمهيد الساحة أمام تدخل أميركي، وهذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها بريطانيا مثل هذا الدور الحقير والخسيس.
ويبدو أن نظام الأسد لديه من الأسباب ما يجعله يصدق التقارير التي ظهرت في الولايات المتحدة هذا العام، وتقول إن "سي آي إيه" تعمل بنشاط على مساعدة دول الخليج المعادية في تسريب وتوصيل الأسلحة إلى قوات المعارضة، ولهذا فإن الأسد وهو يدرس هذه الخطوات الدبلوماسية قد يسأل نفسه: ما الذي تغير في الموقف؟
وتقول صحيفة "غارديان": "إن ما تغير هو أن الحرب الأهلية التي استمرت عامين باتت أقرب إلى تحقيق التكهنات التي تقول بأنها سوف تمتد إلى الدول المجاورة، وخاصة في لبنان والعراق والأردن وتركيا، كما أنها سوف تشعل نيران صراعات طائفية إقليمية، ولا أدل على ذلك من الهجمات الصاروخية على جنوب لبنان وإسرائيل، وذلك في الوقت الذي اعترف فيه "حزب الله" اللبناني بمشاركة قواته في القتال إلى جانب قوات الأسد".
وتضيف الصحيفة أن ما تغير، وكما حذرت منظمة أوكسفام البريطانية الخيرية، هو أنه ومن خلال تأجيج الصراع بإرسال المزيد من الأسلحة إلى المقاتلين فإن كلاً من بريطانيا وفرنسا يخاطران بمزيد من التصعيد السريع والكارثي، وهي مخاطرة تضيف المزيد إلى معدل القتلى في الحرب، والذي وصل إلى 80 ألف قتيل وملايين المشردين، كما أنها مخاطرة تضرب في مقتل المساعي الدبلوماسية الواهنة كافة التي ترمي إلى إيجاد مخرج سلمي.
وتؤكد الصحيفة أن "المزيد من الأسلحة يعني المزيد من الجثث، والمزيد من البؤس، ولكن أحدًا لم يَعِ بعدُ الدرسَ".
 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا وفرنسا تخاطران بتصعيد مدمر وكارثي للصراع في سورية بريطانيا وفرنسا تخاطران بتصعيد مدمر وكارثي للصراع في سورية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 18:57 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:45 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

اللعب في دماغ إثيوبيا

GMT 10:47 2013 الإثنين ,18 آذار/ مارس

ما هي قواعد الحوار الناجح ؟

GMT 17:25 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

مدرب "الهلال السعودي" يكشف سر الفوز على الأهلي

GMT 10:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الأسئلة التي تهدم العلاقة بين الطرفين خلال فترة الخطوبة

GMT 07:54 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

سيدة تطلب الخلع من زوجها بسبب إيصال أمانة

GMT 21:07 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

ماراثون زايد الخيري يستعد للانطلاق في نيويورك

GMT 21:01 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيمان الحصري تفاجئ جمهورها بأول صورة لابنتها عاليا

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 23:42 2013 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الصليب الأحمر الدولي يجلي 44 جريحاً من بلدة دماج اليمنية

GMT 00:33 2016 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مي سليم سعيدة بردود الفعل حول فيلمها الجديد "شكة دبوس"

GMT 00:28 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

الفنانة ميس حمدان في برنامج رمضاني كوميدي جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab