أزمة وباء كورونا تعيد إلى الواجهة روايات أدبية تناولت الأوبئة وتداعياتها
آخر تحديث GMT09:35:12
 السعودية اليوم -

قفزت معظم هذه الأعمال لتتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً

أزمة وباء "كورونا" تعيد إلى الواجهة روايات أدبية تناولت الأوبئة وتداعياتها

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - أزمة وباء "كورونا" تعيد إلى الواجهة روايات أدبية تناولت الأوبئة وتداعياتها

فيروس كورونا
القاهرة ـ العرب اليوم

رغم أن الأحداث التي يمر بها العالم حالياً في ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجد، جديدة في الواقع على كثيرين، فإنها ليست كذلك على عوالم الفنون بمختلف أنواعها، وهو أمر لم يقتصر فقط على السينما، كما يعتقد البعض، لكنه امتد إلى الأدب، إذ تناول العديد منها موضوعات حول الأوبئة وفترات انتشارها، وكيف أثرت في المجتمعات التي ظهرت فيها، ولذلك قفزت معظم هذه الأعمال لتتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً على مستوى العالم.

ومن أبرز تلك الأعمال الأدبية، بشكل خاص، رواية «الطاعون»، للكاتب ألبير كامو، التي صدرت في عام 1947، وحاز صاحبها جائزة نوبل في الأدب.

وتدور «الطاعون» حول قصة عاملين في المجال الطبي يتآزرون في عملهم زمن الطاعون بمدينة وهران الجزائرية، وذهب البعض إلى أن المقصود هنا باريس، التي تخضع لحجر صحي عام، فلا يسمح لأحد بالدخول إليها أو الخروج منها، وتنتشر الأخبار الكاذبة لبث طمأنينة غير واقعية، وتنطلق الرواية من هذه الأحداث لتطرح أسئلة حول ماهية القدر ومصير الإنسان، وتتجاوز في طرحها المعنى الحرفي للطاعون، لترمز به لكل ما يهدد حياة الإنسان ويستبيح المجتمع، مثل الفساد والتغييب الفكري باسم الدين، واستباحة الرأسمالية لقيمة الإنسان.

الراية الصفراء

رغم أن أحداث رواية «الحب في زمن الكوليرا»، للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز، تدور حول قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة من فترة المراهقة وحتى ما بعد بلوغهما الـ70، فإنها ارتبطت بالأوبئة والحجر الصحي، إذ رسمت في خلفية القصة العاطفية، التي تتمحور حولها الأحداث، صورة لمنطقة الكاريبي، وما كانت تشهده من حروب أهلية وظروف معيشية صعبة، وترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقة من العالم في الفترة من أواخر القرن الـ19 حتى العقود الأولى من القرن الـ20، من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية، وما أحدثه انتشار وباء «الكوليرا» من معاناة للجميع، وكاد يفتك بالبلاد، في الوقت الذي اتخذه بطل الرواية وسيلة لوجوده مع محبوبته أطول فترة ممكنة، حيث رفع الراية الصفراء على السفينة التي كانا يستقلانها، علامة على أنها تحمل مصابين بوباء «الكوليرا»، فلا يُسمح لها بالرسو في أي ميناء، ما عدا التزوّد بالوقود، لتواصل السفينة إبحارها.

«الحرافيش»

عربياً، ربما لا تكون هناك روايات شهيرة تحمل في اسمها إشارة للأوبئة، إلا أن هناك العديد من الأعمال التي تضمنت في أحداثها هذا الموضوع، متجاوزة في مدلولاتها مفهوم المرض الجسدي، لتشير إلى أمراض اجتماعية ونفسية واقتصادية عدة، كما في ملحمة «الحرافيش»، للكاتب المصري الحائز جائزة نوبل، نجيب محفوظ، التي تحدثت عن انتشار «الطاعون» في مصر في ذلك الوقت، ومحاولة بطل الرواية «عاشور الناجي» الهرب بأسرته من الوباء، ثم العودة بعد انتهاء «الطاعون» إلى الحارة، التي خلت من سكانها، في محاولة لتأسيس مجتمع يقوم على العدل، لكن مع الوقت تعود الأوبئة الاجتماعية كما كانت.

أيضاً ظهر «الطاعون» أو الوباء بين أحداث رواية عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، في «دعاء الكروان»، ومن هنا اشتهرت العبارة الشائعة من الفيلم المأخوذ عن الرواية، التي أجاب بها «الخال» على «آمنة» بطلة الرواية، وهي تسأله عن شقيقتها «هنادي».. «هنادي راحت في الوبا».

كذلك ظهرت «الكوليرا» محركاً لأحداث رواية «اليوم السادس»، للكاتبة الفرنسية من أصل مصري، أندريه شديد، التي قدمها المخرج يوسف شاهين، في فيلم بالعنوان نفسه، وقامت ببطولته الفنانة الراحلة داليدا، وقدمت فيه دور امرأة تحاول أن تخبئ حفيدها الذي أصابه الوباء، حتى لا يأخذوه إلى الحجر الصحي ويموت هناك.

ويرصد العمل صورة قريبة وقاتمة للمعاناة التي يشعر بها المريض وعائلته في تلك الفترة، وانتشار الخراب والذعر والفزع بين الجميع. أما في الشعر فتبرز قصيدة «كوليرا»، للشاعرة العراقية نازك الملائكة، التي كتبتها في عام 1947، لتعبّر فيها عن الوباء الذي نشر الموت في مصر وقتها، وكانت بداية لشعر «التفعيلة»، وذكرت نازك الملائكة أنها «استخدمت هذا النوع من الشعر كاستجابة تلقائية، استلهمت فيها وقع أرجل الخيل التي تجر عربات الموتى من ضحايا الوباء، الذي انتشر في الريف المصري».

استشراف المستقبل

من جانب آخر، خلق بعض الكتّاب أحداثاً في روايات صدرت في فترات سابقة، تتشابه مع ما يشهده العالم حالياً، مثل الكاتب ستيفن كينج، في روايته The Stand، التي تعدّ من أفضل أعماله، وتدور أحداثها حول فيروس من نوع الإنفلونزا يُسمى «المشروع الأزرق»، يتسبب في محو أكثر من 99% من الكوكب، ولم ينجُ إلا عدد قليل الذين يعيشون في معسكر، ومن هنا تدور الحرب بين الخير والشر، وحولت هذه الرواية إلى مسلسل.

 وكذلك رواية «عيون الظلام»، للكاتب الأميركي دين كونتز، الذي اشتهر بكتابة روايات الخيال العلمي، وتناولت الرواية، التي صدرت في عام 1981، ظهور فيروس يحمل اسم «ووهان 400».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

صدور "زوجات من اليابان" رواية ترصد معاناة المهاجرين فى أمريكا

"الأم" رواية ترصد ظروف الثورة البلشفية عند مكسيم جوركي

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة وباء كورونا تعيد إلى الواجهة روايات أدبية تناولت الأوبئة وتداعياتها أزمة وباء كورونا تعيد إلى الواجهة روايات أدبية تناولت الأوبئة وتداعياتها



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 16:13 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:23 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

اسبوع رائع ودسم مع وجود الشمس في برجك

GMT 05:15 2013 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

شطيرة مطعم "صبواي أستراليا" تثير جدلاً على الإنترنت

GMT 22:09 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

Haute Coutureِ Winter 2017

GMT 02:16 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

غارديان البوليفي من أغرب وأجمل المطاعم في العالم

GMT 00:00 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

زين عوض تطلق أغنية خليجية بتعاون مصري إماراتي

GMT 06:19 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

الفيصلي يعلن عن تجديد عقد المدرب شاموسكا

GMT 09:37 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

صباح الأحمد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon