قطاع الثقافة الفرنسي ينهار والمثقفون مستبعدون من قرار الإغلاق
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

قطاع الثقافة الفرنسي ينهار والمثقفون مستبعدون من قرار "الإغلاق"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - قطاع الثقافة الفرنسي ينهار والمثقفون مستبعدون من قرار "الإغلاق"

قطاع الثقافة الفرنسي ينهار
باريس - السعودية اليوم

 22 مليار يورو هي خسائر القطاع الثقافي لسنة 2020 بسبب قرار الحكومة الفرنسية الإقفال الإلزامي للنشاطات الثقافية على اختلاف أنواعها، صبَّ إقفال مركز "بومبيدو" للفنون المُعاصِرة 3 سنوات بمُبرِّر أعمال تحسين وترميم، ماء بارداً على رؤوس مسؤولي القطاع الثقافي الفرنسي الذي يعيش أزمةً غير مسبوقة بسبب الحَجْر المفروض على جميع الأنشطة الثقافية والفنية منذ أشهر.

الثقافة في فرنسا تستغيث. المُثقَّفون في القطاعات الثقافية المُتنوِّعة يختنقون. مؤسَّسات الثقافة على شفير الإفلاس. هذه عناوين تتكرَّر ويصرخ بها العاملون في الثقافة خلال تظاهُراتهم المُتكرِّرة في شوارع باريس ومدن فرنسية أخرى، 22 مليار يورو هي خسائر القطاع الثقافي لسنة 2020 بسبب قرار الحكومة الفرنسية الإقفال الإلزامي للنشاطات الثقافية على اختلاف أنواعها.

السلطات المعنية لا تزال ترفض فتح الأماكن الثقافية برغم المُناشدات والاستغاثات، وتكتفي بإصدار بيانات مُتلاحِقة حول خطورة السماح بعودة الحياة الثقافية لِما لها من انعكاساتٍ على انتشار الوباء، بينما تسمح لقطاعاتٍ أخرى بفتح أبوابها لضرورتها الحيوية على حياة المواطنين، في المقابل تؤكِّد الحكومة أنها لن تتخلَّى عن المؤسَّسات الثقافية، ووعدت بتخصيص 35 مليون يورو لمُساعدتها على تجاوز الأزمة.

ضرب القطاع المُنْتِج

أعلام الثقافة يقولون إنهم يتعرَّضون لعقابٍ، والسلطة لا تتشاور معهم في طبيعة الإجراءات المطلوبة. وسيلتهم للتعبير عن غضبهم تتمثَّل في تجمّعاتٍ احتجاجيةٍ مُتفرِّقة. نقابات وفنّانون توجَّهوا إلى المؤسَّسات القضائية لمُساءَلة الحكومة حول الآثار الكارثية على عائدات المنتوج الثقافي.

ففي فرنسا، التي توصَف بالاستثناء الثقافي لِما توليه من أهميةٍ خاصةٍ للثقافة بمختلف أشكالها، تؤكِّد التقارير الصادرة عن وزارة الثقافة وغيرها من المؤسَّسات المعنية حصول تراجُع مستمر في عائدات الثقافة التي تساهُم أقل بقليل من قطاعات أساسية في فرنسا كالمطاعم والمقاهي والإقامة.

يزيد الناتِج الإجمالي الثقافي في فرنسا عن 44 مليار يورو سنوياً، بينما لا تُنْفِق الدولة إلا حوالى 13 مليار يورو لدعم الفعل الثقافي. عِلماً أن الدور الاقتصادي للثقافة لا يقف عند ما تدرّه من مداخيل مباشرة، بل يتجاوز ذلك بكثير ليمنح للبلاد صورة مُشْرِقة ويُعطي دفعة هي الأقوى للمجال السياحي.

ففرنسا ليست معروفة فقط ببرج إيفل ولا بمتاحفها التي هي جزء أساسي في الفعل الثقافي، وإنما معروفة أيضاً بمسارحها، وعروضها الفنية ومهرجاناتها، وفنونها البصرية وهَنْدَستها المعمارية ومسارحها النَشِطَة وأفلامها السينمائية وإبداعات كتَّابها وغير ذلك من المنتوجات الثقافية، وتُثْبِت جلّ الدراسات التي تُعَدُّ حول أسباب استقطاب فرنسا لملايين السيَّاح سنوياً، أن للبُعد الثقافي وللصورة التي تقدّمها عن البلاد، دوراً أساسياً في اختيار هذا البلد كوجهةٍ سياحية.

تعطيل دور المُثقَّفين

تعيش فرنسا أزمة استثنائية بسبب تنامي المُعارَضة لسياسات الحكومة وانفجار عدد من القضايا في وجه عهد إيمانويل ماكرون، كالاحتجاجات على عُنف الشرطة وقوانين الأمن الشامل ومشروع تخصيص قطاعات النقل والكهرباء، إضافة إلى توسّع ونموّ ظاهرة التمييز العُنصري وعلاقة المسلمين بالدولة والمجتمع.

كل ذلك يستدعي البحث عن حلولٍ تُعيد الاستقرار والوئام الوطني. في هذا السياق فإن المُثقَّفين والمُفكِّرين والفنَّانين المحجورين من العمل مُسْتَبْعَدون عملياً من المشاركة في الورشة الوطنية بحثاً عن استعادة ما يُسمَّى الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

استمرار غَلْق المسارح ودور السينما والمئات من مؤسَّسات التواصُل الثقافي والفكري يُعطِّل الإنتاج الثقافي ولا يسمح للمُنْخَرطين في عملية الإنتاج هذه بتقديم رؤيتهم وتصوَّراتهم لأزمة الأمَّة الفرنسية، باستثناء ما يحاول بعض المُثقَّفين والمُفكِّرين تقديمه عبر وسائل الإعلام ومنصَّات التواصُل الاجتماعي.

قد يهمك أيضًا

وزارة الثقافة الفرنسية تدرس نقل "الموناليزا" من اللوفر إلى لانس

فرنسواز نيسين يعلن أن اللوفر أبوظبي عمل مبدع وأحيي كل من شارك في تصميمه وبنائه

 

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطاع الثقافة الفرنسي ينهار والمثقفون مستبعدون من قرار الإغلاق قطاع الثقافة الفرنسي ينهار والمثقفون مستبعدون من قرار الإغلاق



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 18:07 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

بيتزي يحذر لاعبي المنتخب من هذا الأمر قبل مواجهة لبنان

GMT 13:29 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

د.مجدي بدران يكشف فائدة غسل الأيدي على المخ

GMT 11:14 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب صور تكشف تصميم "هاواوي ميت 40" و"ميت 40 برو"

GMT 06:54 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أفخم المجوهرات العالمية بأسلوب هيفاء وهبي

GMT 07:10 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تثير جدلا جديدا وهجوم ناري من الجمهور

GMT 01:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تتوصَّل إلى سبب أحد أكثر أنواع الحساسية شيوعًا

GMT 03:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دببة قطبية بيضاء تغزو إحدى المناطق في شمال روسيا

GMT 01:42 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

الصادق المهدي يحذر من انقلاب داخلي في السودان

GMT 05:43 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

حنان مطاوع تخوض سباق رمضان المُقبل بـ"لمس أكتاف"

GMT 18:12 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سامي الجابر يُعلّق على هاشتاج “محيط الرعب”

GMT 00:18 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

"مجلس النواب الأردني يقر مشروع قانون "العفو العام

GMT 02:21 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

يحيى الفخراني "سعيد" بتكريمه في مهرجان المسرح العربي

GMT 01:13 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

ناجي مرزوق يتحدى المرض وينشر الفكر والإبداع

GMT 13:58 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الترجي التونسي يحدث تقدمًا في ملف تجديد عقود اللاعبين

GMT 18:31 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

وكيل إمارة الرياض يستقبل مدير جامعة الملك سعود

GMT 11:11 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على تشكيل الأهلي المتوقع أمام "جيما" الأثيوبي

GMT 01:09 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يؤكّد أن تصريحات عبد الحفيظ مُثيرة للرأي العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab