مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة
آخر تحديث GMT23:26:56
 السعودية اليوم -

بعضهم يتحاشى المشاكل المتوقعة في العمل والآخرون لأسباب مهنية

مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة

مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم
واشنطن ـ رولا عيسى يأتي المريض الذي أعالجه لرؤيتي كل ستة أشهر مع زوجته ذات الـ 40 عامًا، قاطعين مسافة تقدر بخمس ساعات بالسيارة من ولاية فرجينيا الغربية، حيث يدير عددًا قليلاً من الشركات، ويعاني من متلازمة خلل التنسُّج النقوي، وهو نوع من سرطان نخاع العظم الذي كان غير نشط في حالته، لا تتطلب سوى كمايات عادية من الهرمون، ولكن لا حاجة للعلاج الكيميائي - حتى الآن.
ولم تكن تحاليل دمه طبيعية، إلا أنها كانت كما كنت أدعو مازحًا "جيدة بما فيه الكفاية لأعمال الحكومة"، حتى جاء مريض آخر، والذي كان يعمل ساعي البريد، وقال لي إن هذا التعليق ليس مضحكًا.
وكان هذا إجراء فحوصات روتينية، وأنا دائمًا أتطلع إلى رؤيته وزوجته، وعندما مشيت إلى غرفة الفحوصات، كانا يجلسان بهدوء بجانب بعضهما بعضًا، والكتب مفتوحة في أيديهما، وعندما دخلت قاما وكأنني مثل أحد الأصدقاء القدامى.
وقلت لهما :"إنه لأمر جيد أن أراكما"، وكنت أعني ذلك.
وردّ مازحًا "إنه لأمر جيد أن نراك!.
استعرضنا تحاليل الدم الخاصة به، والتي كانت مستقرة، ولم يحتَج أيّ دم أو نقل للصفائح الدموية منذ آخر مرة رأيته فيها.
وقال لي الرجل "أعتقد أننا حققنا هدفنا في إضاعة وقتك مرة أخرى، هل لديك أي خطط للاحتفال بالرابع من تموز/ يوليو الرابعة؟"
وأضاف "سوف نقابل أولادنا والأحفاد لبضعة أيام".
وقلت له "كيف تتعامل مع مرضك"، فنظر إلى زوجته وقال "نحن لم نخبرهم عن ذلك حتى الآن".
وقد فوجئت بذلك، لأن هذا المريض يتعامل مع هذه الحالة الطبية الخطيرة منذ بضع سنوات، وكان عادة واقعيًا جدًا في كيف التعامل مع جميع جوانب حياته؛ لذلك فمن المستحيل أن ينسي أن يخبر أولاده وسألته لماذا.
وقال "لقد كان ابننا بعيدًا، لديه بضع الواجبات ليؤديها في أفغانستان، ولكننا سوف نقول لابنتنا، ولكن "وتوقف لبضع ثوانٍ، في محاولة للعثور على الكلمات المناسبة، وقال "هذا ليس عدلاً لأن ذلك سيكون عبئًا عليها، ولكن كنا نخطط لمصارحتها خلال العطلة".
وبدا غير مرتاح عند الحديث عن هذا الأمر، كما لو أن أفراد أسرهم لا يخفون الكثير من الأسرار عن بعضهم بعضًا، وكانت حالته يمكن أن تتدهور في أي وقت لذلك كنت قلقًا بشأن دعمهم له.
وقلت له "هل سبق لك أن صارحت أصدقاء لك بمرضك؟"
فضحك نصف ضحكة وقال "حسنًا، ليس عمدًا، فقد ذهبت إلى مركز السرطان للحصول على الحقن الأسبوعية، وركضت إلى واحدة من الأشخاص الذين أعمل معهم، حيث كانت تخضع لعلاج كيميائي لسرطان الثدي، ولم أُخبر أحدًا عن مشكلتي، وأنت تعرف، كنت لا أريد أن يعتقد الناس في العمل أن رئيسهم مريض".
سألته كيف تعاملت مع هذا اللقاء المفاجئ، فأجاب "لقد كانت تخفي مرضها بالسرطان، لذلك أصبح هذا سرّنا الصغير، وفكرت في الأمر مرة أخرى".
السرطان، مثل الكون، يميل نحو الفوضى. إنه يعطل نمو الخلايا، ويعترض سلامة الأنسجة والأعصاب والأوعية الدموية والأعضاء، والسرطان ضيف غير مُرحَّب به لأنه يحصد الأرواح، ويُدمّر الحالة النفسية للمريض.
وسط هذه الفوضى، أحيانًا يكون الشيء الوحيد الذي يمكننا التحكم فيه هو مَن هم الأشخاص الذين نخبرهم بالأمر.
وهناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعل المرضى يخفون حقيقة مرضهم عن المجتمع، بعضها شخصي جدًا (إنه جسدي، وما يجري داخله هو أمر خاص بي)، وبعضها مهني (فقد أبقت كاتبة السيناريو نورا إيفرون مرضها بمتلازمة التنسج النقوي سرًا لأنها تخشى عدم توقيع أيّ شركة تأمين على أيّ فيلم تحاول عمله)، وبعضها للإيثار (نحن لا نريد أن يتحمل الآخرون الضغوط العاطفية بعد معرفتهم).
وقال المريض لي: "أنا أيضًا لا أريد أن أقول لأولادي حتى أتمكن من الحصول على فهم أفضل لما يحدث مع المرض، وأن أشعر وكأنني أعرف أين تسير الأمور الآن".
ولا يتحدث الناس عن السرطان في بعض الأحيان، لأنهم لا يشعرون به من الأساس، فمن واجبنا، كأطباء وممرضات، شرح كيفية إعلام المرضى للآخرين بمرضهم بالسرطان، للتأكد من أنهم يفهمون ذلك. إن إخفاء هذا المرض والتكتم عليع وكأنه سر حربي عن أولئك الذين يحبوننا ويرعون مصالحنا يُعتبر عبئًا غير عادل، وينبغي ألا نسمح للسرطان بالإملاء علينا أيضًا.
وتنهدتُ، وكان هناك علامات الارتياح على وجهه وكأنه أصبح قادرًا على تبادل الأخبار مع أولاده، وقال "سوف يكون من الجيد أن يعرفوا".
alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 06:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

طريقة عمل ستيك مشوي مع خضار سوتيه

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

رئيس نادي الفيحاء السعودي يوضح طموح الفريق

GMT 22:03 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن تفاصيل اجتماع أمين سر القادسية مع صوماليا

GMT 22:39 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

حولي منزلك إلى مكان مليء بالحب في عيد العشاق

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 17:13 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

"ديلى ميل" تؤكد أن محمد صلاح لن يعتزل اللعب الدولي

GMT 14:24 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

الفنان سعد الصغير يحل ضيفًا على برنامج "وشوشة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon