الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين
آخر تحديث GMT22:59:51
 السعودية اليوم -
أخر الأخبار

الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين

لندن ـ العرب اليوم
خرج علي إبراهيم فطّوم (المولود عام 1953 في قرية «نحف» بالجليل الأعلى) من أرض سلبها الاحتلال الإسرائيلي هويّتها، مزوّداً بشهادة دكتوراه في علم جراثيم البيئة، نالها من الجامعة العبرية في القدس. وحالّت سياسات عنصرية في جامعات إسرائيلية دون توظيفه في السلك الأكاديمي فيها. لقاحات «غبار» النانو هاجر إلى أميركا سعياً الى الالتحاق بمراكز بحوثها المتطوّرة وجامعاتها المنفتحة. وسرعان ما لمع اسمه كعالِم وباحث. ونوّهت بمكانته العلمية مجموعة من المؤسّسات العلمية الأميركية الراسخة، بحسب ما يظهر في وثائق شركة «نانوبيو» NANOBIO. وتشتق هذه الشركة اسمها من مزج المقطعين الأولين في كلمتي «نانوتكنولوجيا» Nanotechnology وهو العِلم الذي يتعامل مع المواد على مقاس النانو المساوي لجزء من البليون من الشيء، و»بيولوجيا» Biology، وهو العلم المتخصّص بالظواهر الحيّة. وباختصار، تركز «نانوبيو» عملها على الاستفادة من تقنيات النانو في التعامل مع الكائنات الحيّة، كأن تصنع قطرات لا ترى بالعين، كأنها غبار خفيّ، لكنها تحمل أدوية مضادة للجراثيم. وعند ضخّ هذه القطرات في المستشفيات مثلاً، تتخلص أجواؤها من الجراثيم. وعمل فطّوم في مجال صنع مركّبات صيدلانية على مقياس النانو، كي تتعامل مع ظواهر بيولوجية معقّدة. وشمل عمله صُنع أدوية ولقاحات على مقياس النانو، تستطيع أن تقاوم أنواعاً من عدوى الجراثيم وأمراض الميكروبات. وتصف «نانوبيو» فطّوم بأنه «عالِم يتمتع بخبرة واسعة والتزام مهني دقيق. ويتميز بقدرة عالية على تنظيم برامج اللقاح، بصورة تجعله منخرطاً في مسار ثورة في صناعة لقاحات تكافح أمرضاً منتشرة وشديدة العدوى». وتنسب وثائق «نانوبيو» هذه الكلمات إلى جيمس بيكر، وهو مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي. وسيق هذا الثناء العلمي أثناء احتفاء الشركة بتولي فطّوم منصب نائب الرئيس لبحوث اللقاحات وتطويرها. توأمة مجهضة مع واشنطن تولّى فطّوم التدريس لسنوات في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية. وفي عام 1986 منحته إدارة الجامعة إجازة من دون راتب لمدة سنتين، كي يستكمل بحوث ما بعد الدكتوراه في «المعاهد الوطنية للصحة» (تشتهر باسمها المختصر «إن آي أتش» NIH) في واشنطن، وهي المؤسسة الأكثر شهرة عالمياً في مجال بحوث الطب والبيولوجيا، وتعمل بموازنة تصل إلى عشرات بلايين الدولارات. وأثناء تدرّبه في هذه المؤسسة، عمل فطّوم على نسج مشروع تعاون بين «المعاهد الوطنية للصحة» وجامعة بيرزيت في الضفة الغربية. وتضمّن المشروع بحوثاً تتصل بلقاحات نانوية لبعض أنواع البكتيريا التي تتسبّب في التهابات خطيرة. وفي ذلك الوقت، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية مترافقة مع إغلاقٍ لجامعة بيرزيت، ما حال دون تحقيق هذا المشروع - الحلم.بعد انتهاء إجازته، رفضت جامعة بيرزيت تجديدها. وأصبحت إقامة فطّوم في أميركا غير قانونية، ما لم يبلّغ سلطات الهجرة بأن إحدى الشركات أو الجامعات الأميركية بحاجة إلى بحوثه وقدراته العلمية، وهو أمر يضمن أيضاً حصوله على موافقة وزارة الخارجية الإسرائيلية على هجرته إلى الولايات المتحدة.وبسرعة، خاطب فطّوم مجموعة من الشركات ومراكز البحوث. وقبلته شركة «يونيفاكس بيولوجيكس» Univax Biologics، باحثاً لديها. واطمأن فطّوم إلى شرعية إقامته في أميركا. وفُتِحَت أمامه فرص العمل والإبداع. وارتقى سلم المناصب الأكاديمية والبحثية الرفيعة في اشهر المؤسسات الأميركية، كمختبر «التنمية والمناعة الجزيئية» في «المعاهد الوطنية للصحة» وشركة «يونيفاكس» UNIVAX، التي تعنى بتطوير لقاحات لصدّ الالتهابات الميكروبية ومكافحة إدمان النيكوتين، وشركة «نابي» NABI للمستحضرات الصيدلانية البيولوجية، إضافة إلى شركة «نانوبيو» لبحوث اللقاحات. ولم تحل هذه الوظائف دون تولي فطّوم منصب أستاذ باحث في «جامعة مشيغن - آن أربور». جسور التعليم والصناعة خلال 26 عاماً من إقامته في أميركا، انكب فطّوم كما تشير وثائق شركة «نانوبيو» على مروحة واسعة من النشاطات العلمية، شملت ابتكار لقاحات ومتابعة تطوّرها بداية من مرحلة أنبوب الاختبار ووصولاً إلى وضعها في تصرّف الإنسان، وتقديم استشارات لمشروعات معنية ببحوث اللقاحات، وبناء جسور بين التعليم الأكاديمي وشركات الصناعة الصيدلانية والبيولوجية عبر تعاون علمي وتكنولوجي مُكثّف. وحقّق فطّوم إنجازات توّجت بعشرين براءة اختراع مسجلة باسمه لدى شركات أميركية شتى، إضافة إلى ما يزيد على 60 ورقة علمية. ويبدي اعتزازاً مميّزاً بمجموعة من الأشياء التي اكتشفها، ومن أبرزها: 1- تطوير لقاحات مضادة لأمراض جرثومية مُعديّة، خصوصاً اللقاح الذي يقي من جراثيم اسمها «الكرات الذهبية العنقودية»، وتُعرف لقاحاتها باسم «ستافيلوكوكس فاكسينز» Staphylococcal Vaccines. وأثبتت هذه اللقاحات فعاليتها في مكافحة هذه البكتيريا، وضمنها الالتهابات الناجمة عن عمليات الجراحة. وفي لقائه مع «الحياة»، أكّد فطّوم أن تلك الأمراض لم يكن لها لقاحات للوقاية منها، قبل أن يبتكر لها لقاحات فعّالة. وأشار إلى أن شركة «غلاكسو سميث كلاين» (تعرف باسمها المختصر «جي إس كيه» GSK)، وهي من عملاقة صناعة الصيدلة البيولوجية، اشترت منه براءات تلك اللقاحات، كي تنتجها على نطاق موسّع. 2- اكتشاف لقاح يكافح إدمان النيكوتين، ما يساعد في الإقلاع عن آفة التدخين. ويبسط فطّوم هذه العملية قائلاً: «يقتصر دور اللقاح على حثّ الجسم على صنع أجسام مُضادة للنيكوتين، كي تُحاصر هذه المادة فلا تصل إلى الدماغ، وتالياً تتوقف خلايا المخ عن إفراز المواد التي تعطي المُدخّن شعوراً بالنشوة والانتعاش. وفي حال العودة إلى التدخين بعد تركه، يفقد المُدخّن الرغبة في المُتابعة، بسبب فقدان الأحاسيس المُنعشِة، ولأن الأجسام المُضادة تستطيع أن تعاود استيعاب النيكوتين». وباعتزاز بالغ، أشار فطّوم إلى أن هذا اللقاح يرعاه «المعهد الأميركي لمكافحة التدخين والإدمان»، وشارف على قرب تجاوز المراحل النهائية من اختباراته، بفضل تمويل حكومي يُقدّر بعشرات ملايين الدولارات. 3- ينكب فطّوم حاضراً على تطوير لقاحات لمكافحة الأمراض السريرية المتقدّمة والتهابات المسالك البولية، إضافة إلى لقاحات مُضادة لفيروس «آر أس في» RSV المسؤول عن تعرّض الأطفال وكبار السن لالتهابات قويّة في الرئة والجهاز التنفسي غالباً ما تهدد حياة كثيرين منهم. وأشار إلى عمله على مشاريع لقاحات عدّة باستخدام تقنيات متقدّمة في علوم النانوتكنولوجيا.اضافة إلى هذه الإنجازات، قدم فطّوم مساهمات علمية وافرة نشر بعضها في مجلات علمية مرموقة مثل «مجلة الميكروبيولوجيا»، و»مجلة الأمراض المُعدية» و»مجلة اللقاحات الميكروبية». وتحدّث فطّوم عن إمكان عودته إلى موطنه الأصلي قائلاً: «لا يمكن أن أعود إلى الأراضي المحتلة وأعمل تحت إمرة إسرائيلي. أما العودة إلى الضفة الغربية أو إلى بعض البلدان العربية، فهي واردة من منطلق انتمائي الوطني والقومي والعاطفي، وكذلك استناداً إلى علاقاتي مع كثير من العلماء العرب في أميركا، وهي البلد الذي يتعامل مع العلماء على أساس الكفاءة العلمية والمهنية، وليس لأي اعتبار آخر».
alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين الفلسطيني الأميركي علي فطّوم يبتكر لقاحات للبكتيريا والنيكوتين



GMT 21:51 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أطعمة تهدئ التوتر وتحسن النوم بينها الشوكولاتة والحليب

GMT 12:26 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

دراسة أميركية ترصد أولى مراحل تطور السكري قبل ظهور الأعراض

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 16:10 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 السعودية اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 18:53 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 06:44 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

اجعلي منزلك ينطق بجمال وأناقة اللون الأزرق

GMT 14:14 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

الخطيب يوضّح سبب زيارة وفد الأولمبية للأهلي

GMT 11:41 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أول طائرة سعودية - أوكرانية تحلّق في سماء كييف

GMT 14:09 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

ميسي ونيمار يعودان مبكرًا إلى برشلونة

GMT 08:41 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

اهتمامات الصحف المصرية

GMT 08:57 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقاتلة تسحق منافستها بعد رقصة رائعة

GMT 21:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

حفتر يعلن 'الجهاد والنفير العام' في ليبيا

GMT 11:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

موقعة الأهلي والزمالك خارج مصر رسميًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon