الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

بيَّنت لـ"العرب اليوم" أنّ "فَسحة" تفوح منه رائحة الطعام الأصيل

الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال

سمية الأسيوطي
القاهرة - ندى أبوشادي

يوجد مطعم "فَسحة سمية" في قلب مدينة القاهرة وعلى بُعد بضعة أمتار من ميدان التحرير، وفي أحد الأزقة المتفرّعة من شارع هدى الشعراوي، ويشبه البيوت المصرية القديمة والعتيقة، وتفوح منه رائحة الطعام المصري الأصيل.

ويتكون "فَسحة سمية" من ثلاث طاولات ومطبخ وتمتلكه "سمية الأسيوطي"، تلك السيدة المصرية التي قررت أن تستثمر مهارتها في الطهو في إنشاء مطعم بشكل مختلف أطلقت عليه هذا الاسم لأنه يعدّ بمثابة بيتها الذي تستقبل من خلاله أطيافا مختلفة من المجتمع.

لا يوجد في "فسحة سمية" قائمة للطعام لتقوم أنت بالاختيار من بينها مثلما يحدث في المطاعم الشهيرة، لكن توجد قائمة طعام يومية تقوم بطهوها "سمية" بنفسها وتعلن عنها، وما عليك سوى أن تختار من بينها، وعليك أن لا تختار صنفا واحدا وتزيد منه لأنها لا تسمح لك بهذا، فهناك الكثيرون يريدون أن يتذوّقوا هذا الصنف مثلك، تلك هي قوانين "فَسحة سمية".

وليست تلك هي القوانين فقط، بل هناك قواعد لا بد أن تعلمها قبل الذهاب إلى "فَسحة سمية"، منها أنه ممنوع تماما أن تُبقي شيئا في الطبق الذي تتناوله وتختار حجمه من بين ثلاثة أحجام مختلفة من الأطباق، وإذا لم يعجبك عليك بأن تعلم "سمية" أنه لم يعجبك، أيضا طاولة الطعام ليست مخصصة لك وحدك، فمن الممكن أن يشاركك أكثر من شخص معك في نفس الطاولة، لا سيما أن المكان صغير والتوافد عليه كبير للغاية.

وعندما تنتهي من طعامك عليك القيام على الفور للسماح للآخرين الذين يقفون على باب "فسحة سمية" ينتظرون دورهم، وقبل أن تذهب إلى "فسحة سمية" عليك الاتصال بها هاتفيا وسترد عليك بنفسها وتقوم بالحجز مسبقا قبلها بـ24 ساعة على الأقل.

وقالت "سمية الأسيوطي"، خلال حديث خاص لها إلى "العرب اليوم": "كنت أعمل في إحدى دور النشر وكانت مواعيد العمل تحتم عليّ الوجود هناك من الساعة 12 الظهر حتى 11 ليلا، لذا كان عليّ أن أتناول وجبات الإفطار والغذاء والعشاء في العمل، ولا يمكن أن أعتمد بشكل رئيسي على الطعام السريع، فكنا نشترك معا ونجمع مبلغا من المال وأقوم بشراء مستلزمات الطعام وأقوم بطهوه، وكنا نتشارك الطعام جميعنا، وكان الجميع يشيدون بالطعام الذي أقدمه لهم، حتى اندلعت ثورة 25 يناير، وكنت أطبخ للثوار في الميدان، وبعد نجاح الثورة نصحتني إحدى صديقاتي بأن أفتتح مطعما، وأثناء تجوالي معها في وسط البلد، وجدت هذا المكان المميز، وشعرت وقتها أنه هو المطعم الذي أريده، وأطلقت عليه "فَسحة سمية"، والذي على الرغم من صغر مساحته فإنه يتسع الجميع.

قائمة الطعام الخاصة بـ"فَسحة سمية" متغيرة في ما عدا يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع تكون ثابتة لا تتغير، فيوم الإثنين تقدم "سمية" المحشي التي تقوم والدتها بالتسبيح عليه كنوع من أنواع "البركة والخير"، والخميس هو يوم "المسمط" الذي تقدم من خلاله "الكوارع والعكاوي والممبار".

شهر رمضان في "فسحة سمية" يكون مميزا للغاية حيث يكون التوافد على المطعم كثيفا على الرغم من الحجز المسبق قبلها بيوم، وأعلنت سمية شعارا مخصصا لشهر رمضان وهو "الغايب مالوش نايب", وقائمة إفطار كل يوم تكون متنوعة وشهية، وتنقسم إما إلى لحوم أو دجاج، لكن يومي الإثنين والخميس أيضا ثابتان فيوم الإثنين جميع أنواع المحاشي، والخميس يوم المسمط والكوارع، ولكن في شهر رمضان تتميز قائمة طعام كل يوم بأنواع مختلفة من الحساء أو "الشوربة".

وعلى الرغم من أن "سمية" تتميز بمهاراتها في طهو الأكل البيتي فإنها تبتكر العديد من الأكلات الجديدة مثل "رقبة الضأن بصوص الشيكولاتة"، و"اللحمه بالقراصيا" و"التورلي باللحمة المفرومة"، وتقول "سمية": "أحب أن أطهو الطعام بطريقتي الخاصة، وليس لديّ مانع من تعليم أي شخص يرغب في تعلم فنون الطهو أو أكله من أكلاتي المبتكرة، وأغلب من يريدون التعلم ويسألونني على الطريقة هم الرجال وليس النساء".

وإذا تحدّثنا عن ديكور "فَسحة سمية" سنجد أنه ينتمي إلى التراث المصري القديم، والبيوت الريفية التي تفوح برائحة الزمن الجميل، فالمطبخ مثل المطابخ القديمة يحتوي على أوانٍ من الألومنيوم لطهو الطعام، وفي الصالة ثلاث طاولات متوسطة الحجم، وعلى الجدران بعض الصور لمصر القديمة ومنطقة وسط البلد في الستينات، وتتحدث "سمية" عن الديكور قائلة: "لم أتمنَ ديكورا وشكلا آخر لفَسحة سمية سوى ذلك، فكنت أحتاج إلى أن نشعر باللمة والتجمع كأننا أسرة واحدة، وهذا لا يحدث بالطبع في المطاعم الكبيرة، فالكل يجلس مع الآخر ويتذوقون الطعام بل ويتبادلونه معا، كأنهم عائلة واحدة وهذا ما تعمدت الوصول له".

ما يميّز "فَسحة سمية" أن المطبخ يكون أمام أعين الزبائن فيشاهدون مدى نظافته، ويشاهدون "سمية" وهي تقف لتطهو الطعام بنفسها دون أي مساعد، وليس هذا فحسب فيتبادلون أطراف الحديث معها بشكل مباشر، وفي الفَسحة لا توجد خصوصية فالجميع يجلسون معا ويأكلون معا ويتحدثون معا كأنهم يعرفون بعضهم البعض منذ سنوات، وبعد الانتهاء من الطعام يلتقطون الصور التذكارية مع "سمية" والتي يعلنون من خلالها رضاءهم التام على الطعام.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:44 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

6 أمراض لا تعلمها يسببها التوتر وكيف تتغلب عليها

GMT 13:05 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

اختراع جهاز لتحويل بول رواد الفضاء إلى ماء

GMT 21:08 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد السعودي يتأهل إلى ربع نهائي كأس محمد السادس

GMT 16:51 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

تأجيل بطولة إفريقيا للكرة الطائرة سيدات

GMT 07:36 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

سطوع شاشة هاتف ذكي يحدث 500 ثقب في عيني فتاة

GMT 12:22 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحزم يكرم مدرب الأهلي يوسف عنبر

GMT 17:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة العراقية فرجينيا ياسين وحيدة بلا أقارب ولا معارف

GMT 17:18 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

"الامن العام" ينظم ورشة للتعريف بمشروع عزم الشباب

GMT 18:19 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الأسترالي نيك كيريوس ينتزع انتصارًا ملحميًا على تسونغا

GMT 06:50 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى

GMT 14:31 2013 الخميس ,13 حزيران / يونيو

صدور ترجمة رواية "الخيميائي" عن دار" أقلام"

GMT 09:50 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

تعلمي فن رسم العين على طريقة الفراعنة بواسطة الكحل

GMT 12:30 2012 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

الانقسام سينتهي ما لم تحصل مفاجآت غير سارة

GMT 03:08 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

مصطفى الفقي يؤكد أن ترامب يحاول إرضاء الفلسطينيين

GMT 08:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يصف رئيسة مجلس النواب بـ"المجنونة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab