لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـ"الردع النووي"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـ"الردع النووي"

أسلحة "الردع النووي"
لندن ـ سليم كرم

خلص عميد المؤرخين العسكريين والاستراتيجيين البريطانيين "لورنس فريدمان" في تقريره الكلاسيكي "تطور الاستراتيجية النووية" (1989)، إلى أن " الإمبراطور قد لا يكون لديه ملابس، لكنه لا يزال إمبراطورًا "، وعلى الرغم من عريته، يتلقى الاحترام الذيلا يستحقه ، في حين انه عرض العالم بأسره للخطر. فالردع النووي هو فكرة أصبحت عقيدة قاتلة محتملة ، ولا تزال مؤثرة على الرغم من أنها أصبحت ليس لها مصداقية .

فبعد تفجيرات الولايات المتحدة النووية لـ "هيروشيما وناغازاكي" في عام 1945، تغيرت الحرب. وحتى ذلك الحين، كان الهدف الرئيسي للقوات العسكرية هو كسب الحروب . ولكن وفقا لخبير استراتيجي أميركي مؤثر "برنارد برودي" في عام 1978: قال"من الآن فصاعدا يجب أن يكون الغرض الرئيسي هو تجنبها، فليس لها غرض مفيد. " وهكذا، وُلد الردع النووي، وهو ترتيب يبدو منطقياً يمكن أن ينشأ عنه السلام والاستقرار عن طريق تهديد التدمير المتبادل المضمون .

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي

هذا ولقد استضافت لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بنزع السلاح مؤخرا و خبراء قانونيين، من بينهم "يلسون وارد" و "جون بوروز"، بغية السعي لفضح زيف هذه النظرية وتوجيه الحوار بشأن نزع السلاح نحو قنوات بناءة. وأكد ويلسون، الخبير البارز بمركز دراسات عدم إنتشار الأسلحة النووية ، أن المجتمع الدولي يحتاج "لنقلة نوعية وتغيير جذري في نهج نزع السلاح، على غرار ثورة "كوبرنيكوس" في فهم العالم الذي نعيش فيه".

وقال إن العديد من البلدان ولا سيما الولايات المتحدة، قد إعتبرت لسنوات طويلة أن نظرية الردع "خطيرة بل وربما غير أخلاقية، ولكنها ضرورية بالتأكيد". يبد أن السجلات التاريخية مليئة بالأدلة على أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد النووي لم يضمن لا ردع الحروب ولا فوز أي طرف ، وفقا للبحوث التي أجراها "ويلسون."

ولعل المثال الذي يستشهد به علي أوسع نطاق لتبرير فاعلية الأسلحة النووية هو إستسلام اليابان في أعقاب أمر الرئيس الأمريكي ترومان بقصف هيروشيما في 6 أغسطس1945. فنبه ويلسون إلي أن الولايات المتحدة دأبت لسنوات طويلة علي وصف هذه المأساة باعتبارها قصة نجاح نووية، إستخدمتها كمجاز لدعم وتبرير تطوير الأسلحة الذرية.

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي

وطعن خبير مركز دراسات عدم إنتشار الأسلحة النووية في هذه النظرية، عبر لفت الانتباه إلى عدة حقائق محجوبة، لم تعرضها وسائل الإعلام الكبري، مثل حقيقة أن هيروشيما كانت مجرد واحدة فقط من 68 مدينة يابانية جري قصفها بالقنابل، بلا رحمة، طيلة بضعة أشهر وحتي النهاية.

كذلك أن عدد القتلى في هيروشيما جراء القصف يأتي في المركز التاسع أو العاشر فقط في ترتيب الفظائع المرتبكة في اليابان في ذلك الوقت... فلماذا إذن لم تستسلم اليابان حتي قصفتها الولايات المتحدة بالقنبلة النووية؟.

والجواب، لكل بساطة، هو صنع الأسطورة، وفقا "لبوروز". والآن أصبح كثير من المؤرخين والخبراء القانونيين والباحثين علي قناعة بأن اليابان إستسلمت في الواقع جراء الغزوات السوفيتية وقبل القصف النووي الأمريكي علي مدينة ناغاسازكي.

هذا وهناك عدد لا يحصى من الحجج القانونية القادرة علي فضح زيف هذه الأسطورة ومنها انتهاك القانون الإنساني الدولي، وفي هذا الصدد، شارك "جون بوروز"، المدير التنفيذي للجنة المحامين المعنيين بالسياسة النووية، مؤخرا في تأليف إعداد تقرير بعنوان "إنهاء اعتماد الولايات المتحدة على الأسلحة النووية وتحقيق القضاء عليها علي الصعيد العالمي فالقانون يتطلب سياسات حكيمة"، وحدد بالتفصيل عدم مشروعية حيازة الأسلحة النووية، سواء على سبيل الردع أو خلاف ذلك.  ونص التقرير علي أن "ترسانة الولايات المتحدة النووية التي تعد بآلاف الأسلحة، لا تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمنية. فقد تصبح الأسلحة النووية هي نفسها مصدر التهديد الأمني الرئيسي للولايات المتحدة" . وشرح التقرير سياقات قانون الحرب والنزاعات المسلحة حسب اتفاقيات "لاهاي وجنيف" والنظام الأساسي الخاص للمحكمة الجنائية الدولية ، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في1996.

وأفاد بوروز أن "حقيقة أن استخدام الأسلحة النووية سيكون غير قانوني بموجب قانون النزاعات المسلحة، تعني بالضرورة أن أي تهديد أمريكي محدد بإستخدام تلك الأسلحة سيكون أمرا غير قانونياً، ما يشير بوضوح إلى أن سياسة الردع غير قانونية أيضا. لماذا تملك بلد ما أسلحة نووية إذا لم يكن لديها استعداد لاستخدامها في ظروف معينة؟ ".

وأضاف بوروز لوكالة "انتر بريس سيرفس" : "نحن نواجه الآن اعتمادا مؤسفا على التهديد بالفناء كظرف دائم. ليس هذا هو نوع العالم الذي نريد أن نعيش فيه"، وفي غضون ذلك، استمرت الولايات المتحدة، بلا حرج، في تعزيز ترسانتها النووية الهائلة في حين تعمد إلي تحويل أضواء الادانة الدولية تجاه دول مثل ايران وكوريا الشمالية وسوريا، وفقا للمدير التنفيذي للجنة المحامين المعنيين بالسياسة النووية.

ولا يصف ما سبق سوى بعض أوجه القصور والأخطار الصريحة التي يشكلها الردع ، وهي نقطة ارتكاز عقائدية تتلاعب بالمعدات والبرامج الحاسوبية ونشرها وتراكمها وتصعيدها. و إن التراجع عن الأيديولوجية من القذف للردع لن يكون سهلا، ولكن لن يعيش العالم تحت تهديد الإبادة الجماعية كثيراً .

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـالردع النووي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 03:14 2013 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

تمارين اليوغا أفضل رياضة قبل ممارسة التزلج

GMT 07:23 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل شخصين وإصابة آخرين جراء إعصار ضرب غربي أندونيسيا

GMT 22:06 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة فيفيان مراد حائرة ما بين تونس والمغرب ومصر

GMT 15:24 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

رئيس الحكومة التونسية يعفي 5 وزراء من حكومته

GMT 12:38 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

تعرف على أفضل مطاعم العالم

GMT 11:23 2020 الثلاثاء ,10 آذار/ مارس

ظهور أعراض جديدة لفيروس «كورونا»

GMT 06:56 2020 الأحد ,23 شباط / فبراير

إيطاليا تلغي جميع مباريات اليوم بسبب كورونا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab