الصحافيون في غزة يتحولون من ناقلي أخبار إلى «خبر» مستهدفون بالقصف والتحريض في ظروف غير مسبوقة
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

الصحافيون في غزة يتحولون من ناقلي أخبار إلى «خبر» مستهدفون بالقصف والتحريض في ظروف غير مسبوقة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الصحافيون في غزة يتحولون من ناقلي أخبار إلى «خبر» مستهدفون بالقصف والتحريض في ظروف غير مسبوقة

الصحافيون في غزة
غزة - السعودية اليوم

ساعة ونصف فصلت موت الصحافي محمد أبو حطب عن آخر رسالة بثها على شاشة تلفزيون فلسطين من أمام «مجمع ناصر» الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، بعدما عاد ليطمئن على أبنائه فقضى معهم في ضربة إسرائيلية سوَّت منزله بالأرض.

لم يكن يعلم أبو حطب، الذي كان ينقل عبر شاشة التلفاز الرسمي آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة في مساء الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، أنه سيتحول إلى جانب عائلته لخبر يضاف إلى الأخبار الأخرى عن المجازر التي لا تتوقف، بما فيها مقتل 49 صحافياً في المعارك.

وقال تيسير أبو حطب شقيق محمد لـ«الشرق الأوسط»، إن شقيقه وصل منزله في ساعة متأخرة وكان منهكاً، وما أن اطمأن على أطفاله وجلس برفقتهم وتبادل أطراف الحديث معهم حتى صفت طائرة إسرائيلية المنزل وعدة منازل مجاورة، «فاستشهد مع أولاده وزوجته». ولم يعقب الجيش الإسرائيلي على قتل أبو حطب، مثل غيره، وهو ما عزز أن الصحافيين مستهدفون في حرب تطول كل شيء.
مقتل 49 صحافياً

وقال المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني الوزير أحمد عساف، إن اغتيال مراسل تلفزيون فلسطين محمد أبو حطب «جريمة مركبة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في محاولة منه لإسكات الصوت والصورة، وطمس الحقيقة عن الجرائم التي تُرتكب بحق أهلنا هناك».

ولم يستبعد شقيق أبو حطب أن يكون القصف الذي طال شقيقه متعمداً، قائلاً: «انتظروه حتى وصل وقتلوه مثل غيره». ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن إسرائيل قتلت 49 صحافياً وبعض عائلاتهم، وقصفت مقار إعلامية ومكاتب. وقال المكتب إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد استهداف الكوادر الصحافية وعوائلهم لإرهابهم وإثنائهم عن نقل الحقيقة، وتغطية جرائمه البشعة ضد الإنسانية». ويعمل الصحافيون في غزة في ظروف ليس لها مثيل، من دون حماية، وتحت قصف مستمر، وفي ظل انقطاع كامل للكهرباء وتشويشات مستمرة على الاتصالات والإنترنت.

وكان محمد العالول المصور للعدد من الوكالات العالمية، من بين الصحافيين الذين ودعوا أفراد عائلتهم، بينهم 4 من أطفاله وأحد أشقائه، في استهداف منزلهم بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، بعد غارات عنيفة طالت الكثير من المنازل بالمخيم في الخامس من الشهر الحالي.
صاحب رسالة

وما زال العالول يواصل مهمته رغم أن زوجته وأحد أطفاله ما زالا يتلقيان العلاج في مستشفى «شهداء الأقصى» في دير البلح. وقال العالول لـ«الشرق الأوسط»: «إنه كان يقوم بتصوير جرحى الغارات الإسرائيلية حين تلقى نبأ خبر قصف منزله، وما كانت سوى لحظات حتى وصلت زوجته وأحد أطفاله مصابين للمستشفى، قبل أن يفجع برحيل 4 من أطفاله. وأضاف: «كانت لحظة صاعقة حين رأيت جثث أطفالي أمامي لم أعرف ماذا أفعل».

تذكر العالول أنه صاحب رسالة، وقر أن يواصل بث رسالته على الرغم من أن كثيراً من زملائه قضوا، بينما رفضت إسرائيل التأكيد لأي صحافي في غزة أنه محمي بمن في ذلك الذين يعملون مع وكالات أجنبية. ولم تكتفِ السلطات الإسرائيلية بالحرب العسكرية ضد الصحافيين الفلسطينيين وملاحقتهم واستهداف مقار عملهم ومنازلهم، بل تريد محاكمة بعضهم.

ونشرت صحف إسرائيلية، منها «يديعوت أحرونوت» تقارير لمنظمات إسرائيلية تحرض ضد الصحافيين الذين وثقوا لصالح وكالات دولية اللحظات الأولى من انهيار القوات الإسرائيلية على حدود القطاع في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، واحتراق آلياتها ودخول المدنيين الفلسطينيين للمستوطنات.

وعلى الرغم من أن معظم الصور مصدرها المهاجمون أنفسهم فإن عدداً من الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الرائدة في العالم، بما في ذلك وكالة «أسوشييتد برس» وشبكة «سي إن إن» وصحيفة «نيويورك تايمز» ووكالة أنباء «رويترز»، أثارت أسئلة في إسرائيل بشأن كيفية وصول المصورين الذين ظهرت أسماؤهم في الصور.
المصور حسن أصليح

ودفعت منظمة «أونست ريبورتينغ» المعنية بالتغطية الموضوعية، بمجموعة من الأسئلة مثل: ماذا كانوا يفعلون هناك في وقت مبكر جداً في صباح يوم السبت الهادئ عادة؟ وهل جرى التنسيق مع «حماس»؟ وهل وافقت وكالات الأنباء المحترمة التي نشرت صورهم، على وجودهم داخل أراضي العدو مع المتسللين؟ وهل أبلغ المصورون الصحافيون الذين يعملون لحساب وسائل إعلام إضافية هذه الوسائل؟

وركز التقرير على اسم المصور حسن أصليح، الذي استخدمت كل «أسوشييتد برس» و«سي إن إن» صوره. ووفق ما ورد في التقرير فقد أوقفته شبكة «سي إن إن» عن العمل بعد ذلك بوقت قصير. في حين رفضت وكالة «أسوشييتد برس» فصل موظفها، وواصل المصور الذي وثق اختطاف الرهينة الإسرائيلية المسنة، يافا أدار، إرسال صور جديدة إلى الوكالة من معبر رفح وغيره.

وفي تعقيب له على التقارير الأخيرة قال عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بيني غانتس ورئيس المعسكر الوطني: «إذا كان هناك صحافيون علموا مسبقاً بالمذبحة، والتزموا الصمت، والتقطوا الصور أثناء ذبح الأطفال، فهم لا يختلفون عن الإرهابيين وعقوبتهم واحدة».
الصور الأولى

وجاء في بيان لوكالة «أسوشيتد برس»: «لا علم للوكالة بأي هجمات في 7 أكتوبر قبل وقوعها. وتظهر الصور الأولى التي تلقتها الوكالة من أي صحافي مستقل أنها التقطت بعد أكثر من ساعة من بدء الهجمات. ولم يكن أي من موظفي الوكالة على الحدود وقت الهجمات، ولم يعبر أي من موظفينا الحدود في أي وقت، ولم نعد نعمل مع حسن أصليح، الذي كان يعمل بشكل مستقل في بعض الأحيان لصالح الوكالة وغيرها من المؤسسات الإخبارية الدولية في غزة». وقال حسن أصليح لـ«الشرق الأوسط «إنه كان ينقل الواقع بحذافيره فقط. توجهت للحدود في السابع من أكتوبر بعد دخول سكان القطاع إليها، وهدفي كان رصد ما يجري من أحداث فقط».

وقصفت إسرائيل منزل أصليح في شرق خان يونس جنوب القطاع، في الأيام الأولى من الحرب الحالية، واضطر للمغادرة مع عائلته لمناطق أخرى. وأكد أصليح أن رسالته بوصفه صحافياً هي «نقل معاناة السكان الذين يواجهون القتل والتدمير، ويعانون ظروفاً إنسانية صعبة». وأضاف قائلاً: «إنهم يريدون منا أن ننقل روايتهم. يقدمون حماية للصحافيين الأجانب الذين يعملون وفق توجيهاتهم وينقلون روايتهم. ويستهدفون كل صحافي آخر».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ارتفاع حصيلة الصحافيين الشهداء جراء العدوان على غزة إلى 46 شهيدًا

نقابة الصحفيين الفلسطينيين توثق جرائم جديدة في سجل جرائم الاحتلال بحق الصحافيين

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافيون في غزة يتحولون من ناقلي أخبار إلى «خبر» مستهدفون بالقصف والتحريض في ظروف غير مسبوقة الصحافيون في غزة يتحولون من ناقلي أخبار إلى «خبر» مستهدفون بالقصف والتحريض في ظروف غير مسبوقة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 20:00 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مصورة بلجيكية تحصل على لقطات للبوة تفترس حمارًا وحشيًا

GMT 13:14 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوزراء البحريني يعلن استقالة الحكومة

GMT 19:03 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

5 سبل ناجعة لتصبح أكثر جاذبية في نظر شريك حياتك

GMT 16:09 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تعرّفي على تنسيق ديكورات غرف النوم المتصلة بالحمام

GMT 17:31 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

اختيار منى المنصوري مصممة العام في الإمارات

GMT 08:41 2017 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

أسرة مسلسل "ظل الرئيس" ضيوف بوسي شلبي على المحور

GMT 09:34 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

قائمة بأكثر الدول تضررًا من وباء كورونا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

مصادر تؤكد أن محمد هنيدي تعافى من أزمة قلبية

GMT 02:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

بارلي تشدد على إنهاء "داعش" قبل الانسحاب الأميركي من سورية

GMT 02:14 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

لاعب الأهلي عبد الفتاح عسيري يفتح باب الرحيل للاتحاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab