اللمسات العصرية والزخارف القديمة تجتمع في إعادة تقديم التختروان في مصر
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

آرائك عرفتها دول عربية وإسلامية واشتهرت بحفلات زفّ العروس

اللمسات العصرية والزخارف القديمة تجتمع في إعادة تقديم "التختروان" في مصر

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - اللمسات العصرية والزخارف القديمة تجتمع في إعادة تقديم "التختروان" في مصر

الديكور والتصميم الداخلي
القاهرة - السعودية اليوم

تمثل الأعمال الخشبية عنصرًا تشكيليًا أساسيًا في العمارة والديكور و التصميم الداخلي في المنازل ذات الطرز الإسلامية، وأبدع المصممون على مر العصور في تشكيل تلك الأعمال ما جعل منها قطعًا فريدة، يُطلق عليها "أعمال النجارة العربي" الزاخرة بالخشب المعشق والمخروط والمرسوم والمحلى بمختلف الحروف والنصوص المكتوبة، والمُطعمة بروعة الصدف الطبيعي، ذلك من تفاصيل استدعت مهارات خاصة وحرفية عالية في تصنيعها.

ورغم تطور العصر والاتجاه إلى الطرز الحديثة فإنه ما تزال بعض الأسر تتمسك بها، وتعتبرها فنًا أصيلًا تزين به بيوتها، ويعدها الحرفي العربي واحدة من الفنون القديمة التي توارثتها الأجيال بكل أسرارها، ومن ذلك الفنان المصري أشرف عبد الله الذي يضع يده في كنوز التراث الإسلامي ليستخرج قطعًا فنية خشبية بأشكالها الجمالية، وزخارفها القديمة، وفي مقدمة ذلك أريكة "التختروان" وما يرتبط بها من قطع أثاث أخرى يعمل على إحيائها، مستغلًا دراسته الأكاديمية بكلية التجارة جامعة القاهرة وسعة اطلاعه في تسويقها وجعلها متوافقة مع المتطلبات العصرية.

عمل أشرف في حرفة أجداده، فعاش طفولته بين أصوات المنشار و"طقطقة" المسامير ورائحة الخشب، يقول "كانوا يعملون في نجارة الصالون، لكن ظل (الشغل العربي) يستهويني، حيث كنت أشعر أن القطع الخشبية المنفذة بيد النجار في إطار التراث تمثل بالإضافة لوظيفيتها وجودتها تحفة فنية؛ لأن النجار يضع كل خبرته وخبرة أجداده فيها وهذا ما دفعني إلى التخصص فيه".

وعلى مر أكثر من عشرين عامًا ساهم عبد الله في إنتاج عدد كبير من المنابر والمشربيات والقواطيع والإرشات لكثير من المساجد والقصور والفيلات وداخل مصر وخارجها، موظفًا مختلف فنون "النجارة العربي" في إبداع قطع فنية من الأثاث والمجالس.

لكن تبقى "التختروان" واحدة من أكثر المنتجات قربًا إلى قلبه: "لعراقتها وسعة انتشارها، وقد عرفتها الكثير من الدول الإسلامية والعربية، وهي في الأصل المحفة التي كانت تزف فيها العروس إلى منزل زوجها وسط موكب يُطلق عليه "الزفة" وكان يضم عددًا كبيرًا من عازفي الموسيقى والراقصين، وأهل العروس وعريسها مخترقين شوارع المدن.

وخلال مراحل عمل أشرف في الأريكة المستلهمة من "تختروان" من تقطيع الأخشاب وأعمال الخراطة والتطعيم و"التقفيل" والدهانات والتنجيد وغيرها من أدق التفاصيل في هذه القطعة من الأثاث التي تُعد في حد ذاتها بوتقة من الفنون الإسلامية لا يسعك أثناء ذلك كله إلا أن تستدعي من الذاكرة "السرير المحمول"، وهو معنى كلمة "تختروان" بالفارسية، وهي تسير في القاهرة في الفترة من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، ثم تراجعه ليقتصر على الريف قبل استخدام وسائل النقل الحديثة.

وإذا كانت "تختروان" قد عرفت لقرون عديدة كمحفة أو وسيلة لنقل العروس على وجه الخصوص فإن الاسم نفسه قد أطلق على بعض الجلسات في منازل العباسيين والعثمانيين - ولذلك ما إن شاهده أشرف الشغوف بالتنقيب عن كل ما هو ثمين في المتاحف والأماكن الأثرية لاستلهامه وإعادة إحيائه في قصر محمد علي بالمنيل، ومن ثم فندق سميراميس بالقاهرة حتى قرر أن ينتجها في ورشته.

يحاول الحرفي المصري أن يستلهم من "تختروان" القديمة سواء المحفة المتحركة أو الجلسة التي عُرفت كجلسة فخمة في البيوت في عصور أخرى تفاصيلها وتمتعها بتزاحم الفنون فيها، فهذه الأريكة التي يصنعها من خشب الموجني الفاخر السهل التطويع ذي العمر الافتراضي الأطول أو خشب الزان قوي التحمل بارتفاع 240 سم، وعرض 160 سم، قد تقترب من حجم القطعة الأصلية، وبينما تتأمل "البوابات" والأرابيسك والأويما والسيرما والصدف و"شغل الخراطة" التي تتمتع بها وهي بين يدي العم أشرف فإنك تستدعي ما ترسخ في الذاكرة العربية عنها.

تقع ورشة أشرف عبد الله للنجارة في أهم الأحياء التاريخية بالقاهرة وهو حي القلعة، حيث يشرف على مجموعة من المعالم التراثية في التاريخ الإسلامي المصري مما يضفي على الأعمال لمحات من الأصالة وعبق التاريخ. لكن أكثر ما يحزنه أنه لا يعرفها الكثيرون، ولا يقدر البعض الآخر قيمة ما تنطوي عليه من فنون يقول: "ليس لدينا ثقافة كافية للاعتزاز بهذه القطع المستلهمة من التراث، إذ تسعى الأسر وراء الجديد وتستغني عن تجميل بيتها وإضفاء لمحة تراثية عليه عبرها.

، ويتركز جمهور التختروان في الصعيد وفي بعض دول الخليج، حيث أقوم بالسفر لتصنيعها أو شحن بعض القطع حسب الحاجة".

ورغم محدودية الجمهور فإن الحرفي المصري يحرص على استكمال المشهد الأصيل عبر قطع أثاث تتماشى مع جلسة "تختروان"، ومن ذلك المقعد ذي الطبق أو النجمة المثمنة، على حد تعبيره، وكذلك المائدة المطعمة بالصدف، وفي مقدمتها 3 بوابات ولكل جانب بوابة، وتتميز بوجود قرصين أحدهما علوي والآخر سفلي. إلى جانب "الخرط العربي". كما أنه أحيانًا يتم تصنيع أريكة على الطراز الإسلامي ليكتمل الشكل والاستخدام الوظيفي لـ"تختروان".

قد يهمك ايضا:

"بورسلان باركيه" للمطبخ ونصائح خبراء الديكور لاستخداماته

ديكورات طاولات حديد لغرف المعيشة والمطابخ

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللمسات العصرية والزخارف القديمة تجتمع في إعادة تقديم التختروان في مصر اللمسات العصرية والزخارف القديمة تجتمع في إعادة تقديم التختروان في مصر



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:25 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

هيفاء وهبي تتصالح من أختها رولا يموت

GMT 10:55 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

إصابة 4 ضباط إسرائيليين إثر حادث سير شمال فلسطين

GMT 18:41 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

جي بي غبور أوتو تفوز بمسابقة شيري للمهارات الفنية في الصين

GMT 03:29 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبدالجليل "سعيد" بتجربة "سوق الجمعة" وراضٍ عنها

GMT 22:06 2014 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور الدجاج بالكولا

GMT 14:12 2015 الأربعاء ,18 شباط / فبراير

إدارة أزمة الرهائن

GMT 06:00 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أفضل 25 لعبة لـ"آي فون" و"آي باد"

GMT 08:11 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

هكذا ودعت سوزان مبارك رئيس مصر الأسبق

GMT 15:43 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

عقب تحرشها بالرجال في جدة فتاة الفيديو الشهير باكية "أنا آسفة"

GMT 13:00 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

برايان هوك يطالب بفرض عقوبات على جميع أنشطة إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab