ملعبان جديدان 4 تم ترميمها تستقبل كأس القارات في البرازيل

تقام بطولة كأس القارات بالبرازيل اعتبارا من منتصف يونيو الجاري على ستة ملاعب حديثة، بينها ملعبان جديدان وأربعة تم ترميمها بالكامل ومن بين الأخيرة هذه يبرز ملعب ماراكانا العريق بريو دي جانيرو. وانتهت الأعمال بملعبين فقط وهما مينيراو في مدينة بيلو هوريزونتي وكاستيلاو في فورتاليزا خلال المهلة التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم في ديسمبر الماضي، فيما تأخرت الأعمال في باقي الملاعب ما أدى إلى اندلاع حرب من التصريحات بين السلطات البرازيلية ومسئولي الفيفا. ويعد ملعبا "أرينا بيرنامبوكو" في مدينة ريسيفي هو الوحيد الذي تم تصميمه بشكل كامل من الصفر، فيما تم بناء ملعب "أرينا فونتي نوفا" في مدينة سلفادور اعتمادا على أساساته ومع احترام تصميم الملعب القديم بوسط عاصمة ولاية باهيا الذي يحل محله. أما الملاعب الأربعة الأخرى وهي "كاستيلاو" و"مينيراو" و"ماراكانا" و"ناسيونال" فقد حافظت على جزء كبير من هيكلها الأصلي لكونها أكبر ملاعب كرة القدم في البرازيل. وتتمتع جميع الملاعب بظروف إضاءة مثالية وسبل راحة للمشاهدين واللاعبين، كما تضم تقنيات تكنولوجية مستدامة مثل ألواح شمسية ووسائل للحد من استهلاك الطاقة. وسمحت هذه المبادرات "الصديقة للبيئة" للملاعب الست بالحصول على شهادة "LEED" الدولية التي تعترف بالمشروعات صديقة البيئة. وسيكون "ماراكانا" مقر نهائي كأس القارات وكذلك نهائي مونديال 2014 ، الذي سبق واستضافه عام 1950 بين البرازيل وأوروجواي عندما كان يتمتع بلقب أكبر ملعب في العالم وشهد فوز أوروجواي على راقصي السامبا، وهو الانتصار الذي أطلق عيله اسم أسطورة "ماراكانازو". وفي إطار خطة ترميم الملعب، قام المعماريون بالحفاظ على واجهته البيضاوية المميزة وقاموا بإصلاحات كبيرة غيرت الملعب من الداخل بشكل كامل. وبات ماراكانا، الذي كان في السابق يتسع ل200 ألف شخص، يتمتع بغطاء من القماش المشدود ومستوى واحد من المدرجات به 76 ألفا و804 مقاعد بألوان الأصفر والأزرق والأبيض تشكل بجانب لون العشب الأخضر، ألوان علم البرازيل. ومن بين المستجدات التكنولوجية التي دخلت على ماراكانا، يبرز تخفيض استهلاك الماء بنسبة 30% بفضل صهاريج ستخزن مياه الأمطار وتقوم بفلترتها لري الملعب بها وإمداد دورات المياه. كما سيتم توفير نحو 8% من الكهرباء بفضل 23 ألفا و500 لمبة من لمبات الصمام الثنائي المضيئ (LED) الموفرة للاستهلاك، وبفضل ألواح شمسية مركبة في السقف. وبالرغم من هذا، فإن كل تدابير الترشيد هذه لن تعوض سوى مبلغا ضئيا من تكاليف ترميم الملعب التي بلغت 560 مليون دولار، بحسب بيانات رسمية حديثة تجعل ماراكانا "الملعب الأغلى". وافتتح ملعب ماراكانا دون أي مشكلات، بلقاء ودي جمع بين البرازيل وضيفتها إنجلترا، اعتبر أول حدث يقام على هذا الملعب العريق استعدادا لاستضافة كأس القارات. وعلى الرغم من وجود بعض أعمال الترميم العالقة داخل وخارج الملعب، أقيم اللقاء الودي، الذي انتهى بالتعادل بهدفين لكل فريق، مساء الثاني من الشهر الجاري بحضور قرابة 66 ألف مشاهد دون وقوع أي حوادث أو مشكلات، حسبما أعلن المدير العام للجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014 ، ريكاردو ترادي. وبعد ماراكانا يأتي من حيث التكلفة ملعب "ناسيونال" في برازيليا والذي بلغت تكاليف ترميمه 510 ملايين دولار وكان من أكثر الملاعب التي تأخر موعد افتتاحها الذي تم في 18 مايو الماضي استعدادا لاستضافته المباراة الافتتاحية والوحيدة في كأس القارات بين البرازيل واليابان وسط حضور 70 ألفا و64 مشاهدا. وجعلت أعمال الترميم من "ناسيونال" تحفة فنية في كل تفاصيله، فمن الداخل يتمتع بمدرجات عمودية شديدة القرب من العشب تجعل المشجع قريبا من اللاعبين، فيما يتمتع الملعب من الخارج بممرات ومداخل ضخمة للمدرجات مجهزة لاستقبال حشود من الجماهير. ودفع التصميم الفني المميز للملعب، السكرتير العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جيروم فالكه، ليصفه ب"كوليسيوم حديث" بسبب واجهته الدائرية المحاطة ب288 عامودا تجعله يشبه لحد كبير المسارح الرومانية القديمة، دون أن يخل بالشكل المعماري الحديث لبرازيليا، المدينة التي تم تخطيطها وافتتاحها عام 1960. ولكن يتسبب هذا الملعب، الوحيد الذي تم ترميمه من المال العام، في قلق حيث يخشى من أن تضيع هذه النفقات هباء بعد استخدام الملعب في المونديال، نظرا لأن برازيليا ليس بها أي فرق في دوري الدرجة الأولى البرازيلي. وبعيدا عن العاصمة، يوجد ملعب "كاستيلاو" في مدينة فورتاليزا، عاصمة ولاية سيارا، شمال شرقي البرازيل، الذي يعد الأقل تكلفة بقيمة 246 مليون دولار، حيث أن أعمال الترميم لم تمس قرابة 75% من الملعب القديم الذي يعود لعام 1973. وتركزت أعمال الترميم في نسف مدرج واحد وتم وضع واجهة جديدة من الفولاذ المقاوم للصدأ والزجاج بها 60 عمودا معدنيا بارتفاع 42 مترا تمسك بالغطاء. وحصل ملعب "كاستيلاو"، الذي يسع ل64 ألفا و846 شخصا وسيستضيف إحدى مباراتي نصف نهائي كأس القارات، على شهادة "LEED" البلاتينية، وهي أرفع شهادة بيئية، وذلك بفضل استهلاك الطاقة بكفاءة واتباع طرق أخرى صديقة للبيئة. وبفضل أعمال الترميم، بات ملعب "كاستيلاو" يحظى بمتحف لكرة القدم في ولاية سيارا يقع بين طابقي المدرجات ويطل على أرض الملعب. وستقام مباراة نصف النهائي الثانية في ملعب "مينيراو" في مدينة بيلو هوريزونتي جنوب شرقي البرازيل والذي يعد منذ افتتاحه في 1965 أحد معابد كرة القدم في البرازيل.