مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض مدد  مدد
آخر تحديث GMT19:48:31
 السعودية اليوم -
أخر الأخبار

مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض "مدد .. مدد"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض "مدد .. مدد"

معرض "مدد .. مدد"
القاهرة ـ العرب اليوم

في ذلك العالم المليء بالصعوبات التي تفرضها طبيعة الحياة الجافة يبحث كل منا عن العون أو المدد، تلك الكلمة التي ارتبطت مع الوقت بعالم الأولياء والصوفية بل ودخلت بقوة في الثقافة الشعبية المرتبطة بالموالد في مصر ومنها إلى عالم الموسيقى والأغاني والفن التشكيلي الذي صور كثيرا من الموضوعات المرتبطة بالصوفية  والروحانيات.

فالفنان سيد سعد الدين المعجونة أعماله بروح الثقافة المصرية والشعبية وكذلك الذي تجد في كثير من أعماله ما يعبر عن الروحانيات يقول إننا دائما ما نتبرك بكلمة "مدد" على أساس أنها مدد من الله .. أحيانا نطلب شفاعة سيدنا رسول الله .. شفاعة للضعفاء المحتاجين لعطف الله.

جاء ذلك على هامش معرض "مدد.. مدد" "الذي افتتحه غاليري خان المغربي مؤخرا بمشاركة كل من الفنان سيد سعد الدين والفنانة إيفلين عشم الله والفنان أحمد عسقلاني.. ليقدم كل منهم مجموعة من الأعمال تعد بمثابة قراءة مكثفة تعكس مراحل مختلفة في مشوارهم الفني.

إلا أن السمة الغالبة التي تربط بينهم هو انتماء كل منهم لثقافة مصر البكر البعيدة عن المدينة والتي انعكست في أعمالهم ربما لتكتسب المدد بعدا آخر مرتبطا بالتمسك بالجذور والأصل في ظل مد العولمة والتغريب والابتعاد عن الهوية .. حيث ولدت الفنانة إيفلين في دسوق بكفر الشيخ، وتشربت برموز الثقافة الشعبية كالكف والعروسة الورق والعين ولمبة الجاز وغيرها والتي تظهر جلية في تفاصيل أعمالها، إضافة إلى الوجوه المصرية الخالصة التي تميزها عن غيرها.. فكل لوحة عالم ثري محتشد بالحكايات التي ترويها بعدة طرق وبتداخل من الخامات التي وظفتها بحنكة في عوالمها الثرية.. 

أما الفنان سيد سعد الدين ابن قنا فلطالما قدم روح تلك البيئة التي نشأ بها بل وقدم توثيقا فنيا لطبيعة الحياة المصرية ومنها الألعاب الشعبية كالطوق والحجلة وكذلك التحطيب وأيضا الموسيقي الشعبية كعازفي الدفوف والربابة وغيرها في كثير من الأعمال الفنية التي اتسمت بالرسوخ والفخامة والتي قال عنها الناقد صبحي الشاروني لوحاته لا تمثل مجرد انطباعات عن البيئة وإنما هي دراسات أيضا للتراث الشعبي في مصر وفي تشكيلاته المختلفة .. تحليل تتجلي فيه قوة البناء ورسوخه بإحساس المثال المتمكن مما يشيع في لوحاته جواً من التعبد والصوفية

إلا أن للجانب الروحاني الذي ظهر بقوة في عدد من أعمال سيد سعد الدين حكاية تمس الوجدان حيث فقد ابنته ذات الثمانية عشر ربيعا أمام عينيه عام 1998 بسبب خطأ طبي. وقد تجلت حالة الحزن التي سيطرت عليه  في  أكثر من 40 لوحة عن الروحانيات.. تلك الروح التي صعدت إلي بارئها بدون جرم.. وربما تحولت تلك الروح في أعماله إلى رموز متماسة  مع السماء .. مثل الحمام الذي يعتبره رمزا للأرواح الهائمة التي تسبح في ملكوت الله، كذلك أصبحت أشجار النخيل تصل بين السماء والأرض، وإن كان سيد سعد يستمد مادته من الواقع إلي أنها تتحول إلي ما يشبه الحلم من خلال وجدان تضفر فيه الشجن بالروحانية والألم بتلمس الأمل من مناجاة الله والاستماع إلي القرآن الكريم كما في لوحتي المقرئ والكتاب.

أما الفنان الشاب أحمد عسقلاني فينتمي لقرية القنوية بنجع حمادي، وهو نحات شاب استطاع أن يقدم رؤى نحتية مختلفة متشربة من بيئته بداية من الثقافة الفرعونية التي نجدها مثلا في نماذج كالكاتب المصري الذي قدمه رؤية معاصرة، إضافة إلي عدد من التجارب الأخرى التي تحمل طابعا مصريا صميما من بينها استخدامه لخامة الخوص في منحوتاته.. تلك الخامة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بثقافة البسطاء وبالحرف اليدوية المصرية، بخلاف تجربته التي تحمل أسلوبه الفني المتمثل في الأجساد والأرجل والأقدام الضخمة والرؤوس الصغيرة جداً .. والتي تعبر عن فلسفة مهمة تتمثل في أهمية العقل الذي ميز الله به الإنسان، واختيار البعض محو ما هو مُفضل في مقابل القوة الجسدية أو النفوذ.

كذلك فإن أبطال عسقلاني وشخوصه كثيرا ما تتضمن حيوانات يرتبط كثير منها بالموروث الشعبي المصري، فالقطط ترتبط بالأساطير والخرافات عند المصريين، أما الحمار الذي يُعد من الحيوانات المفضلة عند عسقلاني فيقول عنه : إن له  تركيبة خاصة وله محبة وقرب من المصري في صفاته فهو ذكي وصبور ومطاوع وحمول إلي أبعد الحدود.

وربما كان واحدا من المشاهد اللطيفة في معرض مدد.. مدد هو الاحتفاء بالحمار من خلال منحوتة للفنان أحمد عسقلاني ولوحة زيتية للفنان سيد سعد الدين الذي قدمه كبطل وحيد في تلك اللوحة، وكان قد قدمه أيضا في العديد من أعماله الأخرى التي ارتبطت بالفلاح المصري وبقيمة العمل التي لطالما احتفي بيها سعد الدين في أعماله.

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض مدد  مدد مجموعة من الفنانين يقدمون أعمالًا رائعة في معرض مدد  مدد



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 19:00 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي
 السعودية اليوم - عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي

GMT 17:58 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

80 % من السائقين يتخطون الحدود المسموح بها من الكحول

GMT 06:49 2013 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عيون وآذان (شباب وشيّاب)

GMT 13:27 2020 السبت ,18 إبريل / نيسان

أن تكون عنصرياً ضدي لأنني فلسطيني

GMT 18:33 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سحب قرعة كأس الخليج لكرة القدم في الدوحة بمشاركة 5 منتخبات

GMT 15:12 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

أسعار النفط تسجل أعلي مستوى قياسي في 4 أشهر

GMT 13:11 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

وزير شؤون القدس يحذّر من تقسيم المسجد الأقصي

GMT 03:09 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

مقاطعة سويسرية تناقش منح حقوق أساسية للقردة

GMT 18:33 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

"الإمارات" يفوز على نظيره أستراليا بهدف دون رد منذ قليل

GMT 10:09 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يبدؤون سلسلة الاجتماعات

GMT 06:10 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

إيطاليا ترفض إعارة فرنسا 3 لوحات لدافينشي

GMT 11:45 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

استقرار أسعار الفضة داخل الأسواق المصرية الأحد

GMT 18:34 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حلوى البانا كوتا

GMT 20:17 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

خروج أحمد فتحي للإصابة في نهائي دوري أبطال أفريقيا

GMT 11:32 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "بريزنتيشن" تدرس توفير طائرة خاصة للنادي الأهلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon