مسرحية شهيد التين استثمار الموت في قالب كوميدي
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

مسرحية "شهيد التين" استثمار الموت في قالب كوميدي

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - مسرحية "شهيد التين" استثمار الموت في قالب كوميدي

الشارقة ـ العرب اليوم

تنطلق مسرحية “شهيد التين” من فكرة الشهادة، برصد دلالاتها وتحولاتها في الواقع العربي الراهن لاسيما بعد موجة الأحداث والثورات العربية المتلاحقة، هذه الشهادة ذات المفهوم الطهراني والمقدس، ها هي تتحول بحسب كاتب النص إلى لعبة ومتاجرة يمكن استثمارها لتحقيق مآرب شخصية، في إشارة واضحة إلى واقع اللعبة السياسية التي تتبدل وفق معيار الفئة أو الحزب أو الجهة وهكذا، والمسرحية بهذا المعنى تقدم مثل هذا التأويل في كوميديا ساخرة حد انبثاق الألم والمرارة الموجعة . أما حدوتة العرض فتبدأ من تلقي رجب خبر استشهاد ولده مبروك الذاهب إلى الحرب، وحين يصل الخبر إلى أعيان القرية يبدأون بالتوافد عليه، وتهنئته بالحدث الجلل الذي يزينونه أمام رجب بكل معاني الفخار والإجلال والعظمة والقداسة، ليس ذلك فحسب، بل يبدأ الأعيان والزوار بالتباري في منح رجب الذي يصبح أبو الشهيد مبروك أنفس الهدايا والأعطيات، وبعد أن يبدأ رجب في تقبل الأمر على أنه منحة إلهية ساقتها له يد القدر، وأنه أصبح بمنزلة عين من الأعيان تنتظره فرص لا حصر لها من الجاه، ها هو تتضخم ذاته، إلى الدرجة التي لا يلتفت فيها إلى مواجع زوجته التي لا تصدق فكرة موت ولدها وتستمر في انتظاره حتى يعود، كما تستهجن سلوك الزوج، وسعيه غير المنطقي إلى استثمار فكرة الموت، والمتاجرة بموت ولده من أجل الترقي والجاه، تتوالى المشاحنات بينه وبين زوجته في الوقت الذي يصبح منزله مزاراً لاستعراض مقتنيات ولده مبروك، وبعد سلسلة من المشاهد الكاريكاتورية الساخرة، والمواقف الكوميدية التي وظفت لخدمة مجريات العرض، يستدعى رجب من الوالي ويصبح مساعداً له، وتبدأ منذ اللحظة فكرة الولاية قاب قوسين أو أدنى من طموحاته التي لا بد لها أن تتحقق، وفي لحظة صادمة ومفاجئة، وحين يكون رجب يباشر حديثه الغريب مع زوجته المكلومة، يطل مبروك من باب بيته، إذ يتضح أنه كان أسير حرب ويفرج عنه، في هذه اللحظة التي ترمم قلب الأم الموجوعة وتعيد لها بسمتها برجوعه، يكفهر وجه رجب ولا يصدق الأمر الذي سيسلبه أحلامه وسيكسر واقعه الجديد الذي لم تمض فترة كبيرة على رص مدماكه نحو عالم الشهرة والجاه والغنى، وفي لحظة قاسية وغير عقلانية وموجعة، بل أنها تتجاوز حدود المنطق والعقل ها هو رجب يستل بندقيته ويردي ولده قتيلاً . في الإخراج المسرحي، لعب العرض على فكرة المجاميع البشرية الراقصة التي تؤدي مواقف كوميدية ترافقها وصلات من الغناء والرقص التراثي، وقد انفتحت ستارة العرض على جوقة موسيقية في منتصف خلفية الخشبة، وكان لها الدور الأبرز في تمتين حبكة العرض وتناغم مقتضيات الفرجة التي قدمت لمسة ونكهة إماراتية على المسرح، بحسب ما جاء في الندوة النقدية التي تلت العرض وقدمها الفنان عبدالله راشد بحضور مؤلف ومخرج العرض، وشارك فيها عدد كبير من المختصين والنقاد منهم: د . عبدالكريم جواد مدير مهرجان مسقط المسرحي، ومحمد سيد أحمد ويحيى الحاج من السودان، ود . جمال ياقوت “مصر” والزهرة ابراهيم ونوال بن ابراهيم “المغرب”، ومنقذ السريع “الكويت” ود . جميلة مصطفى “الجزائر” وعبد الله ملك “البحرين” وغيرهم/ ممن أثنوا على العرض وأشادوا بهذه التجربة التي قادها عبدالله صالح والمخرج محمد سعيد وأظهرت طاقات تمثيلية وعرض تميز بالسلاسة والتناغم يسجل في رصيد مسرح دبي الشعبي .

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية شهيد التين استثمار الموت في قالب كوميدي مسرحية شهيد التين استثمار الموت في قالب كوميدي



GMT 07:52 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أكرم حسني يستعد لعرض مسرحية «تطبق الشروط والأحكام»

GMT 23:00 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عرض "وش البركة" للكاتب أحمد مراد على مسرح الهوسابير

GMT 08:56 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

"ولاد البلد" على مسرح قصر ثقافة أسيوط

GMT 08:52 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إقبال كثيف على عرض "ولاد البلد" في المنيا

GMT 07:42 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

عرض"قواعد العشق الـ40" على مسرح السلام

GMT 06:38 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض "سمكمكينو" على مسرح قصر ثقافة دمنهور

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 21:43 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

"الإعلاميين" تنعى الاذاعية فوزية المولد

GMT 10:28 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

"بي إم دبليو" تطلق سيارات جديدة في روسيا

GMT 11:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مهاجمان من الدوري الإسباني على رادار "برشلونة"

GMT 22:00 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

لعبة Clash Royale تحقق أرباح 2 مليار دولار

GMT 01:52 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

جولف GTI خارقة تحمل محركين وقود بقوة 1600 حصان

GMT 04:26 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية

GMT 00:02 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دبي تطلق أضخم مشروع لمعالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة

GMT 09:08 2013 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

التجارب الحياتية تصقل الإنسان وتجعله أقوى نفسيًا

GMT 23:40 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

إطلالة مميزة بالجدائل الملونة لمظهر متجدد دائمًا

GMT 07:34 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تختنق بالضباب الدخاني ومواطنوها يهربون إلى الخارج
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab