نيودلهي ـ عدنان الشامي   التُقطت هذه الصور الموجعة للقلوب لطفلة قروية في إحدى المناطق الريفية في الهند تبلغ من العمر 18 شهرًا، حيث تعاني الطفلة من استسقاء الرأس، وهو أحد الأمراض الخطيرة التي تتمثل في زيادة تدفقات السوائل البيولوجية في الرأس، بينما لا تملك أسرتها نفقات علاجها.   ويزيد من مأساوية الوضع أن الأسرة التي تنتمي إليها رونا بيجام، من قرية جيرانيا في ولاية تريبورا شمال شرقي الهند، لا تستطيع تحمل نفقات علاج الابنة الصغرى رونا، حيث يعمل الأب عبد الرحمن في مصنع طوب، ويتقاضى أجرًا يعادل 1.79 جنيه إسترليني.



ويحتاج مرض استسقاء الرأس إلى علاج جراحي، إلا أن الحالة تطورت وتسببت في إعاقة دائمة تعاني منها الفتاة، ولأن عبد الرحمن لا يستطيع توفير تكلفة الجراحة التي تتطلبها الحالة المتأخرة لابنته يحاول هو وباقي أفراد الأسرة توفير أكبر قدر ممكن من الراحة لرونا، وتلبية كل احتياجاتها وفقًا لما تسمح به إمكاناتهم.
ويتمثل الاستسقاء في الرأس في زيادة التدفقات في الرأس بنسب عالية تشكل ضغطًا على المخ، ومن ثَمَ تؤدي إلى مشكلات عدة تصيب القدرات العقلية، ويُعرف المرض خطأً باسم "مياة على المخ".



ويُعرف أن المخ ينتج سوائل نخاعية يوميًا تصل كميتها إلى نصف لتر، وهي الكمية التي تتوجه إلى الأوعية الدموية لتمتصها لصالح وظائف الجسم المختلفة، ولكن في حالات الاستسقاء الدماغي لا تتم هذه العملية البيولوجية على النحو الأمثل، مما يؤدي إلى تراكم الإفرازات النخاعية الخاصة بالمخ في الدماغ، وهو ما يشكل ضغطًا على المخ.
وإذا تُرك الأطفال المصابون بهذا المرض من دون تدخل جراحي للعلاج فقد يموت هؤلاء الأطفال، لأن أنسجة المخ لديهم لا تتمكن من التكيف مع هذا الوضع طويلًا، وهناك من هذه الحالات ما يتطور ببطء شديد كما هو الحال مع رونا، التي تتكيف حالتها مع السوائل من خلال السماح للجمجمة بأن تكبر ويزداد حجمها، إلا أن ذلك لا يمكن أن يستمر طويلاً.



ويتمثل العلاج في جراحة بسيطة تتضمن زرع أنبوب لتصريف الكميات الكبيرة من إفرازات المخ النخاعية إلى مكان آخر من الجسم غير الدماغ حيث يمكن امتصاصها بسهولة، بالإضافة إلى صمّام يُزود به ذلك الأنبوب يضمن عدم عودة الإفرازات التي قام الأنبوب بصرفها خارج الدماغ.
تجدر الإشارة إلى أن سعر الأنبوب لا يتجاوز 800 جنيه إسترليني، إلا أن تكلفة أجور القائمين على الجراحة تتجاوز ذلك إلى حدٍ بعيدٍ.
وأشارت إحصاءات إلى أن هذه الحالة تحدث في طفل واحد فقط بين كل 500 طفل، وقد تتكون ناتجة عن عيوب في عملية الولادة، أو ما يمكن أن يُسمى بأخطاء التوليد، أو نتيجةً لأي عدوى قد تصيب الأم أثناء الحمل.