الطلاب الأجانب يُفضّلون الدراسة في جامعات القارة الأوربية

زاد إقبال الطلاب منذ عام 2010 على البرامج التعليمية باللغة الإنجليزية في قارة أوروبا، وتُقدّم أفضل ألف جامعة على مستوى العالم 36.500 برنامج تعليمي بالإنجليزية, إلَّا أنَّ 75% منها تقع خارج بريطانيا، وأفاد تقرير 2014 بتكليف من صندوق "ساتون", أنَّ الطلاب البريطانيين سيتخرجون وهم مدينون ب 44 ألف إسترليني، في حين يُكلّف الفصل الدراسي الماضي لهاري ويتون في جامعة ويسترن نيو مكسيكو 62 دولار.
وأضاف هاري, "كنت أعرف أنني لا أرغب في الذهاب إلى جامعة في بريطانيا, لكني أردت الذهاب في منحة إلى الولايات المتحدة لإستكمال تعليمي مع لعب الغولف في الجو المشمس يوميًا"، ويقول هاري (21 عاما) البعيد عن وطنه في "بيدفورد" أنَّه يحصل على معاملة خاصة بإعتباره أجنبي، كما أن لهجته تجعله معروفًا، ويستيقظ الطلاب في تخصص التسويق وإدارة الأعمال عادة في السادسة صباحًا للتمرين والإبتعاد عن الكحول, وأصَّر هاري على الرغم من كونه تحت السن القانوني الممنوع من الشرب, أنَّه لم يفقد حياته الإجتماعية، موضحًا أنَّ الحياة الإجتماعية هنا ممثلة في الخروج مع الأصدقاء أفضل من الذهاب إلى النوادي وشرب الكحول وهو يحب ذلك،.
ويبلُغ متوسط الرسوم الدراسية الأميركية 22 ألف إسترليني, وتُعدّ أوروبا الخيار المُفضَّل للبريطانيين، حيث يحق لمواطني الإتحاد الأوروبي التعليم المدعوم أو المجاني في الجامعات على مستوى القارة، وأشار مُحرك البحث العالمي عن الدرجات العلمية "StudyPortals" إلى زيادة قدرها 52% في عدد زوار بريطانيا, ممن يتصفَّحون البرامج التعليمية لغير الخريجين، وكانت أكثر البلاد الشائعة هي هولندا، إسبانيا، ألمانيا، فنلندا، السويد والدنمارك.


وأشارت كاثرين جيلبرت (19 عاما) الطالبة في السنة الأولى في جامعة ماستريخت, إلى أنَّ الرسوم الدراسية تبدأ من 1540 إسترليني، ويُعني خفض التكاليف أنه على والديها الدفع مقدمًا، وذكرت كاثرين طالبة العلوم  من "إسيكس", "لا أحب الجامعات في بلدي, وكنت أفكر في عدم الذهاب إلى الجامعة حتى نظرت إلى جامعات الخارج، والشهادة تعامل شادة جامعات راسل إلى جانب أنه يُمكنك مغادرة المنزل في عمر 18 عاما".
وتضُم جامعة ماسترخت 415 طالبًا بريطانيًا, بينما كانت تضم 87 طالبا منذ خمس سنوات، وسعدت كارثين بإمكانية زيارة باريس في نهاية الأسبوع, وأمستردام لمدة يوم واحد لكنها أوضحت أنها تُعانى مع العادات الأوروبية، مضيفة " في أول يوم لي, صِحتُ في العديد من الألمان لأنني لم أحرص على التواصل بالعين معهم أثناء الشرب، ولكنى حصلت على أصدقاء من جميع أنحاء العالم, وأنا أحب ذلك، وكنت البريطانية الوحيدة".
ومن مُميزات الجامعات الأجنبية الأخرى, التركيز على ما وراء الإنجازات الأكاديمية للشخص، ويتضمن طلب التقديم بيان شخصي وإستبيان مُلائم ومقال أو إمتحان، كما تُقيم الجامعات تجربة العمل والأنشطة الإضافية، وأوضح أنتوني هيل (21 عاما) أنَّ جامعة ماسترخيت تهتم بالشخص أكثر من الدرجات، ويعتقد هيل أن الحصول على شهادة من إحدى الجامعات في الخارج ستعزز فرص عمله، مضيفا, " حتى إذا كانت الرسوم الدراسية مُتساوية كنت سأفضّل المجيء إلى هنا للمساعدة في الإعتماد على ذاتي، وأنَّ العديد من الأصدقاء يتطلعون إلى الدراسة عالميَّا, وبالتالي فمن المنطقي الدراسة في الخارج".
وتُظهر إحصاءات المجلس الثقافي البريطاني أنَّ ثلث الطلاب البريطانيين يُفكرون في الدراسة في الخارج، وذكرت رئيسة المركز البروفيسور ريبيكا هيوز, "بريطانيا تحتاج خريجين لديهم المهارة والثقة, للمنافسة في الخارج والمنافسة ضد الأجانب الذين يتحدثون أكثر من لغة ولديم خبرة دولية واسعة النطاق".
وأوضحت كيم تايلور (26 عاما) من بلاكبيرن, والتي حضرت إلى جامعة ليفربول, لكنها بينت أن مدرستها دفعتها إلى الإختيار الخاطئ, وتقول, " كنت صغيرة جدًا لتقرير مستقبلي، وكنت بالكاد أعرف نفسي، والحصول على درجات جيدة في المدرسة يدفع الناس إلى التقديم في الجامعة"، وتقرأ كيم حاليًا إدارة أعمال وعلوم سياسية في جامعة ستوكهولم بعد أن فشلت في إيجاد وظيفة، حيث وجدت دافع يدفعها إلى السفر إلى الخارج مضيفة, "السفر إلى مكان آخر يمنحك جانب آخر من العالم فأنت تتعلم عن نفسك بطريقة لن يُمكنك التعلم بها إذا بقيت في وطنك".
وبيَّنت إحدى وكالات توظيف الخرجين, أن الحصول على شهادة أجنبية يُساعد في التوظيف، وأضاف الرئيس التنفيذي للوكالة, بين روزين, أنَّ " الدراسة في أوروبا تُعطيك فرصة أفصل في الحصول على وظيفة عند العودة إلى الوطن، كما أن تكوين أصدقاء والعيش في بيئة جديدة يتطلب الكثير من التنمية، ويُصبح الطلاب أكثر قابلية للتوظيف ما يعنى أنهم يأخذون عملهم على محمل الجد".


ويدفع جورج جينكسون, (23 عاما), من بريستول, 4.076 يورو في العام, حيث يدرس الفنون الليبرالية والعلوم في جامعة أمستردام, وجنبًا إلى جنب مع الفيزياء, يأخذ نماذج تكميلية في الفلسفة والتاريخ وبرمجة الكمبيوتر، ، وربما تحرم نتيجة الإستفتاء الأوروبي الآخرين من التمتع بهذه الحرية التعليمية، وأضاف جورج, أنَّ " الأمر أسهل بالنسبة لي أن آتي من الإتحاد الأوروبي, إلَّا أن الآخرين يضطرون لفعل خطوات أخرى لتخطى ذلك، ولكنى إستفدت من العضوية ومن العار المغادرة وعدم السفر, والتعلم بحرية وبسعر أرخص، إنه سيكون أمر مُحزن".
وكشفت جريدة "تليغراف" أن جميع الطلاب الأوروبيين الذى إلتقتهم, يشعرون بالقلق نتيجة الإستفتاء المُقبل, والتي من شأنها أن تُحد الخيارات التعليمية أمام الطلاب، ومع إرتفاع الرسوم الدراسية والمنافسة بين الجامعات البريطانية, فإنَّ الإتّجاه إلى الدراسة الأجنبية يحظى بتصويت الطلاب الجامعيين, ما يجعل التعليم العالي, أكثر قابلية للتوظيف وأقل مديونية.