قدرة إناث الصراصير على التكاثر دون وجود الذكور

كشفت دراسة حديثة في جامعة هوكايدو في اليابان، أن إناث الصراصير، قادرة على التكاثر لا جنسيًا لسنوات عديدة، وأجرى العلماء الباحثون على الدراسة، اختبارات على 15 أنثى عذراء من الصراصير لإنتاج مستعمرة من الإناث، عاشت مع بعضها البعض على مدار أكثر من ثلاث سنوات، ووجدت الدراسة، أنه على عكس الصراصير الذكور الذين يقاتلون بعضهم داخل المستعمرة الواحدة، تعيش الصراصير الإناث في سلام وتقوم بتنسيق دوارتها الإنجابية، بحيث أصبحت تبيض بشكل أكثر مما كانت تفعل وهي تعيش بمفردها.

ويعتقد العلماء أن هذا السلوك هو مثال بدائي على التعاون لدى المرأة، فيما تبين أن الصراصير الأميركية تستطيع إنتاج البيض من خلال ما يعرف بـ"التوالد البكري"، وهو شكل من أشكال التكاثر اللاجنسي يوجد عند إناث حيوانات يتطور فيها الجنين من خلية بيضة غير مخصبة، ويحدث التوالد البكري طبيعيًا في بعض أنواع الكائنات الحية، بما في ذلك معظم النباتات الدنيا واللافقاريات (مثل متفرعات القرون وبعض النحل وبعض أنواع العقرب، والزنابير الطفيلية)، والفقاريات (مثل بعض الزواحف والسمك ونادرًا جدًا عند الطيور وأسماك القرش)، وهذا النوع من الاستنساخ قد يحرض بشكل مصطنع في الأنواع الحية الأخرى.

ووفقًا للدراسة، يمكن لإناث الصراصير أن تعزز من احتمالية إيجاد ذكور في بيئة معينة، وذلك من خلال البحث عن العدد الإجمالي للذكور والتفريق بينهم، إلا أنه في حالة بقيت إناث الصراصير وحيدة، فإنها تستطيع وضع بيضها دون تكاثر جنسي بعد 13.4 يومًا في المتوسط، ومع ذلك، فإن إناث الصراصير العذراء التي تعيش في بيئات كلها إناث، تقوم بالتكاثر لاجنسيًا بشكل أسرع من التكاثر الجنسي، وبالتالي تضع بيضها في غضون عشرة أيام في المتوسط، مما يشير إلى أنه على الرغم من حاجة إناث الصراصير إلى ذكور لإنتاج البيض، إلا أنها لا تحب الوحدة أيضًا.

وخلال التجربة، وضع العلماء الصراصير الإناث تحت ظروف مختلفة، حيث تم وضعهم مرة مع ذكور عاديين، ومرة مع ذكور مخصيين، ومرة بمفردها وأخيرًا مع إناث مثلهم، وبعد ذلك قام العلماء بحساب عدد البيض الذي تم إنتاجه في كل مرة والوقت الذي التي استغرقته إناث الصراصير في إنتاج البيض، وأوضحت الدراسة أن إنتاج البيض أثناء العيش مع الذكور المخصيين يستغرق وقتًا أطولاً من العيش مع الإناث، مشيرة إلى أن الإناث تقوم بمزامنة التوالد البكري من أجل تعزيز النسل والبقاء على قيد الحياة لفترات أطول، وأنه في حالة العيش مع الإناث، تستطيع الصراصير إطالة فترة التوالد البكري لمدة تستمر أكثر من ثلاث سنوات.