أحد الحيوانات المصرية القديمة المحنطة

عظم المصريون القدماء الحيوانات حتى إنهم حنطوا الحيوانات الأليفة المفضلة لديهم كما لو كانت بشرا، وعبدوا القطط، والآن كشفت عالمة المصريات سليمة إكرام كيف حنّط المصريون القدماء المومياوات الحيوانية التي تراوح حجمها بين الخنافس الضئيلة إلى الثيران القوية، ووصفت سليمة إكرام عملية إزالة الأعضاء الداخلية ولف الحيوانات في شرائط من قماش الكتان في مقطع فيديو، ووصفت تجربتها الخاصة في خلق مومياء أرنب.
 
وأوضحت إكرام عالمة المصريات في الجامعة الأميركية في القاهرة أن طائر أبو منجل كان أكثر الحيوانات المحنطة عادة، كما تم الحفاظ على آلاف من القطط والكلاب والماشية وحتى الخنافس والفئران للحياة الخالدة، ويمثل طائر أبو منجل الإله تحوت إله الحكمة والمعرفة والكتابة، وكان له الفضل أيضا في جلب الفياضانات التي حافظت على الأرض بالقرب من النيل الخصب، وكانت القطط محنطة كقرابين دينية بكميات هائلة، ويعتقد أن القطط تمثل الإله باستت إله الحرب، أما الكلاب فكانت تمثل عدة آلهة مثل الإلهة أنوبيس المرتبط بالتحنيط وحياة الخلود.


 
ويُعتقد أن هناك 4 أسباب رئيسية لتحنيط الحيوانات تتمثل في عبادتها كآلهة ظاهرة، أو تقديمها كقرابين للآلهة، فضلا عن توفير الغذاء في الحياة الآخرة، والسماح للحيوانات الأليفة المحبوبة بالعيش في الحياة الآخرة. وأفادت عالمة المصريات بأن الخطوة الأولى في عملية التحنيط إزالة الأعضاء الداخلية في حالة الحيوانات الكبيرة لتجفيف الجسم، وتعد الأعضاء الداخلية الجزء الأول الذي يتحلل من الجسم بسبب احتوائها على نسبة مياه عالية، وعلى عكس البشر التي يتم الاحتفاظ بأعضاءها الداخلية في زجاجات كانوبية يتم تجاهل أحشاء الحيوانات، وبعد غسل الحيوانات يجففها الخبراء.


 
وأضافت إكرام " إنهم يفعلون ذلك بنفس الطريقة مع البشر باستخدام النطرون (وهو مزيج من الملح والصودا التي توجد بشكل طبيعي في أجزاء مصر)، وهذه المادة تمتص الرطوبة وتساعد على الحفاظ على الجسم، وتعد مادة مطهرة وتساعد بشكل خاص في البلاد الحارة، وكان المحنطون يطحنون كميات كبيرة من النطرون باستخدام الحجارة، وفي حين يتطلب الأمر حفنة من النطرون لتحنيط سحلية يحتاج تحنيط الغنم 700 حفنة باليد من هذه المادة، وبعد تنظيف جسم الحيوان تضاف إليه بعض الزيوت قبل لفه بالشرائط، وبالنسبة لبعض الحيوانات مثل الثور يتلو الكهنة بعض الصلوات أثناء لف الحيوان في احتفال متقن.


 
وكان الثور الذي يمثل الإله أبيس من أهم الحيوانات المقدسة في مصر، وزادت أهميته بمرور الوقت، ويتم لف الحيوانات الجافة بشرائط من قماش الكتان وهو النسيج الوحيد المنتج في مصر القديمة، وفي بعض الأحيان كان يتم تزيين الضمادات ووضعها في توابيت خشبية، وكانت أفضل طريقة لعلماء المصريات لفهم تقنيات التحنيط المستخدمة هي التجريب ويرجع ذلك إلى عدم كتابة الكثير عن عملية التحنيط في العصور المصرية القديمة فضلا عن وجود عدد قليل من الرسوم التوضيحية على جدران المقابر.


وتابعت " قمنا باختبارات مختلفة لنرى ما سيحدث إذا تركنا أرنبا في الهواء الطلق، وبعد ذلك أجرينا تجارب مختلفة وفقا للمومياوات التي تم تحنيطها بنجاح بواسطة المصريين القدماء، وجربنا على 3 مومياوات أخرى، وبالنسبة للأرنب فقد انفجر ثم جف لكن لم يبدو شكله لطيفا، أما المومياوات الثلاث فصنعت بالطريقة التي نعتقد أن المصريين القدماء استخدموها". وبيّنت أن فريقها أجرى تجارب على مومياوات الأسماك باستخدام سمك السلور وفرخ النيل، مضيفة " أثبتت المومياوات أن ما كتبه القدماء وما فعلوه كان فعالا للغاية، وربما كان جيدا، لكنها كان طريقة تحنيط مكلفة".