رغيف عليك ورغيفان علينا

رغيف عليك ورغيفان علينا

رغيف عليك ورغيفان علينا

 السعودية اليوم -

رغيف عليك ورغيفان علينا

خلود الخطاطبة
بقلم النائب السابق خلود الخطاطبة

 إذا افترضنا أن معدل استهلاك المواطن الأردني من مادة الخبز يصل إلى 90 كيلوغرامًا للفرد خلال العام، وفق الإحصاءات الرسمية، فان معدل الاستهلاك اليومي للمواطن الواحد من الخبز يبلغ نحو ربع كيلو غرام، وعند ترجمة هذا الوزن على أرض الواقع فإنه يجسد رغيف خبز واحدًا، فهل صحيح أن المواطن يتناول رغيف خبز واحدًا يوميًا. الخبز مادة أساسية على مائدة المواطن الأردني، وأعتقد جازمة أن متوسط استهلاك المواطن الأردني من الخبز يوميًا يصل في حده الأدنى إلى 3 أرغفة من الخبز المدعوم لدى شريحة واسعة من الفقراء، واذا اعتمدت الحكومة هذه الأرقام لتقديم الدعم فإنها ستقدم للمواطن رغيف خبز واحدًا، وعليه هو أن يتحمل الرغيفين الباقيين.


واضح تمامًا إلاصرار على إعادة النظر في الدعم الموجه لبعض السلع، وعلى رأسها مادة الخبز، وشمول سلع أخرى لم تكن مشمولة بضريبة المبيعات، وفق التسريبات المتلاحقة لوسائل الاعلام، لكن اعتماد آلية الدعم النقدي المباشر سيزيد من معاناة المواطن. للأسف فإن آلية الدعم المباشر جُربت في سنوات ماضية، وأهم تجربة لها في هو دعم المحروقات، حيث لم يثبت نجاحه خاصة لدى العاملين في القطاع الخاص والفقراء، الذين سينهالون على المؤسسات والبنوك لملء طلبات الحصول على الدعم، ناهيك عن معاناة إحضار وثائق ومستندات تثبت عدد الأسرة ودخلها أو أحيانًا رقم عداد الكهرباء والماء، كما حصل في طلبات دعم المحروقات. إذا أصرت الحكومة على آلية الدعم النقدي المباشر لمادة الخبز، يجب أن تدرك أن أغلب المواطنين، وعلى الأخص في القرى والمناطق الأشد فقرًا، يعتمدون بشكل رئيس على الخبز في غذائهم اليومي، وهو نمط غذائي معروف لدينا، لذلك فان رقم 90 كيلوغرامًا في العام ليس رقمًا صحيحًا ولا يجوز احتساب الدعم على أساسه.


أعتقد أن الدعم النقدي للخبز يجب أن لا يقدم بالتساوي للمواطن الأردني، فهناك الأسر الأشد فقرًا والأكثر استهلاكًا لهذه المادة، وبالتالي فإنها تحتاج دعمًا أكبر لتأمين احتياجاتها اليومية من الخبز الذي قد يكون أحيانًا وجبة أساسية، إلى جانب كوب الشاي وحبة الفلافل، مقابل شريحة واسعة من المقتدرين  لن تكلف نفسها عناء المطالبة بهذا الدعم والاصطفاف على طابور للحصول عليه بشكل دوري. من أجل تجاوز آلية الدعم النقدي المباشر للمواطن، كان الأجدى التفكر في تفعيل البطاقة الذكية بحيث يستطيع المواطن الأردني استخدامها في شراء حاجته من الخبز دون زيادة أو نقصان، وأن يتم بالتالي تقديم الطحين المدعوم إلى المخابز استنادًا إلى الكميات التي يقوم ببيعها للمواطنين، وهذا الأمر سيمكن الحكومة من وقف الهدر في مادة الطحين وإيصال الدعم بشكل واقعي وبكميات معقولة لكل من يحتاج الخبز المدعوم.


إن كان الهدف من وراء الدعم إيصاله إلى مستحقيه، فإنني بصراحة أجد من الظلم اعتماد مبلغ دعم محدد ومتساوٍ لكل مواطن أردني، فمنا من يستطيع شراء الخبز بسعره غير المدعوم، ومنا من لا يستطيع شراء الخبز بسعره المدعوم، وبالتالي ستتم مساواة الغني بالفقير في حالة تقديم الدعم النقدي وفق معادلة احتساب واحدة، ناهيك عن أن النمط الاستهلاكي للفقراء يقوم على الخبز، وبالتالي يجب أخذ هذا الأمر في الحسبان عن إقرار الآلية المقبلة لا محالة.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغيف عليك ورغيفان علينا رغيف عليك ورغيفان علينا



GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 10:58 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

وذهب.. سوار الذهب!!

GMT 12:24 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:49 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 16:37 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ريتشارد ديرلوف نادم على دعم بوتين في الانتخابات

GMT 07:08 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

تعرفي على أصول وقواعد ارتداء الحجاب

GMT 11:20 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

صفاء سلطان تُذبح و"الانستغرام" يحذف الفيديو

GMT 22:44 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

Haute Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 12:12 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

"Mulberry" يقدم مجموعة تسيطر عليها ألوان الباستيل

GMT 23:43 2017 الخميس ,18 أيار / مايو

عمر خربين يرفض المقارنة مع مواطنه السومة

GMT 08:58 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

السر الحقيقي للقصر المسكون في "ما يطلبه المستمعون"

GMT 12:55 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

كندي يقتل 8 أشخاص "مثليين" ويدفنهم في حديقة أحد زبائنه

GMT 11:52 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل الجنية السوداني الاحد

GMT 09:07 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لاختيار الألوان المناسبة في ديكورات المطابخ الصغيرة

GMT 22:29 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن سبب بكاء طفلكِ ليلًا غير الجوع والألم

GMT 16:14 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد بذور الأفوكادو للقضاء علي الميكروبات المعدية

GMT 10:22 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد جدة يدخل مفاوضات لضم لاعب منتخب مصر محمود تريزيجيه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab