بقلم: محسن الاكرمين
غاب الحديث عن مشاكل الكوديم وأفق التغيير في جمعها العام العادي المنعقد زوال يوم الاثنين 03 شتنبر 2018، غابت مشاكل النادي المكناسي الكبرى في التدبير والتسيير والنتائج الهزيلة، وتوفير السيولة المالية وكفاية تخطي الهواية، غاب الحديث عن مستقبل الكوديم وأفق إخراج النادي المكناسي إلى وجود الاحتراف.
حضر إلى قاعة الجمع العام أعضاء المكتب وغالبية المنخرطين (17 من أصل 22) بعد ما يزيد عن ساعة من التأخير، حضروا وهم يجرون مشاكل سنة وخلافات ذاتية لتفريغها بجدال عقيم وصل حد حديث الملل وحوارات لــ (حلاقي)، حضر الجميع و قد انقسموا شيعا وقبائل وكأن كعكعة هيكلة المكتب بالتجديد لم تستو في فرن الكولسة البعيد عن قاعة الجمع العام.
لن نناقش لا التقرير الأدبي الذي يحمل عبارات إنشائية فضفاضة تميل إلى تسويغ الإخفاق بمبررات خارجة عن إرادة المكتب. لا نناقش التقرير المالي مادام قد قدم بلغة موليير وانتهكت فيه لغة الدستور علانية. من مضحكات الجمع العام للكوديم كثرة النقاشات و البولميك المعارض و العقيم ، لكن التصويت يكون قريبا من الإجماع (13مع التقريرين و1 معارض والباقي لا رأي له ).
اليوم سنناقش التوتر البادي على جميع الأعضاء القانونيين، والذي خلق جوا من الاحتقان وكلام تبادل سهام النقد ورد الرد (الصرف الباقي من الكلام)، نناقش حين أصبح الجمع في مشكل قانوني جراء تجميد عضوية أحد المنخرطين (ل س)، نناقش حين تم تمرير مسرحية الجمع بين النقد اللاذع وبين المداهنة واحتساب حسنات المكتب الحالي، والتغاضي عن فتح باب المساءلة عن كل الأخطاء القاتلة التي تمكن الفريق من تحقيق الصعود.
الكل يعلن حبه التام للكوديم وهي تعبئة مستهلكة يركب عليها الغالبية لتبرير الإخفاقات المتتالية، لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن النادي المكناسي يعاني من الداخل بجملة مشاكل مالية وقانونية، يعاني من خلافات جانبية تصل شظاياها إلى قلب النادي، يعاني في الشق القانوني وعدم تجديد هياكله الكلية، يعاني من سوء تدبير الأزمات ومخاطر آخر الدورات. يعاني حين تغيب المساءلة الحقيقية لمشاكل النادي المكناسي وإن كبر حجمها بدل استهلاك مشاكل أعضاء المكتب بالنقاش الحواري (رد علي نرد عليك)!!! . غابت جل مشاكل سنة للنادي المكناسي عندما تم استهلاك ثلاث أرباع من مدة الجمع العام (4 ساعات) في الشخصنة ومشاكل أعضاء المكتب فقط ، و استحضار حديث المقاهي.
حين تضع كلام القاعة في ميزان التحليل العقلاني بعيدا عن التخندق القاتل، تجد خلخلة بحجم الرجة التي ممكن أن تصيب بعض التحصينات الفئوية لبعض المنخرطين و أعضاء المكتب، تجد الارتباك التام حين أعلن الرئيس استقالته شفهيا وبدا البعض يتشبث به إلى حين جمع تجديد المكتب، حين أعلنت المنصة للجميع فتح وضع اليد في العجينة الحامية للنادي المكناسي، فهل من يتقدم؟.
لكن الحقيقة التي يمكن اكتشافها أن القاعة لا تضم بين كراسي حضورها الرئيس القادم لمكتب النادي المكناسي، أن خيوطا أخرى بدت خارج القاعة ممكن أن تكون الحل الأمثل واللحظي إلى حد التوافق لإنقاذ النادي.
الحقيقة المرة حين تلحظ صغر قاعة الجمع وهي لم تكتمل كراسيها بوجوه من الفعاليات الاقتصادية والسياسية، غابت عنها الوجوه التي ممكن أن تخلق التوازن و ترفع التحدي، غابت عنها فعاليات المدينة التي شدت يدها لزوما عن مشاكل النادي المكناسي. وحتى لا نستبق الحدث يبقى تجديد أعضاء المكتب معلقا إلى حين، فيا ترى ماذا يخبئ المستقبل من صفات الرئيس القادم ولو بالمظلة الاستنفارية؟