رواية  بعد رحيل الصمت  تقنية ثقافة الحظر
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

رواية : بعد رحيل الصمت ... تقنية ثقافة الحظر

رواية : بعد رحيل الصمت ... تقنية ثقافة الحظر

 السعودية اليوم -

رواية  بعد رحيل الصمت  تقنية ثقافة الحظر

بقلم : حامد عبدالحسين حميدي

ان جدلية الصمت في الروايات المعاصرة باتت تشكّل هاجساً لأكثر الروائيين ، لأنها تمثل المتنفس الذي من خلاله يستطيعون سبر اغوار الذات المتأزمة ، الذات التي لا تهدأ إلا على مطبّات الحياة ، وهي تحاول ان تنتشل ما حولها في باكورة احتجاجاتها .. هذا التصاعد في تفعيل تلك المفردة ومحاولة شدها الى اصولها الخطابية وبكل غاياتها .. لتتحول الى مدلولات ذات انطباعات غائية ، تحمل في مضامينها سبب لجوء الروائي ( عبدالرضا صالح محمد ) الى اعتماد عنونة روايته ( بعد رحيل الصمت ) الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت الطبعة الاولى 2013 .

مدخلاً تتضح من خلاله تقنية ثقافة الحظر عما يجول في دواخلنا ومصادرة كل ما لدينا قسراً وقمعاً واضطهاداً ، انها آلة اعتدنا ان نراها في زمن لا يعرف إلا صخب الاعتقالات والمداهمات والإشارة للآخر انه المتهم أولاً وأخيراً ، وعلى قدر بشاعة الاحداث المتأزمة تدخل رواية ( عبدالرضا صالح محمد ) مدخلاً كبيراً في الكشف عما يخبئه المجتمع العراقي من حمولات سرية ، تلك الحمولات التي انطلقت على وفق مسارات متناقضة احيانا الى رصد كل ما يدور حولنا من السلوكيات التي يعانيها الفرد خاصة والمجتمع عامة ، مما جعلنا .. اما ان نتقبل الأوضاع المتأزمة بكل عناوينها او نغادر هذا العالم المملوء صخباً وضجيجاً محاولين اقتناص الفرصة المناسبة للانطلاق نحو فضاءات واسعة ، لكن هناك من رسم على وجهه ملامح الصمت لفقدان الاشياء التي يدور هو في فلكها وراح يؤقلم نفسه على هذا الفقدان ( تستحوذ على قسمات وجهه هالة من الحزن لفقده كل شيء في لحظة واحدة ، الاهل والمال والوطن ، كما لو فقدهم الى الابد )  ص 110

انه اشبه بالانسلاخ من الملكية التي نعتز بها ، لكنها ملكية ثقافة ( التجريد ) من كل شيء على وفق معطيات مدروسة من قبل الانظمة الحاكمة السلطوية التي لجأت الى الاساليب القمعية التي من شأنها بث المخاوف والرعب والتعذيب وجعل ( الانسان ) يعيش في دوامة القلق والأزمات النفسية التي تحبط من معنوياته ، لتكور ثقافة ( الاستفهام ) مدلولاً مبهماً يغصّ بطرح الاشتغالات السؤالاتية التي من شأنها تدوير مرافئ الحظر / الصمت ... لا نعلم جلياً عما يدور في عالم مستقبله الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يدخل في نفق ( المجهولية ) يوميات محظورة / لا نور فيها سوى بصيص خافت يمرّ من ثقب ابرة ، عله يفجّر ما حوله معلناً ان الصمت / لغة الافصاح ، وسلاح فتّاك ، نستطيع من خلاله تسويق كلما يدور في خواطرنا ، لأنه يشكل بنية ذات مغزى متفرّد في تكوينية الانسان .

( صاح بالناس بصوت عال : " اخوان كفوا عن االضرب فأنهم سيقتلونكم معنا ... تفرقوا .. واهربوا ، دماؤنا في رقابكم ان بقيتم ." فرّ كثير منهم ، لكن القوات اعادتهم بتوجيه فوهات البنادق الرشاشة نحوهم ...) ص 152

 نلاحظ ان الروائي قد مال الى مزج اللهجة العامية مع اللغة الفصيحة بأسلوب سلسل غير معقد ، محاولاً بسط تنويع لغوي متعدد ، ينسجم مع السردية المسكون بها النص ، والذي يحمل عبئاً اجتماعيا ً وسياسياً ، حيث نجد انفسنا تحت وطأة النظم والتقاليد العشائرية الصارمة بعاداتها التي حملت نوعاً من الجفاء والتسلط اللذين كان لهما الاثر الكبير في الوقوع في هفوات حياتية متداخلة مع الطاغوتية التي مثلت الحكم السياسي الاستبدادي في ملاحقة ابناء الشعب ، وزجّهم في السجون والمعتقلات ومصادرة حرية الكلمة التي اصبحت لا تتعدى حدود الفم المغلق بأصفاد الاضطهاد والتشريد ، انه زمن مصادرة ، وتغيير سلوكيات الفرد بالقوة حسبما يشتهيه المستبد .

( راح الرجال يحثون السير بالقوارب بين احراش القصب والبردي لساعتين ، كان الجو هادئا لا يسمع فيه غير نعيق الضفادع وحفيف القصب من جراء الهواء المنساب بخفة ... ) ص 218

الروائي يحاول ان يعطي للوصف دلالة مميزة ، انه يمسك بكامرته يلتقط ما تقع تحت عينيه من مشاهدات يومية واقعية ، يشجع القارئ من خلالها على متابعة احداثه بتشويق ممنهج ، يسوقه عبر تحريكاته الزمانية المتسلسلة غير المبعثرة ، انها روايته التي استطاع من خلالها ان يطلق اصواتاً / رسائل تخنقها امتدادات بوح متعرج ، يسير على وفق خطوط متماهية مع الواقع .

وبذا وفق الروائي ( عبدالرضا صالح محمد ) في كسر قيود الصمت الذي حول حياتنا الى محطات ساكنة / فارغة من متعتها حتى غلب عليها الجمود الذاتي ، المبرمج على وفق تقنيات ضاغطة / فاعلة لها تأثيراتها الآنية التي اعتدنا ان نعيشها جميعاً ، فكانت اشبه بمخالب تنهش اجسادنا التي مزقتها يد الدياجير المظلمة .

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية  بعد رحيل الصمت  تقنية ثقافة الحظر رواية  بعد رحيل الصمت  تقنية ثقافة الحظر



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon