في رمضان والكورونا لا تنسوا غزة

في رمضان والكورونا.. لا تنسوا غزة!

في رمضان والكورونا.. لا تنسوا غزة!

 السعودية اليوم -

في رمضان والكورونا لا تنسوا غزة

بقلم - أسامة الرنتيسي

 لرمضان؛ وللفقر، والأوضاع الصعبة في قطاع غزة طعم آخر، زادت على بلاويها هذا العام جائحة الكورونا وما فعلته بالعالم.

ضمن شبكة من العلاقات المباشرة أتواصل مع غزة باستمرار، رمضان هذا العام مختلف تماما عن السنوات الماضية، وحاجة الناس إلى المساعدات تجاوزت حدود الإمكانات المتوفرة في مثل هذه الظروف.

حتى الآن لم يُعَد إعمار منزل واحد في غزة دمرته الحرب الأخيرة، لا بل هناك عائلات لا تزال تسكن المدارس من جراء الحروب السابقة، وقد شبع سكان قطاع غزة وُعودًا لإعادة الاعمار ـــ لم يصلهم منها شيء ـــ تضيع للأسف في خضم الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، والصراعات العربية العربية، والتواطؤ الدُّولي.

غزة التي وجهها للبحر، وظهرها كشعبها مكشوف للاحتلال وخفة القيادات وظلم ذوي القربى. يعيش أكثر من مليونين من البشر، لا ذنب لهم سوى أنهم ضحية خلافات فصائل لم تذق قياداتها مرارة الفقر والعوز.

في غزة أطفال محاصرون بالفقر والقلة وانقطاع الكهرباء الدائم، يكتبون واجباتهم المدرسية على ما تبقى من ضوء الشموع، ونساء عُدْن للعصر الحجري في طبخ الحصى لأبنائهن، لكن أين عمر بن الخطاب هذه الأيام؟

وحتى “الجزيرة” الفضائية التي قادت حروب غزة لم يعد مراسلوها ــ أبو شمالة والدحدوح وعكيلة ــ يظهرون في تقارير إنسانية تكشف مآسي حياة الغزّيين، بل بعضهم هاجر من القطاع.

غزة تتنفس بصعوبة بالغة في مختبر الحصار المفروض عليها منذ سنوات، ولكنها لا تزال على قيد الحياة. والقيادات الفلسطينية تمارس هواياتها في المقاومة الصوتية من فنادق عواصم عربية، وشعب غزة يدفع بالدم فواتير الخلافات، وأطفال القطاع وقود الحصار مثلما كانوا يومًا وقود الانتفاضة، ينتظرون بزوغ فجر جديد، بلا دبابات الاحتلال، وبلا مراهقة بعض قيادات الفصائل، وبلا حصار ذوي القربى الأشد مضاضة.

في الأيام الماضية تلقيت حجما كبيرا من المعلومات عن أحوال أهالي غزة من أقارب واصدقاء في القطاع، وهي أخبار تقشعر لها الأبدان، مصدرها أشخاص ليسوا على وفاق مع حركة فتح، كما أنهم ليسوا بعيدين عن حماس، لكنهم مفجوعون بتصرفات بعض قياداتها.

تجارة مكشوفة تقوم بها قيادات في حركة حماس للاستيلاء على أراضي الدولة، خاصة أراضي المستعمرات التي انسحبت منها إسرائيل.

أدوية التبرعات التي تصل إلى القطاع، تظهر بعد أيام في شوارع غزة تباع على أرصفة الطرقات، خاصة أدوية الأمراض المزمنة.

والكهرباء مشكلة المشاكل لسكان غزة، حيث ينقطع التيار الكهربائي في ساعات المساء الأولى، ليستمر مقطوعا طوال الليل حتى الساعة السادسة صباحا حسب الجدول الذي أقرته شركة الكهرباء في غزة.

لم يعد أي إنسان في غزة يتحدث عن السياسة، ولا عن المفاوضات، ولا عن المصالحة الفلسطينية، ولا حتى أيضا عن حماس التي نامت ومدّت رجليها عـ الكرسي.. “مع إنو فش كرسي أصلا”.

شعب غزة لا يدري ماذا يفعل، فهو يخضع لحكومة لا يعترف بها أحد، ولا تقدم له شيئا سوى خطب الجوامع التي انقطعت مع الكورونا وخطابات مؤتمرات احتفالية.

جريمة ما يحدث في غزة تتحملها إسرائيل أولا، والانقسام الفلسطيني والتخاذل العربي ثانيا، والتواطؤ الدّولي ثالثا.. كل هذا صحيح ولا خلاف عليه في الحسبة السياسية، لكن على حكومة حماس المُقالة ألا تضع رأسها في الرمال حتى لا تكون شريكة في الجريمة؟

فليس الحل بفرض رسوم وضرائب جديدة، على مالكي الأنفاق ورخص الحفر، ولا باشتراط دفع مبالغ مالية كبيرة لكل من يُقتل في أثناء عمله، ليتم التكفل بعلاج من يصاب فيها.

هذا علاج لما بعد الموت.. نريد علاجا آخر للحياة، فهي أغلى ما نملك..

كارثة الكوارث لو لا سمح الله انتشرت الكورونا في أكثر بقاع الارض ضيقا وزحمة بالسكان، عندها من يستطيع ان يقول لأهل غزة إن شرط التباعد هو احد إجراءات الوقاية.

غزة ينام نصف شعبها في الخيام، لم تعد في النهار تتسع لمليونين من البشر الذين يدوس بعضهم أقدام بعض نتيجة ضيق المكان والهواء والحرية.

الدايم الله…

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في رمضان والكورونا لا تنسوا غزة في رمضان والكورونا لا تنسوا غزة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:44 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

6 أمراض لا تعلمها يسببها التوتر وكيف تتغلب عليها

GMT 13:05 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

اختراع جهاز لتحويل بول رواد الفضاء إلى ماء

GMT 21:08 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد السعودي يتأهل إلى ربع نهائي كأس محمد السادس

GMT 16:51 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

تأجيل بطولة إفريقيا للكرة الطائرة سيدات

GMT 07:36 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

سطوع شاشة هاتف ذكي يحدث 500 ثقب في عيني فتاة

GMT 12:22 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحزم يكرم مدرب الأهلي يوسف عنبر

GMT 17:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة العراقية فرجينيا ياسين وحيدة بلا أقارب ولا معارف

GMT 17:18 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

"الامن العام" ينظم ورشة للتعريف بمشروع عزم الشباب

GMT 18:19 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الأسترالي نيك كيريوس ينتزع انتصارًا ملحميًا على تسونغا

GMT 06:50 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى

GMT 14:31 2013 الخميس ,13 حزيران / يونيو

صدور ترجمة رواية "الخيميائي" عن دار" أقلام"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab