صار لـ«حماس» عنوان

صار لـ«حماس» عنوان!

صار لـ«حماس» عنوان!

 السعودية اليوم -

صار لـ«حماس» عنوان

بقلم - خيرالله خيرالله

وسط الدمار الذي تتسبّب به إسرائيل والوحشية التي تمارسها ردّاً على الحرب التي شنتها عليها «حماس» يوم 7 أكتوبر، يتردّد هذه الأيام كلام كثير عن عودة خيار الدولتين، الدولة الفلسطينية المستقلّة القائمة إلى جانب دولة إسرائيل.
يتردّد هذا الكلام في سياق إيجاد مخرج سياسي نتيجة حرب غزّة التي ليس معروفاً كيف ستنتهي، باستثناء أنّ هناك قراراً دولياً بالقضاء على «حماس» من جهة والانتهاء من هيمنة بنيامين نتنياهو، مع مجموعة من الوزراء المتطرفين، على القرار الإسرائيلي من جهة أخرى.
بات خيار الدولتين مطروحاً بقوّة على الرغم من أن الستار لم يسدل بعد على الحرب الدائرة والتي غيّرت الخريطة السياسيّة للشرق الأوسط تمهيدا لتغيير خريطته الجغرافيّة.
تدل العودة إلى إحياء خيار الدولتين أن لا مجال لتصفية القضيّة الفلسطينية بعدما راهن اليمين الإسرائيلي طويلاً على تكريس الانقسام الفلسطيني.
لا مجال للقضاء على الشعب الفلسطيني بغض النظر عمّا سيحل بقطاع غزّة وأهله الذين أخذتهم «حماس» ومن يقف خلفها إلى حرب طويلة، مع وحش إسرائيلي، حرب ذات وجوه متعددة.
من هذه الوجوه المتعددة لحرب غزّة استغلال جهات معادية لدماء الفلسطينيين الأبرياء من شيوخ وأطفال ونساء من أجل شنّ حملات على دول عربيّة معيّنة اتسمت تصرفاتها دائماً بمقدار كبير من العقلانية والموضوعيّة والواقعيّة في آن.
سعت هذه الدول العربيّة في كلّ وقت إلى دعم القضيّة الفلسطينية ودعم خيار الدولتين على وجه التحديد.
هذه دول عملت دائماً من أجل فلسطين والفلسطينيين ولم تتاجر بقضيتهم كما فعل النظام السوري، المدعوم من إيران، الذي هجّر فلسطينيي مخيّم اليرموك القريب من دمشق عندما تطلبت مصلحته في ذلك.
المؤسف أنّ حرب غزّة التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني توفّر فرصة لشن حملات على دول مثل الأردن والإمارات العربيّة المتحدة، بهدف واضح.
يتمثل هذا الهدف في عرقلة أي توجه لإيجاد مخرج سياسي يصبّ في مصلحة الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة التي يختزلها المشروع الوطني الفلسطيني الذي سعى ياسر عرفات إلى تحقيقه قبل توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993 وبعد توقيع الاتفاق.
مخيف هذا المشهد الشرق أوسطي والخليجي الذي يشهد محاولة للخلط بين الحق بالباطل.
لا يمكن حجب واقع يتمثل في أن الإمارات عملت كل ما تستطيع منذ اليوم الأوّل لنشوب حرب غزة من أجل وقفها ومن أجل تقديم كلّ الدعم للشعب الفلسطيني بغية إخراجه من محنته.
تكفي العودة إلى المناقشات التي شهدتها جلسات مجلس الأمن للتأكد من ذلك، والتأكد خصوصاً من أن هناك من يريد الخير للفلسطينيين... وهناك من يريد المتاجرة بقضيتهم.
ليس الحلف القائم بين النظام الإيراني والإخوان المسلمين سوى مثل حيّ على الرغبة في المتاجرة بدماء الفلسطينيين.
توجد خطة إعلامية واضحة، وراءها جماعة الإخوان بالتعاون مع طهران، لتشويه صورة كلّ دولة عربيّة ساهمت تاريخياً في دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته في استرجاع حقوقه بعيدا عن الشعارات الطنانة التي لا تطعم خبزاً.
ما ينطبق على الإمارات، ينطبق أيضاً على الأردن، حيث لم يتوقف الملك عبدالله الثاني عن المناداة بضرورة قيام دولة فلسطينيّة.
من يتذكّر الخطاب المشهور للعاهل الأردني أمام مجلسي الكونغرس في السابع من مارس من العام 2007 والذي ركّز فيه على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلّة مذكّرا الإدارة الأميركية وقتذاك بأن السلام والإستقرار الإقليميين يتطلبان ذلك.
يُكافأ الأردن حالياً على موقفه الصلب في مواجهة العقاب الجماعي الإسرائيلي للشعب الفلسطيني عن طريق حملة تشنّها عليه إيران عبر العراق.
ليس سراً أن ميليشيات عراقية تابعة لـ«الحرس الثوري» وراء محاولة عرقلة تزويد الأردن بالنفط العراقي بأسعار مدعومة.
أفاقت هذه الميليشيات التي وصلت إلى الحكم في العراق على ظهر دبابة أميركيّة على أن المملكة الهاشمية مرتبطة باتفاق سلام مع إسرائيل.
ما هذه المفارقة المتمثلة في استهداف دول عربيّة، والتي تشارك فيها ميليشيات مذهبيّة عراقيّة تدعي محاربة «الشيطان الأكبر» الأميركي، وتتناسى في الوقت ذاته أنّه وراء تسليم العراق إلى إيران، كما أنّه وراء وجودها في صلب السلطة في العراق؟
بعد إعلان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من نيويورك التي جاء إليها للمشاركة في النقاشات الدائرة في مجلس الأمن، لم تعد من حاجة إلى طرح أسئلة من أي نوع.
قال عبداللهيان بالحرف الواحد إنّ «حماس مستعدة لإطلاق جميع الرهائن في مقابل إطلاق ستة آلاف اسير فلسطيني».
لم تعد العلاقة بين «حماس» و«الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران سرّاً من الأسرار أو لغزاً من الألغاز.
بات لـ«حماس» عنوان. هذا العنوان هو طهران. ظهر بوضوح من الذي استثمر في حرب غزّة ومن يريد تحقيق مكاسب سياسية من خلال تلك الحرب...

arabstoday

GMT 16:56 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل

GMT 12:19 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل من طريق إلى السلام؟!

GMT 12:19 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية دولة أفعال لا شعارات

GMT 12:14 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«جوليا» كسر حاجز الخوف

GMT 12:14 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الحلول العظيمة السهلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صار لـ«حماس» عنوان صار لـ«حماس» عنوان



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 21:43 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

"الإعلاميين" تنعى الاذاعية فوزية المولد

GMT 10:28 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

"بي إم دبليو" تطلق سيارات جديدة في روسيا

GMT 11:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مهاجمان من الدوري الإسباني على رادار "برشلونة"

GMT 22:00 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

لعبة Clash Royale تحقق أرباح 2 مليار دولار

GMT 01:52 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

جولف GTI خارقة تحمل محركين وقود بقوة 1600 حصان

GMT 04:26 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية

GMT 00:02 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دبي تطلق أضخم مشروع لمعالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة

GMT 09:08 2013 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

التجارب الحياتية تصقل الإنسان وتجعله أقوى نفسيًا

GMT 23:40 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

إطلالة مميزة بالجدائل الملونة لمظهر متجدد دائمًا

GMT 07:34 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تختنق بالضباب الدخاني ومواطنوها يهربون إلى الخارج

GMT 22:24 2013 الخميس ,07 آذار/ مارس

الاسم: خليل الزبن

GMT 04:06 2020 الأحد ,23 شباط / فبراير

اتيكيت مقابله العريس للمرة الأولى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab