«أزمة أخلاق» أم «أزمة سيادة قانون»
وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية وفاة المخرج داود عبد السيد عن 79 عامًا بعد صراع مع المرض تاركًا إرثًا سينمائيًا خالدًا زلزال بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة أرجومند في إيران بولندا تغلق مطاري لوبلين وجيشوف شرقي البلاد لأسباب تتعلق بأمن الدولة قرب الحدود الأوكرانية
أخر الأخبار

«أزمة أخلاق» أم «أزمة سيادة قانون»؟

«أزمة أخلاق» أم «أزمة سيادة قانون»؟

 السعودية اليوم -

«أزمة أخلاق» أم «أزمة سيادة قانون»

بقلم : عريب الرنتاوي

يتحدثون عن «أزمة أخلاق» تجتاح المجتمع الأردني ... بعضهم يقول إنها طارئة على مجتمعنا وعاداته وتقاليده، بعضهم الآخر، يرى أنها جزء من موروثنا، وأن الجديد في الأمر، أننا بتنا نعرف كل شاردة وواردة تحصل في آخر بقعة من بقاع الوطن، وربما بعد لحظات قلائل وقوعها... لا أحد يجادل في انهيار «المنظومة القيمية والأخلاقية»، بدلالة هذا العنف المجتمعي بأشكاله وألوانه المختلفة، وهذا العنف اللفظي الذي نتبادله في العوالم الافتراضية وفي عالمنا الحقيقي على حد سواء.

أمس، كان الزميل والصديق جورج حواتمة، الإعلامي والصحفي المحترف، والرجل المشهود له بعفة اللسان ودماثة الخلق، ضحية واحدة من نوبات انحطاطنا الأخلاقي، دفع ثمن ممارسته للتفويض الذي جاء من أجله، وهو الارتقاء بأداء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، في واقعة شكلت صدمة حقيقية للوسط الصحفي والإعلامي والسياسي على حد سواء.

وفي اليوم ذاته، قرأنا في الأخبار أن السيد بشار ناصر مدير عام دائرة ضريبة الدخل والمبيعات، قد تعرض لاعتداء مماثل من قبل موظف في دائرته، لم تعجبه «المناقلات» التي أجراها مديره، فترصد له، وانهال عليه بالضرب ... ما يعني أن على كل مسؤول في دوائر الدولة، أن يتحسب لعواقب قراراته الإدارية، وأن يتخذ ما يكفي من «الاحتياطات الأمنية» صبيحة اليوم التالي لتلك القرارات، فالكل جاهز للرد على أي قرار بضربة من منفضة، أو كمين ينصب في مرآب السيارات.

حادث آخر لا يقل بشاعة، وقع في اليوم ذاته، ويتعلق بالكشف عن أكبر جريمة سرقة مياه، تقوم بها شركة استثمارية يملكها نائب سابق... ففي بلد تشكو أكثرية سكانه العطش وشح المياه، يقوم هؤلاء بضخ ستة آلاف متر مكعب من الماء يومياً، أي بمعدل 1000 صهريج مياه من الحجم المتوسط.

لن ينتهي يوم الأربعاء الفائت، من دون أن يسجل حدثا رابعا أشد بشاعة، ويتمثل في اعتداء همجي منظم، على «حارس مصري»، من قبل شقيق «متمول» كبير، الضحية تُبرَح ضرباً وتجريحاً ويُنتهك عرضها ويلقى بها إلى قارعة الطريق، ومن قبل مجموعة منظمة، ملثمة ومدربة – كمال أجسام – استدعيت على عجل، لتنفي «أمر العمليات».

الأحداث الأربعة وقعت في يوم واحد، يجمعها العنف النابع من انعدام الأخلاق ... وجميعها من «العيار الثقيل» التي يصح فيها القول إنها قضية «رأي عام» ... لكن أكثر ما لفتني تعليقات القراء على خبر الاعتداء على «الحارس المصري»، فقد اتسمت بالشماتة والتشفي، وتبرير الفعلة النكراء، والمطالبة بالمزيد، ليس لأن الضحية مصري الجنسية بالأساس، مع أن هذا قد يكون «عذراً مخففاً» للجناة باعتقاد الكثيرين، ولكن لأن الضحية يعمل حارساً على باب ملهى ليلي ... أية «داعشية» هذه، وما الفرق بين مواقف أصحاب هذه التعليقات، والأحكام الشرعية التي يطبقها التنظيم في مناطق سيطرته.

تراجع الأخلاق والمنظومة القيمية، أمرُ متفق عليه، وإن كان في ظني، لا يفسر وحده تفشي ظاهرة العنف و»أخذ الحق بالذراع»، أو بالأحرى، ما يُعتقد أنه «حق» ... والتفسير الأسلم لهذه الظاهرة إنما يتعلق بتقاعس الدولة عن فرض سلطة القانون على الجميع من دون استثناء، وقبولها باعتماد «العدالة غير الرسمية» أو «القانون الموازي»، المسمى قانوناً عشائرياً ... فمن تجرأ على ضرب موظف عام رفيع المستوى وهو على رأس عمله، كان يعرف أن المسألة ستحل على «فنجان قهوة» ... ومن سرق مياه الأردنيين وباعها في السوق السوداء، كان يدرك أن لديه حصانة اجتماعية، أهم من حصانته النيابية، الزائلة بزوال المجلس على أية حال ... ومن نظم «عدواناً منظماً وممنهجاً» على عامل وافد، كان يعتمد على قوة المال والجاه، التي هي فوق القانون وليست تحته.

عندما تستقيل الدولة من بعض وظائفها، وتتركها لكيانات اجتماعية موازية، وعندما تفرط الدولة بسيادة القانون، لصالح قوانين وأعراف أخرى، من الطبيعي أن يتفشى التطاول على المؤسسات والأفراد، وأن يعم العنف المجتمعي، وأن تتبدد هيبة الدولة، وأن تسود «شريعة الغاب»، وأن يسعى كل «بلطجي» لفرض «قانونه الخاص».

هي أزمة سيادة القانون أصلاً، قبل أن تكون «أزمة أخلاق» ... والأخلاق يفرضها القانون، قبل أن تتحول مع الأيام والسنين، إلى عادات وسلوكيات وقيم اجتماعية، لا تحتاج إلى «شرطي» لتفعيلها وإنفاذها والالتزام بهديدها، و»إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».

arabstoday

GMT 08:40 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

بايدن وابن سلمان .. العقدة والمنشار

GMT 13:34 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

إيران وحلفاؤها: بين «الناتو الشيعي» و»الجسر المتداعي»

GMT 11:14 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إلى الذين سيجتـمـعـون في القاهرة...بمَ نبدأ؟

GMT 08:14 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

أية دوافع وراء التصعيد «النووي» الإيراني»؟

GMT 09:47 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ما الذي سيفعله بايدن بيديه الطليقتين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أزمة أخلاق» أم «أزمة سيادة قانون» «أزمة أخلاق» أم «أزمة سيادة قانون»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 19:33 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع
 السعودية اليوم - البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع

GMT 19:40 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يجري اتصالا مثمرا مع بوتين قبيل لقائه زيلينسكي
 السعودية اليوم - ترامب يجري اتصالا مثمرا مع بوتين قبيل لقائه زيلينسكي

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 15:25 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 04:10 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

تعرف على الوظائف الخلية في "بنك مصر"

GMT 04:25 2015 الثلاثاء ,03 شباط / فبراير

توقفوا عن الاعتداء على الثقافة

GMT 08:27 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

بيراميدز يتأهب لمواجهة فاصلة أمام الأهلي

GMT 17:53 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

نجل رئيس الزمالك يوجه رسالة لـ"تركي آل الشيخ"

GMT 20:03 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على فوائد السمسم العديدة في محاربة مرض السرطان

GMT 22:08 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد كعكة الجزر الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon