داعش يتمدد جنوباً  حذار من سيناريو «بنقردان»

داعش يتمدد جنوباً ... حذار من سيناريو «بنقردان»

داعش يتمدد جنوباً ... حذار من سيناريو «بنقردان»

 السعودية اليوم -

داعش يتمدد جنوباً  حذار من سيناريو «بنقردان»

بقلم : عريب الرنتاوي

دولة “داعش”تتقلص وتنكمش في المشرق باستثناء جنوب سوريا ... هنا داعش تتمدد، والمصلحة الوطنية الأردنية العليا، أمنياً واستراتيجياً، تقتضي، ألا تظل “باقية” تحت أي ظرف من الظروف ... فإن استمرت الحال على هذا المنوال، يتعين ألا نسقط من حساباتنا “سيناريو بن قردان”، حتى وإن اتفقنا على اختلاف الظرف والزمان والمكان.
الأنباء من جنوب سوريا، مثيرة للقلق والتحسب ... فصائل كـ “شهداء اليرموك” و”المثنى” لم تعد تتردد في إعلان بيعتها لـ “الخليفة البغدادي” ... لقد انتقلت من مرحلة “الدعوة سراً” إلى مرحلة الجهر بالدعوة ... وتقارير متطابقة، تتحدث عن “مبايعة” أجنحة ومجاميع من فصائل أخرى عديدة للتنظيم الأكثر دموية ... وقد يمتد حبل المكاشفات طويلاً، مسقطاً الكثير من القرى والبلدات، غير البعيدة عن مدن وبلدات الحدود الشمالية للأردن.
والأهم من هذا وذاك، أن التنظيم الذي تنحسر ظلاله عن مناطق واسعة من الأنبار والبادية السورية، بات بأمس الحاجة لعمليات استعراضية ... المؤكد أن “غزوات إسطنبول وبروكسل وباريس وبن قردان” و”خلية إربد”، ليست بعيدة عن التفكير المهمين على التنظيم في لحظة انحساره ... وليس مستبعداً أبداً أن تجول بخاطر قياداته المحشورة والمحاصرة بالضربات الجوية والبرية، أفكار من نوع القيام بـ “قفزة” صوب دول الجوار السوري.
وفي الحقيقة ان التنظيم يحاول مستميتاً القفز إلى بعض البلدات والمدن الحدودية اللبنانية، من آخر معاقله في غرب سوريا: القلمون ... ولولا يقظة مقاتلي الجيش وحزب الله المنتشرون في “الجرود”، لكان سعى في إتمام مشروع “الإمارة” في شمالي لبنان ... فهل يمكن الركون إلى “الاستثناء الأردني” والحالة كهذه؟
نعرف تمام المعرفة، أن درجة عالية من اليقظة والاستنفار تعيشها القوات المسلحة الأردنية على امتداد الحدود السورية الأردنية، وهذا مبعث ثقة واطمئنان لكل الأردنيين ... ونعرف كذلك، جهوزية وكفاءة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الأردنية المجربة ... ولا يساورنا الشك، في سلامة شبكة التحالفات الإقليمية والدولية، التي يمكن وصفها بـ “شبكة أمان” للأردن في المحيط المضطرب من حوله .... لكن التطورات المتسارعة في جنوب سوريا، تدفع دائماً لطلب المزيد من اليقظة والاستعداد، فالأردن في الخندق الأمامي للحرب على الإرهاب، والمؤكد أنه يحتل مكانة متقدمة في “بنك الأهداف” للتنظيم وحلفائه ومناصريه.
لقد سقطت نظرية “الوسائد”، وفي أحسن التقديرات يمكن القول إنها فقدت صلاحيتها للتعاطي مع معطيات الوضع الجديد الناشئ في المحافظات السورية الحدودية، بعد أن تأكد لنا أن معظمها “وسائد خالية” أو “خاوية” ... لذلك لا بد من البحث عن بدائل وخيارات أخرى، تضع الانتصار على التهديد في موطنه، في صدارة أولوياتنا الأمنية والعسكرية، فنقاتل داعش في الحديقة الخلفية قبل أن نضطر للمواجهة معها في غرف نومنا.
ولست أعني بذلك، إرسال قوات خارج الحدود، أو الانزلاق إلى المستنقع السوري بحال من الأحوال، فتلكم مهمة تنطوي على قدر من التهديد، أكبر بكثير مما تحتمل من الفرص ... ما أعنيه على وجه التحديد، هو توظيف العلاقات الأردنية المتميزة، مع راعيي الأزمة السورية، روسيا والولايات المتحدة، الدولتين اللتين بمقدورهما وحدهما، ضبط إيقاع التطورات الميدانية والسياسية، وتجنيب جنوب سوريا وشمالي الأردن، مخاطر “بقاء داعش وتمدده”.
هنا، يمكن اقتراح دور أردني منسق مع روسيا أساساً وبالتعاون مع الولايات المتحدة، لتحقيق جملة من الخطوات من بينها: (1) تثبيت التهدئة مع الفصائل التي تقبل بها ... (2) الانتقال من التهدئة إلى المصالحات الوطنية التي ثبت أنها تكتيك فعّال في كثير من البؤر الساخنة وخطوط التماس .... (3) يمكن التفكير بتخصيص مساحات واسعة من الجنوب السوري كـ “مناطق آمنة توافقية” تستقطب من يجري تهجيرهم بفعل “الاقتتال الجهادي” الداخلي في محافظتي درعا والقنيطرة، وقد تجتذب هذه المناطق، إذا ما توفر لها ممر آمن توافقي، ونشدد على توافقي، للمساعدات الإنسانية والإغاثية، أعداداً من اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن ... (4) كل ذلك، يمكن أن يسير بالتوازي والتزامن، مع مسار الحرب على الإرهاب (داعش والنصرة ومن والاهما)، ومسار فيينا جنيف السياسي، الذي تتوفر له باطّراد، المزيد من الفرص وقوة الدفع.
في ظني أن كسب المعركة مع “داعش” في جنوب سوريا، سيصبح أيسر وأقل كلفة، إن شرعنا من الآن، في تحريك جهد دولي وإقليمي للقضاء، قبل أن يتمكن التنظيم من تثبيت أقدامه على مقربة من مناطق الكثافة السكانية الأردنية، وقبل أن يصبح قادراً على تحقيق المزيد من “المفاجآت” غير السارة، التي اعتاد عليها على غير جبهة وفي غير ساحة.

arabstoday

GMT 08:40 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

بايدن وابن سلمان .. العقدة والمنشار

GMT 13:34 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

إيران وحلفاؤها: بين «الناتو الشيعي» و»الجسر المتداعي»

GMT 11:14 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إلى الذين سيجتـمـعـون في القاهرة...بمَ نبدأ؟

GMT 08:14 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

أية دوافع وراء التصعيد «النووي» الإيراني»؟

GMT 09:47 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ما الذي سيفعله بايدن بيديه الطليقتين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يتمدد جنوباً  حذار من سيناريو «بنقردان» داعش يتمدد جنوباً  حذار من سيناريو «بنقردان»



نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - السعودية اليوم
 السعودية اليوم - عباس عراقجي يرى أن المقاومة ليست مجرد سلاح بل تمثل قوة ناعمة

GMT 15:04 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

إكرامي يؤكد أن شريف سيجدد لـ"الأهلي"

GMT 08:38 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

باحثون يدرسون فكرة لإنشاء "مصعد فضائي" بين الأرض والقمر

GMT 23:00 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

فيلم تسجيلي عن عمر الشريف يكشف عن أهم أسرار حياته

GMT 03:10 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

"فيسبوك" أمام القضاء بعد فضيحة بيع بيانات المُستخدِمين

GMT 13:38 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يواجه سبورتنج في ذهاب نصف نهائي دوري السلة للرجال

GMT 22:13 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

صلح يشارك بديلًا لمورينو في الدقيقة "66" أمام برينلي

GMT 01:18 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أغذية تزيد من إدرار الحليب لدى الأم المرضعة

GMT 06:19 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أويحيى يطالب رئيس مجلس النواب الجزائري بالتنحي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon