كييف - السعودية اليوم
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الجوي الروسي المكثف الذي استهدف العاصمة كييف خلال ساعات الليل يثبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرغب في إنهاء الحرب أو التوصل إلى حل سلمي، مؤكداً أن التصعيد العسكري يتناقض بشكل واضح مع أي حديث عن المفاوضات.
وتعرّضت كييف فجر السبت لهجوم جوي استمر قرابة عشر ساعات، استخدمت فيه الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 32 آخرين، إضافة إلى أضرار واسعة في المباني السكنية والبنية التحتية، بحسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية. وأفادت فرق الطوارئ بأن عدداً من المنازل اشتعلت فيها النيران، كما تم إجلاء عشرات السكان من مناطق متضررة، بينهم نزلاء دار للمسنين في شرق العاصمة.
وفي رسالة نشرها عبر وسائل التواصل، قال زيلينسكي إن الجانب الروسي يطيل أمد المحادثات الدبلوماسية، بينما تتحدث الصواريخ والطائرات المسيّرة على الأرض، مضيفاً أن ما جرى يمثل رداً مباشراً على الجهود الأوكرانية الساعية إلى السلام. وشدد على أن الرد على هذا التصعيد لا يمكن أن يكون إلا عبر خطوات حازمة من الشركاء الدوليين، مؤكداً أن الولايات المتحدة وأوروبا تمتلكان القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الاتجاه.
وفي المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات لوسائل إعلام رسمية إن بلاده ستحقق أهدافها عسكرياً إذا لم تكن كييف راغبة في حل النزاع بالطرق السلمية، مجدداً موقف موسكو الرافض لتقديم تنازلات أساسية في القضايا التي تعتبرها جوهرية.
وجاءت تصريحات زيلينسكي في وقت كان متوجهاً فيه إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل بحث خطة سلام جديدة تتألف من عشرين بنداً جرى إعدادها بالتنسيق بين الجانبين الأوكراني والأمريكي. ومن المتوقع أن تتناول المباحثات قضايا الضمانات الأمنية والتنازلات الإقليمية، وهي ملفات لا تزال محل خلاف عميق بين موسكو وكييف.
وقبيل اللقاء المرتقب، عقد زيلينسكي سلسلة مشاورات مع قادة غربيين، من بينهم رئيس الوزراء الكندي، الذي تعهد بتقديم مساعدات اقتصادية إضافية لأوكرانيا، لكنه أقر بأن الوصول إلى سلام دائم يتطلب وجود إرادة حقيقية لدى روسيا. كما شارك الرئيس الأوكراني في اجتماع عبر الاتصال المرئي مع عدد من القادة الأوروبيين، حيث أعربوا عن دعمهم الكامل لكييف، ونددوا بما وصفوه بموجة جديدة من الضربات الروسية التي تعكس إصراراً على إطالة أمد الحرب.
وأوضحت السلطات الأوكرانية أن الهجوم الروسي شمل مئات الطائرات المسيّرة وعشرات الصواريخ، واستهدف بشكل خاص منشآت الطاقة والبنية التحتية المدنية، ما أدى إلى انقطاع التدفئة عن نحو 40 في المئة من المباني السكنية في كييف والمناطق المحيطة بها. في المقابل، أعلنت موسكو أن دفاعاتها الجوية أسقطت عدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة الأوكرانية فوق عدة مناطق داخل روسيا، بما في ذلك محيط العاصمة موسكو.
وتزامن التصعيد العسكري مع تسارع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد مخرج للحرب المستمرة منذ أربعة أعوام. وبينما تتحدث موسكو عن تقدم بطيء في المحادثات، يرى مسؤولون أوكرانيون أن الهوة لا تزال واسعة، خاصة بعد تقديم كييف مقترحاً معدلاً يدعو إلى تجميد خطوط المواجهة الحالية دون الاعتراف بمطالب روسيا الإقليمية، مع طرح فكرة إنشاء مناطق منزوعة السلاح بشكل متبادل.
وفي هذا السياق، أشار زيلينسكي إلى أن استمرار الهجمات على المدن الأوكرانية، وفي مقدمتها العاصمة، يبعث برسالة واضحة مفادها أن روسيا لا تسعى إلى السلام، مؤكداً أن بلاده ستواصل الدفاع عن أراضيها، بالتوازي مع العمل الدبلوماسي، من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
محادثات سلام حاسمة بين ترمب وزيلينسكي وموسكو تواكب الحوار مع واشنطن
زيلينسكي يؤكد أن المقترح الأميركي لإنهاء الحرب لا يلزم أوكرانيا بعدم الانضمام للناتو
أرسل تعليقك